الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قناص "داعشي" في المبنى الاحمر... انها لعبة القط والفأر في بعشيقة

المصدر: رويترز
قناص "داعشي" في المبنى الاحمر... انها لعبة القط والفأر في بعشيقة
قناص "داعشي" في المبنى الاحمر... انها لعبة القط والفأر في بعشيقة
A+ A-

كانت قوات البشمركة الكردية التي اقتحمت بعشيقة الخاضعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق على ثقة بأنها ستبسط سيطرتها على البلدة سريعا. ثم بدأ أحد القناصة التابعين لـ"الدولة الإسلامية" يطلق النار كل 5 دقائق تقريبا، من مبنى لونه أحمر، على القوات الكردية والقوات الخاصة الأميركية المرافقة لها، مما أعاق أي تقدم لقافلتهم المؤلفة من 40 عربة. ويظهر ذلك مدى الصعوبات التي تواجهها القوات العراقية في معركة استعادة الموصل.
يقول مسؤولون كبار في المخابرات الكردية إن "الدولة الإسلامية" التي أرسلت اعدادا من الانتحاريين في سيارات ملغومة لإبطاء تقدم الجيش عند مشارف المدينة، تبدي شراسة مماثلة في الأزقة الضيقة في المدينة، حيث نشرت عددا كبيرا من القناصة.


في شوارع بعشيقة، استطاعت البشمركة والقوات الأميركية الداعمة لها حشد مجموعة هائلة من العتاد المسلح. في الشارع على مقربة من القناص، اصطفت مركبات أميركية مدرعة مضادة للكمائن والألغام، ومزودة بأسلحة رشاشة عيار 50 ملليمترا وتعمل بالكمبيوتر.


درست القوات الخاصة الأميركية- التي تحمل بنادق قناصة متطورة وفي حوزتها تكنولوجيا متقدمة- الموقف بعناية، في وقت كان الأعيرة النارية تدوي في الارجاء وترتد من المباني.


كان مقاتل من البشمركة يقف أمامهم في الجهة المقابلة من الشارع، ممسكا بسلاح رشاش، ويلف وسطه بألف رصاصة. وقال ضابط من البشمركة يدعى رشيد حجي روستا: "أبلغت رجالي بالتقدم للإمساك بهؤلاء الكلاب." ورغم هذا التظاهر بالشجاعة، لم يبد أن هناك حلا في الأفق.


كان القناص يطلق كل 10 دقائق تقريبا دفعات عدة من الأعيرة النارية في اتجاههم. وشوهد مقاتل من "الدولة الإسلامية" من على مسافة وهو يركض بين المنازل، حاملا بندقية آلية من طراز "إيه كيه-47".


ورد الأميركيون بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة المحمولة على المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام. وشوهدت أعيرة نارية تصيب شرفة المبنى الأحمر. ورد القناص بإطلاق النار. وكانت كل طلقة تحمل رسالة مفادها: "لم تتمكنوا من اصطيادي".
وكان وميض أحمر يظهر من فوهة بندقية القناص كل مرة يطلق فيها النار. وفي لحظة ما، قفز ثلاثة من أفراد القوات الخاصة الأميركية جانبا عندما مرت الأعيرة النارية قربهم.


كان المسلحون الأكراد يخططون للهجوم على بعشيقة من أسابيع. في ذلك الوقت، نفذ مسلحون من "الدولة الإسلامية" هجمات انتحارية ضد قاعدتهم المؤقتة التي تقع على مقربة. وفي وقت مبكر اليوم، وبعد أيام من إزالة القنابل من المناطق القريبة، دخلت قوات البشمركة الكردية بعشيقة.


وبعد ساعة، انفجرت سيارتان ملغومتان قرب قافلتهم، وتصاعدت أعمدة الدخان الأبيض على مسافة 15 مترا. لم يصب أحد في التفجيرين. لكن تبدد أي إحساس بالارتياح نتيجة تزايد التوتر الذي أحدثه القناص.


الى جانب دفعات الأعيرة النارية التي انطلقت من المركبات المدرعة، اطلقت ايضا قذائف نحو مبنى القناص وأبنية مجاورة اخرى، بعدما شوهدت أعيرة نارية تنطلق منها. ولم يتضح ما إذا كان مع القناص رفاق له، أو أنه يتنقل من مبنى إلى الآخر عبر أنفاق تحت الأرض يقول المسؤولون الأكراد إن المتشددين يستخدمونها عندما يتعرضون لضغوط شديدة.


يقول مسؤولون أكراد وعراقيون إن المتشددين استعانوا بقناصة على درجة عالية من المهارة من مناطق صراعات، مثل الشيشان. في لحظة، خُيِّل انه تم اسكات القناص. لكن أعيرة نارية انطلقت من اتجاه آخر، مما جعل أحد القناصة الأميركيين يصيح قائلا: "إنه (الرصاص) آت من المبنى الأخضر". وقال زميل له على مقربة: "أبلغ ستيف بأننا نحتاج إلى القذائف."
وفي حين أظهر الأميركيون إحساسا بالعجلة، حيث ربضوا قرب المباني في محاولة لاكتشاف خط مباشر لنيران القناص، جلس مقاتلان كرديان بهدوء في الشارع الذي تعرض لإطلاق النار، ليتناولا الطعام.


على مسافة قريبة، انشغل مقاتل كردي آخر بغلاية شاي سوداء، غافلا عن قذائف المدفعية التي تطلق نحو القناص. في النهاية، نفد على ما يبدو صبر قوات البشمركة والقوات الخاصة الأميركية من لعبة القط والفأر، وتم توجيه 3 ضربات جوية الى منازل التي كان يتحرك منها القناص.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم