السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ما المتوقع من الاجتماع النفطي في الجزائر؟

المصدر: "رويترز"
ما المتوقع من الاجتماع النفطي في الجزائر؟
ما المتوقع من الاجتماع النفطي في الجزائر؟
A+ A-

أطاحت المملكة العربية #السعودية و #إيران آمال أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيك) في التوصل إلى اتفاق في الجزائر هذا الأسبوع يقيّد مستويات إنتاج الخام، بينما قالت مصادر إن المنظمة وروسيا غير العضو فيها لا تزال تحاولان تضييق هوة الخلافات بين الرياض وطهران.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحافيين "هذا اجتماع تشاوري... سنتشاور مع كل طرف آخر وسنستمع للآراء ولأمانة أوبيك وللزبائن أيضا." وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة "إنه ليس وقتا لصناعة قرار". وأضاف في إشارة إلى الاجتماع الرسمي المقبل لأوبيك الذي سيعقد في فيينا في 30 تشرين الثاني "سنحاول التوصل إلى اتفاق". وتعقد أوبيك مباحثات غير رسمية غداً الأربعاء كما يلتقي أعضاؤها مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم منتجين وزبائن.
وانخفضت أسعار النفط إلى أقل من النصف منذ 2014 بسبب تخمة المعروض من الخام مما دفع منتجي أوبيك ومنافستهم روسيا إلى السعي لإعادة التوازن إلى السوق بما يعزز إيرادات صادرات النفط ويدعم موازناتهم. والفكرة السائدة منذ أوائل 2016 بين المنتجين هي الاتفاق على تقييد الإنتاج على الرغم من أن مراقبي السوق يقولون إن مثل هذا الإجراء لن يقلّص وفرة المعروض من الخام. وتعقد الوصول إلى اتفاق بفعل المنافسة السياسية الشديدة بين إيران والمملكة العربية السعودية اللتين تخوضان عدة حروب بالوكالة في الشرق الأوسط من بينها حروب سوريا واليمن.
وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج وهو الأمر الذي يمثل تحولا في موقف الرياض إذ رفضت المملكة من قبل مناقشة تقليص الإنتاج.
وقال عدد من مبعوثي أوبيك اليوم الثلثاء إن مواقف المملكة العربية السعودية وإيران ما زالت متباعدة كثيرا. وانخفضت أسعار النفط نحو ثلاثة بالمئة في تعاملات اليوم الثلثاء.
وقالت ثلاثة مصادر في أوبيك إن إيران التي ظل إنتاجها عند 3.6 ملايين برميل يوميا تصر على حقها في الوصول بمستويات الإنتاج إلى ما يتراوح بين 4.1 و4.2 ملايين برميل يوميا في حين تريدها دول الخليج الأعضاء في أوبيك أن تثبت إنتاجها دون أربعة ملايين برميل يومياً.
وقال مصدر من أوبيك على دراية بالمباحثات "لا تتوقعوا أي شيء ما لم تغير إيران رأيها بشكل مفاجئ وتوافق على تثبيت (للإنتاج). لا أعتقد أنهم سيفعلون."
ويعتمد اقتصادا السعودية وإيران على النفط لكن الأخيرة ترى أن الضغوط تتراجع مع خروجها من سنوات العقوبات. وعلى الجانب الآخر تواجه الرياض عاما ثانيا من العجز القياسي في الموازنة وتضطر إلى تخفيض أجور موظفي الحكومة. والتقى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك مع زنغنة اليوم الثلثاء في ما تقول مصادر إنها محاولة جديدة لإقناع طهران بالموافقة على التحرك. وقالت مصادر أخرى إن الجزائر وقطر تتحدثان أيضا إلى إيران في مسعى لتأمين اتفاق. وقالت مصادر في قطاع النفط الإيراني إن طهران تريد أن تسمح لها أوبيك بإنتاج 12.7 في المئة من إجمالي حجم ما تضخّه المنظمة بما يعادل ما كانت تستخرجه قبل 2012 عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على طهران بسبب أنشطتها النووية. ورفعت العقوبات في يناير كانون الثاني 2016. وخلال الفترة بين 2012 و2016 زادت المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الأخرى الأعضاء في أوبك مستويات الإنتاج للمنافسة على الحصة السوقية مع المنتجين مرتفعي الكلفة مثل الولايات المتحدة.
ونتيجة لذلك تعتقد إيران ان حصتها العادلة في الإنتاج يجب أن تكون أكبر من حجم ما تضخه حاليا والذي تقول إنه ينبغي أن يزيد حالما توقع طهران على استثمارات جديدة مع شركات نفط عالمية. وارتفع إنتاج المملكة العربية السعودية إلى 10.7 ملايين برميل يوميا من 10.2 ملايين برميل في الأشهر الأخيرة نتيجة لتنامي الطلب المحلي على تبريد الهواء في فصل الصيف.
وقال جاري روس المراقب المخضرم لأوبيك ومؤسس مؤسسة بيرا البحثية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن إنتاج المملكة العربية السعودية ارتفع بشدة في الأشهر الأخيرة وحتى إذا تم خفضه إلى مستويات ما قبل الصيف سترى إيران أن عرضا لتثبيت إنتاجها أمر غير عادل. وأضاف "إنه عرض محسوب بعناية لأن المملكة العربية السعودية تعرف أنه لن يكون مقبولا لإيران... السعودية تريد أن تلقي باللوم على إيران في عدم تحرك أوبيك في (اجتماع) الجزائر". 
وقال بيارني شيلدروب كبير محللي السلع الأولية لدى إس.إي.بي ماركتس "لا يمكننا أن نرى كيف من المحتمل أن تقبل إيران العرض السعودي. سيبدو الأمر كمطالبة سجين خرج لتوه بعد قضاء سنين طويلة في السجن بالرجوع إلى حبسه ."أضاف أن عدم التوصل إلى اتفاق في الجزائر سينتج منه ضغط نزولي أكبر على النفط إذ ستحافظ السعودية على مستويات الإنتاج المرتفعة وستعزز إيران الإنتاج أيضا.
غير أن الفالح قال إنه متفائل إزاء سوق النفط على الرغم من أن عودة التوازن تأخذ وقتاً أطول مما كان متوقعاً.
وأشار إلى أن مخزونات الخام التي بلغت مستوى قياسيا على المستوى العالمي بدأت تتراجع قائلاً إن الوتيرة التي سيحدث بها هذا "تعتمد أيضاً على اتفاق الإنتاج. إذا حدث إجماع على واحدة في الأشهر القليلة المقبلة فستكون المملكة العربية السعودية مع الإجماع". 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم