الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فلسطين أو نظام الفصل العنصري

راجح الخوري
A+ A-

كادت القضية الفلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ان تضيع في بريّتين، بريّة الواقع العربي الراهن الذي يوغل في البؤس، وبرية الواقع الدولي الذي يوغل في التعامي، لا بل في التآمر، عن آخر احتلال في العالم يستمر في القرن الحادي والعشرين كوصمة عار على جبين المجتمع الدولي بأسره.


كاد ذكر فلسطين ان يضيع في بريّتين لولا صوتان صارخان وبنبرة قوية من منبر الجمعية العمومية، التي هي ايضاً بريّة بلا قانون او هيبة او قدرة على تنفيذ قراراتها، وهكذا إرتفع صوت الرئيس محمود عباس معلناً التوجه الى مجلس الأمن لإصدار قرار ضد عمليات الإستيطان التي تلتهم فلسطين وتدفن الحل السلمي، داعياً بريطانيا الى الإعتذار عن وعد بلفور بالإعتراف بالدولة الفلسطينية. ثم جاء الصوت الصارخ بقوة من قطر وبنبرة عالية، سواء في إدانتها هذا الاستيطان او في التحذير من سقوط آخر فرص التسوية السلمية لأزمة الشرق الأوسط التي شغلت العالم على مدى سبعين عاماً تقريباً.
الشيخ تميم بن حمد ألقى في وجه الأمم المتحدة خياراً ساخناً طالما بدا خانقاً بالنسبة الى اسرائيل عندما قال: "إما حلّ الدولتين او إقامة نظام فصل عنصري في اسرائيل"، وليس خافياً ان المضي في سياسة الإستيطان وتنكر اسرائيل لقرارات الأمم المتحدة. التي تشكل اساساً قانونياً يفترض ان يفضي الى قيام الدولة الفلسطينية على أساس حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، سينسفان التسوية نهائياً ويكرّسان اسرائيل دولة فصل عنصري وجزيرة تطفو دائماً وسط بحر من الكراهية العربية لن تنتهي.
تحذير أمير قطر له معناه العميق في حسابات مستقبل اسرائيل والفلسطينيين وإذا كان العالم يتقاعس عن تنفيذ القرارات الدولية ويواصل التعامي، فإن هذا العالم لن يتمكن في النهاية من ان يتحمّل "جنوب افريقيا" جديدة تقوم على "الأبرتايد"، وخصوصاً كما قال الشيخ تميم: "ان القضية الفلسطينية لا تزال بعد أكثر من سبعة عقود على الاحتلال تنتظر الحل العادل، بينما اسرائيل لا تكتفي برفض قرارات الشرعية الدولية بل انها تعمل على فرض أمر واقع".
كان من الضروري تذكير العالم بـ"مبادرة السلام العربية" لدحض كل ترهات نتنياهو في الأمم المتحدة مثل قوله إن المشكلة ليست في الإستيطان، ولهذا تعمّد الشيخ تميم التأكيد "ان الشعوب العربية [ لم يقلّ الدول] لن تقبل بأي نوع من تطبيع العلاقات مع اسرائيل مع إستمرار الإحتلال وممارساته وقبل تحقيق حلٍ عادل للقضية الفلسطينية".
وهكذا عندما يأتي فحوى هذا الكلام المهم عن فلسطين والمستقبل على لسان الأكثر شباباً في القيادات العربية، فإن التحذير يفترض ان يخترق عميقاً في حسابات اسرائيل : "إما حل الدولتين او إقامة نظام فصل عنصري".


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم