الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"المواطنة بهية الحريري" ذاهبة إلى المجتمع المدني \r\nالسنيورة: لن نخضع ولن ولن ...

ايلي الحاج
A+ A-

يذهب الصيداويون من خلال كلمات ممثليهم في اجتماع مجدليون الإستثنائي إلى الأقصى المثالي، ربما بفعل عمق الجرح الذي أصابهم وهوله. جرح إذا لم يُضمّد هذه المرة كما يجب فسيهدد بالتهابات أخرى يطلع بذريعتها كل يوم أسير.سيدة المكان بهية الحريري بدت حاسمة كما لم تكن يوماً: "نرفض الأمن المناطقي وخطوط التماس". وعند ذكر صفتها النيابية علقت أكثر من مرة "أنا المواطنة بهية الحريري. ليس مهماً المركز". ستذهب السيدة شقيقة الرجل الذي استشهد حرقاً من أجل السلام والوحدة وصورته تهيمن على القاعة إلى عمل مدني نشط في الأسابيع والأشهر المقبلة. ضد الخوف . "بيكفي خوف". تقول الحقائق كما هي بجرأة، ولكن بديبلوماسية، وحساب.


الرئيس فؤاد السنيورة كان واضحاً في الوصف والمطالب: "ما حصل في عبرا كان إعصاراً تسبب به منطق الخروج على الدولة".
الأصل هنا مردود إلى "حزب الله". لم تكن ظاهرة الشيخ أحمد الأسير إلا رد فعل غير مناسب ومرفوض لأن كل سلاح غير سلاح الشرعية مرفوض. لفت السنيورة إلى مكابرة فريق لم ترد زميلته في النيابة عن المدينة تسميته للحؤول دون انجرار إلى سجالات لا تجدي. قال السنيورة إن المكابرة أبقت الشقق الأمنية التي تسببت بحوادث عبرا وكان في الإمكان تجنيب صيدا والبلاد. يرفع أسئلته والصوت عالياً ومعها علامات الإستغراب الشديد: كيف يسمح الجيش بمشاركة مسلحين في عملياته العسكرية مشاركة مثبتة بالصور والشهادات؟ ذكّرت صلابته بأيام كان تحت الحصار في السرايا وسط بيروت: لا نضع شروطاً على الدولة. ولكن لن ولن نخضع لسلاح "حزب الله". لمن لم يفهم الرسالة جيدا أضاف السنيورة: "مهما كلف الأمر".
المداخلات تعددت خلال الإجتماع ، بعضها ركز على إعلان قيادة الجيش – مديرية التوجيه أن الجيش قاتل وحيدا. لا لم يقاتل وحيدا فالشعب معه ونتمسك بتأييده ، ولكن يجب نزع مبرر الدفاع عن النفس لدى أي مواطن تجاه سلاح "حزب الله". بعضها تناول الوضع من زاوية أهمية حماية الإعتدال . سمير فرنجية لا يريد منطقة صيدا وحدها منزوعة السلاح بل كل لبنان. يستند إلى أن الشعب اللبناني كله لا يريد استعادة الحرب الأهلية . ثم إن إيران فقدت مبررات وجودها في المنطقة عدا مبرر الفتنة المذهبية. الرد الوحيد عليها وعلى السلاح هو التمسك بالسلم الأهلي في الداخل . والمسؤولية تقع على كل بني آدم في هذا البلد. وأمامنا أيضاً مهمة حض الدولة والعرب والمجتمع الدولي على تطبيق القرارات الدولية ، القرار 1559 والقرار 1701 في المقدمة.
تلقف السنيورة ونواب من "المستقبل" البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة ضد السلاح غير الشرعي. لكن "حزب الله" قال وسيقول إن سلاحه شرعي يا دولة الرئيس. "فليقل ما يريد الحزب. المقصود بالبيان واضح وهو جيد جداً".
وعرض سياسيون مشاركون، وصيداويون مأساة المدينة التي كانت تعج بالحياة في ما مضى، يقصدها الناس من أمكنة بعيدة وها هي حزينة ، خائفة من مظاهر مسلحة واستعراضات واستفزازات يومية تحت ستار "سرايا المقاومة" وغيرها. بين وقت وآخر تتدخل الحريري مصوّبة وتطالب بالتركيز على إن المسألة ليست سنية – شيعية. ثم تكرر إنها ليست سنية – شيعية. "الخطر الرئيسي هو الميليشيات" يقول أحد المتحدثين البارزين، الدكتور علي مقلّد، منتقداً مفردة يستخدمها الإكليروس الماروني: الشركة. كلا لبنان ليس شركة ولا شراكة بل سعي إلى وطن.
سيختصر السنيورة كل الكلام: صيدا تريد الدولة. الدولة العادلة المطبقة للقانون والمساوية بين كل المناطق والأبناء. التحقيق الشفاف. أن تتخلص من البؤر الأمنية كافة. أن تكون مدينة الحياة الديموقراطية وواحة العيش المشترك. "المواطنة بهية الحريري" تنهي بأن الموقف الوطني الصلب والواضح بدأ يثمر وسيثمر أكثر بالنضال السلمي، بالمجتمع المدني.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم