الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أي رسائل حملها العرض العسكري لـ"حزب الله" في القصير؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أي رسائل حملها العرض العسكري لـ"حزب الله" في القصير؟
أي رسائل حملها العرض العسكري لـ"حزب الله" في القصير؟
A+ A-

في الوقت الذي كان يشارك فيه اللبنانيون بـ"ماراتون" بيروت كان #حزب_الله يقدم عرضاً عسكرياً في القصير تشعبت رسائله "الاقليمية". واتخذ الحزب القرار بتسريب الصور ليل الأحد وأظهرت مئات المقاتلين بالزي العسكري وعشرات الدبابات والمدرعات والاليات العسكرية، من دون أن يطل رسميا بأي بيان يوضح ماذا حصل في هذه البلدة، بل اقتصر الأمر على رسالة عبر تطبيق "واتساب" كانت بمثابة البيان.


جاء في الرسالة: "أجرى حزب الله اليوم الأحد، عرضاً عسكرياً كبيراً في منطقة #القصير السورية، تخلله مرور المئات من مقاتليه بالزي العسكري أمام المنصة الرئيسية. وإن العرض جاء في ذكرى "يوم الشهيد" ومثل الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله بصفته القائد الأعلى للمقاومة، رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين الذي تناول في كلمته مواضيع سياسية وعسكرية خصوصا بما يتعلق بسوريا (لم ينشر أي موقع كلمة صفي الدين)".


وتضيف: "الاستعراض العسكري هو الاول من نوعه للحزب في #سوريا، حيث تم إختيار منطقة القصير السورية لما تحمله من رمزية للحزب على الصعيدين العسكري والامني، خصوصاً ان المنطقة كانت بوابة عبور الحزب إلى الداخل السوري ومقاتلته الفصائل المتشددة من بابه العريض. وشاركت في العرض آليات عسكرية ثقيلة بينها مدافع ميدانية وأخرى رشاشة مع سيارات تحمل قواذف ثقيلة. وكان حزب الله عاون الجيش السوري في إستعادة السيطرة على منطقة القصير (ريف حمص الجنوبي) الواقعة على الحدود مع لبنان العام 2013".


الصور استفزت في شكل رئيسي السوريين، فقراهم المهدمة بفعل الحرب والتي دافعوا عنها وقدموا الدماء لأجلها باتت مركزاً عسكرياً "خالصاً" لمصلحة "حزب الله"، وصحيح أنه بدأ معركته "الكونية" من القصير، لكن في الوقت نفسه كانت بداية "تلويث" لبنان بالأزمة السورية، إذ لا يختلف اثنان على أن معارك الحزب الحدودية ساهمت في شكل رئيسي بدفع مئات الاف من اللاجئين إلى دخول لبنان والمعارك هناك التي استكملت على طول الحدود أدت إلى دفع المقاتلين السوريين إلى الحدود اللبنانية وبالتالي بداية معركة لبنان مع "جبهة النصرة" (فتح الشام حاليا) و"داعش".


"لا أهمية استراتيجية"
مصادر مقربة من قياديين في "حزب الله" تعتبر أن اسرائيل غير معنية بهذا العرض العسكري، وتقول: "من المعروف ان حزب الله يتعاطى مع اسرائيل باسلوب حرب العصابات وليس عبر عروض عسكرية يقتصر العرض فيها على دبابات ومقاتلين ومضادات، فجميعها لا قيمة لها أمام اسرائيل لأن الأخير بغارة وحيدة قادرة على نسفها، وبالتالي من دون عرض أنظمة دفاع جوي فليس هناك من رسالة إلى اسرائيل".


وتضيف: "العرض معنوي واختيرت القصير لهذا السبب، فهذه البقعة الجغرافية باتت خالية من سكانها تماماً ولم يعد إليها أحد، كما أن الأهم أنها خاليا من الوجود السوري (قوات سورية)، وهي استراتيجية لقربها إلى منطقة الهرمل وتعتبر من معسكرات القواعد العسكرية الاساسية، فيما معسكرات التدريب فهي منتشرة في مناطق عدة بين لبنان وسوريا، ولا شك أن القصير منطقة تربط الحزب بدمشق أو تدمر او حمص أو حتى #حلب، لكن هناك معسكرات انطلاق اخرى يستخدمها الحزب".


لا ترى هذه المصادر "اي أهمية استراتيجية للعرض، فالحزب سبق وقدم عروضا عسكريا أكبر، خصوصا لناحية اظهار قوة الصواريخ المستخدة وعددها، اما ما جرى في القصير فيشبه العروض العسكرية التي كانت تجري في مناطق حزب الله اللبنانية والفارق فقط وجود الدبابات والمدرعات وصواريخ مضادة للدبابات وكل أسلحة متوافرة لدى الاطراف في سوريا".


ثلاث رسائل
وبالنسبة إلى العميد المتقاعد أمين حطيط المقرب من "حزب الله" فأن العرض العسكري يحمل رسائل عدة:
"الرسالة الأولى: ربط حقيقة الواقع بالمظهر المعلن، وففي العادة تعرض القوى العسكرية بعض ما لديها لتثبت واقعاً وصلت إليه، وبالعادة الدولة تعرض المستوى ما قبل الأخير، وتخفي اشياء معينة، وبالتالي بعدما بدأت الحرب في الشرق الأوسط في العام 1990 ضمن استراتيجية "القوة الصلبة" وكان أحد أهدافها اقتلاع المقاومة وتحديدا حزب الله من المنطقة، وبعد 25 سنة يقول الحزب اليوم: شئتم تدميرنا فأصبحنا أكبر.
الرسالة الثانية (دائما وفق حطيط): ان وجود حزب الله في سوريا هو وجود أساسي، خصوصاً في الدفاع عن محور المقاومة وبالتالي الحدود لا تعوق حركته وينظر إلى القصير كما ينظر إلى الجنوب وبالتالي يذكر الناس بأن اولى عملياته الاستراتيجية الكبرى حدثت بالقصير وكان لا بد من أن يوجه رسالته من هناك.


الرسالة الثالثة اقليمية: أن حزب الله الذي دفع الكثير من التضحيات يفاخر بالمهم التي يقوم بها دفاعاً عن المقاومة ولبنان وسوريا والمنطقة وأنه مستمر بالمهمة وليس خجولا بها". ولا يرى حطيط أي رسائل إلى لبنان ويقول: "لو اراد ارسال رسائله إلى الداخل لكان العرض في لبنان وليس سوريا، وما قام به في القصير رسالة اقليمية".


وطرح ناشطون اسئلة حول غياب الطيران الاسرائيلي عن اجواء القصير من دون أن تقصف هذا الحدث العسكري الكبير، فيجيب حطيط: "لقد حدث تطور منذ ثلاثة أشهر واستلمت سوريا صواريخ اس 300".


"خطورة ورسائل الى السوريين"
في المقابل يعتبر العميد المتقاعد خليل الحلو أن ما قام به الحزب في القصير "خطير من ناحية المكان ويظهر حجم القوة والسيطرة، فهي اول مدينة سورية احتلها حزب الله، وبالتالي يذكرنا الحدث بالعرض العسكري الذي قام به الالمان في باريس في الحرب العالمية الثانية عام 1941 وظلت ذيوله طوال 50 عاماً، واليوم عرض حزب الله سيخلق الاحقاد لدى السوريين من الصعب ازالتها، وما قام به لا يؤشر إلى مستقبل سلام واستقرار"، معتبراً أن "العرض العسكري هدفه رفع المعنويات".


دبابات أميركية في العرض
وفي ظهور دبابات أميركية في الصور فذكّر الحلو بأن "ايران لديها دبابات "أم 60 و42" من الممكن انها زودت حزب الله بها، فهي تملك اسلحة أميركية منذ أيام الشاه اذ كان العمود الفقري للمدرعات الايرانية في هذه الفترة اميركية".


ويقول: "لا رسائل إلى اسرائيل من هذا العرض، ولو اراد ذلك لقام بعرضه في الجولان"، معتبراً أن "العرض العسكري يتناغم مع تصريحات ايرانية تتحدث عن تصنيع صواريخ في حلب والعراق وعن تمدد النفوذ الايراني في الدول العربية، وبالتالي لا ارى رسائل إلا للسوريين المقاتلين".


وعلى الرغم من ذلك فإن الحلو يرى أيضا "رسالة تظهر اهتراء النظام السوري"، ويضيف: "السوريون يتحدثون دائماً عن دولة وسيادة دولة وينتقدون التدخل التركي والاميركي، وهم يقولون انهم طلبوا من حزب الله التدخل لكن هل طلبوا منه اجراء عرض عسكري في مدينة سورية، فان هذا العرض يعني ان الحزب اقوى من النظام خصوصا في هذه المنطقة".


وعن عدم استهداف العرض من اسرائيل يقول الحلو: "اسرائيل فرحة بما يجري في سوريا وهناك استهلاك لقوى معادية لها وكل ما يهمها الا يقترب حزب الله من الجولان وجاء الرد حينا باستهداف جهاد مغنية وسمير القنطار ومصطفى بدر الدين وبالتالي غياب اسلحة دفاع جوي هي سبب رئيسي لعدم جذب اسرائيل اليها".

















[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم