السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لحظة وضعوا الرشاش على رأسه قبل ان يقولوا له: "نحن داعش اعطنا سيارتك"

المصدر: "أ ف ب"
لحظة وضعوا الرشاش على رأسه قبل ان يقولوا له: "نحن داعش اعطنا سيارتك"
لحظة وضعوا الرشاش على رأسه قبل ان يقولوا له: "نحن داعش اعطنا سيارتك"
A+ A-

اطلقوا النار على باب منزل ابو محمد في كركوك واقتحموه فجر الجمعة، ثم وضعوا الرشاش على رأسه قبل ان يقولوا له، "نحن الدولة الاسلامية اعطنا سيارتك".
ولحماية ابنيه وحفيديه، وافق ابو محمد على اعطائهم سيارته، وبعد وقت غير طويل سمع دوي انفجار كبير، وتبين له لاحقا ان انتحاريا من تنظيم الدولة الاسلامية فجر نفسه بسيارته بعد محاصرته من قبل قوات الامن.
ورغم تهديده المباشر بالسلاح فان ابو محمد ضابط الشرطة المتقاعد والاب لولد وبنت مع حفيدين، لم يفقد رباطة جأشه وحاول التعامل مع المهاجمين، مستفيدا من تقدم عمره وشعره الابيض.
وروى ابو محمد كيف توجه بالكلام الى عنصر التنظيم الجهادي الذي وضع الرشاس على جبهته قائلا له "اطفالي اكبر منك عمرا، عمري 69 عاما، كيف تتعامل معي بهذه الطريقة؟" .


"السيارة او الموت" 
وحرصا على سلامة ولديه وحفيديه قدم ابو محمد مفاتيح سيارته رباعية الدفع الى الجهاديين على امل التخلص منهم.
وغادر احدهم على متن السيارة باتجاه مقر مبنى المحافظة، لكنه ووجه بوابل من رصاص قوات الشرطة، فلم يستطع ان يكمل طريقه، وفجر نفسه بالسيارة التي تناثر حطامها على جانبي الطريق، حسب ما نقل شهود عيان .
اما باقي عناصر تنظيم الدولة الاسلامية فقد تمركزوا في الطابق الارضي للمنزل واشتبكوا مع الشرطة، ما ادى الى تدمير ثلاث غرف من المنزل بشكل كامل.
وفي احدى الغرف، غطى الرماد دمية لحفيدة ابو محمد ذات السنة الواحدة من العمر، كما ذابت شاشة التلفزيون من الحريق، وتناثرت اجزاء جهاز تكييف الهواء، وعبق المكان برائحة الحريق.
واشار ابو نور، ابن ابو محمد، الذي يعمل موظفا حكوميا (35 عاما) ان العائلة "هربت الى منازل الجيران" فيما بقي هو مع والده في المنزل.
واوضح انه بعد ساعة "قرع عناصر من القوات العراقية بقوة الباب ومشطوا المنزل".
واضاف ابو نور "جرت اشتباكات عند مدخل المنزل" حيث لا تزال جثث عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية ملقاة على الارض وقد جفت دماؤهم، في حين قام عدد من المارة بالتقاط صور للمكان.


جثة ملقاة على رصيف
وعلى مسافة قريبة من المنزل بجوار جدار مبنى المحافظة، كانت هناك جثة ممدة لرجل بلحية طويلة بزي افغاني. وفي منزل مجاور عثر على اشلاء اربعة جهاديين فجروا انفسهم .
وذكر ابو محمد ان جميع المهاجمين كانوا يتحدثون بلهجة عراقية ويبدو انهم كانوا يعرفون الحي.
وتعيش مدينة كركوك لليوم الثاني وسط حظر تجوال فرضته السلطات المحلية، اثر تعرضها لهجوم شنه عشرات من الجهاديين على امل السيطرة على المدينة التي تعد مركز محافظة تحمل الاسم ذاته تعيش فيها غالبية القوميات العراقية.
وواصلت القوات العراقية السبت، ملاحقة من تبقى من عناصر التنظيم الجهادي وسط اجراءات امنية مشددة، كما يجري التاكد من عدم وجود عبوات ناسفة تحت ملابس جثث لجهاديين ملقاة على الارض.
وعلى بعد امتار قليلة من بوابة منزل ابو محمد، كانت هناك جثة الجهادي الذي هدد ابو محمد، وملامحه لا تدل على انه تجاوز سن المراهقة، فيما توزع الذباب على وجهه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم