شاشة - "متل القمر 2": عيار المهزلة ثقيل!

لن يختلف المشهد جوهرياً بحال التروّي أو الانتظار. ولن تهبط من سماءٍ ما معجزةٌ تنقذ "متل القمر". سيّانٌ ربما اكتشاف جهاد أنّ زلفا هي قمر، ومجيء ريموندا بقدميها لتشتعل مواجهة المرأتين. ذروة المسلسل وفراغاته، واحدة.

لذلك فليُقل كل شيء من دون الشعور بأيّ داعٍ لتوسّل حدث مقبل. مسلسلٌ ("أم تي في") أثبت إخفاقاً نوعياً في جزئه الأول (دعكَ من الهوس بالأرقام)، فإذا به يعود بجزء ثانٍ عوض الاعتذار عما اقتُرف بحقّ الدراما اللبنانية من مجزرة. وبعدما فاضت السذاجة في الجزء الأول، وسيطرت ميكانيكية باردة على وجه البطلة (ستيفاني صليبا)، شدّت الهِمّة في الجزء الثاني، وأتت تنتقم بزَمّ العينين ورفع الإصبع. لا بل بإكثار معجبيها، من المحافظ رشيد (جورج شلهوب) إلى رجل الأعمال فريد (ميشال حوراني) وطبعاً الزوج جهاد (وسام صليبا) المؤدّي دوره بنَفَس واحد وصَبّة واحدة.
تفذلك المسلسل بالاصرار على جزءٍ ثانٍ يفوق الأول خواءات. استنجد بجورج شلهوب عساه يُضيف وزناً، فجاء دوره عادياً. لا إدهاش ولا إنعاش. المسلسل في دوّامة داخل بالون هوائي. هو لا شيء. مضمون ساذج وأداء رخو، أو مُفرط في شدّته كأداء جهاد الأطرش. لم يُسدِ أحدٌ إليه نصيحة تنفعه، ويقول له يا أستاذ جهاد، لا يحتاج الدور الى مبالغات النبرة. الكاتبة (كريستين بطرس) والمخرج (سيزار حاج خليل) غائبان تماماً. النصّ مبعثر، عصبه الانتقام، والإخراج أفلت منه الزمن الماضي، فضاع وضيّع المُشاهد.
ذلك كَوْمٌ والتمثيل الكاريكاتوري كَوْمٌ آخر. من جمود البطلين صليبا إلى انكماش الأطرش، فقهقهات وجيه صقر. مما لا شكّ فيه أنّ كاتيا كعدي والبصّارة ووجوهاً أخرى، كومبارس وأقلّ.
يحمل "القدر" عائلة الريّس إلى الكازينو حيث زلفا: جهاد، فسعيد وريموندا. لن يطول اعتبار المُشاهد غبياً والتمادي في بناء نصّ على أساس أنّ الجميع ضيَّع بقمر لتبدُّل شكلها. مهزلة من العيار الثقيل، لا نجاة فيها لأحد.

[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima