الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بري أعلن الموت السريري لـ 8 و14 آذار قبل 6 أشهر تحالف "قوى الممانعة" ينفرط عقده والرئاسة تفرّق العشاق

عباس الصباغ
بري أعلن الموت السريري لـ 8 و14 آذار قبل 6 أشهر تحالف "قوى الممانعة" ينفرط عقده والرئاسة تفرّق العشاق
بري أعلن الموت السريري لـ 8 و14 آذار قبل 6 أشهر تحالف "قوى الممانعة" ينفرط عقده والرئاسة تفرّق العشاق
A+ A-

يقول أحد المخضرمين في السياسة: اذا كانت قوى 14 آذار فقدت تماسكها منذ انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي منها، فإن قوى 8 آذار سارت على الطريق عينه وباتت في موت سريري على ان تقام مراسم "الدفن" بعد اربعينية الامام الحسين(ع)، أي بعد الجلسة الـ 46 لانتخاب رئيس الجمهورية.


عندما تشكَّل لقاء عين التينة رداً على لقاء البريستول اواخر العام 2004 كان يجمع حلفاء دمشق وطيفاً من الشخصيات السياسية التي اتفقت عامذاك على مواجهة القوى المتضررة من التمديد لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود، وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتضاح شكل الانقسام العمودي الحاد بين حلفاء دمشق وخصومها، ولدت قوى 8 آذار من رحم تظاهرة "الوفاء والشكر لسوريا"، لتليها بعد اقل من اسبوع ولادة 14 آذار في تظاهرة "الحرية والسيادة والاستقلال".
دارت السنوات وتبدلت التحالفات، ولعل خروج الحزب التقدمي الاشتراكي من تحالف 14 آذار بعد الانتخابات النيابية عام 2009 شكل نقطة تحول على الساحة الداخلية، ما مهّد لبدء انفراط عقد 14 آذار الى ان جاء "اعلان النيات" بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" مطلع العام الحالي ليكرس خلط التحالفات خصوصاً بعد تبني "تيار المستقبل" ترشيح النائب سليمان فرنجية.
لكن اذا كانت 14 آذار على هذه الحال، فماذا عن 8 آذار؟
مصادر وازنة في "فريق الممانعة" تؤكد لـ "النهار" ان "ما يجمع احزاب 8 آذار لا يزال قائماً وخصوصاً العلاقة مع محور المقاومة الممتد من طهران الى غزة، وربما يطال اطراف المحيط الهادئ (في اشارة الى روسيا والصين)، وبالتالي لا تزال هذه القوى المتحالفة مع "التيار الوطني الحر" متماسكة وإن تباينت مواقفها في بعض المحطات".
كلام هذه المصادر لا يترجم عملياً، خصوصاً ان التباينات اضحت كبيرة بين اطراف 8 آذار، وليس ترشيح "المستقبل" لفرنجية الا احد اوجه هذا التباين الحاد، فضلاً عن ان الخلافات المستفحلة بين "امل" و"التيار الوطني" تكاد تتفوق على التباينات التي كانت بين عين التينة وقريطم قبل عقد من الزمن.
التباعد بين اطراف "لقاء عين التينة" لا يتوقف على الخلافات في الملف الرئاسي انما يتخطاها الى قضايا مصيرية منها الانخراط في الازمة السورية لبعض احزاب 8 آذار، في حين ان اطرافاً اخرى وازنة تلقي الحرم الشرعي على مشاركة عناصرها في القتال المستمر في سوريا على رغم ان جمهورها كان ولا يزال مهدداً من الجماعات الارهابية التي فجرت في الضاحية الجنوبية والبقاع واطلقت مئات الصواريخ على قرى وبلدات في البقاع تدين بالولاء لـ 8 آذار.
اما في الحكومة فإن مواقف وزراء "امل" تكاد تتطابق مع مواقف خصوم "التيار الوطني" واحيانا مواقف وزيري "حزب الله"، وخير مثال ما جرى في الجلسة الاخيرة للحكومة عندما قاطعت قوى 8 آذار الجلسة تضامناً مع الرابية في الوقت الذي استدعت "امل" احد وزرائها من الخارج لتأمين نصاب الجلسة.
كل هذه المعطيات تؤكد ان الفريق الوازن في 8 آذار المتمثل بـ "حزب الله" اضحى شبه وحيد في ذلك التحالف، تماماً كما هي حال "تيار المستقبل" في تحالف 14 آذار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم