السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل الرئاسة ملك الحزب والمستقبل؟

نايلة تويني
نايلة تويني
هل الرئاسة ملك الحزب والمستقبل؟
هل الرئاسة ملك الحزب والمستقبل؟
A+ A-

تزداد الشائعات عن اتفاق وشيك بين الرئيس سعد الحريري من جهة والعماد ميشال عون ومن ورائه "حزب الله" من جهة أخرى على انتخاب عون رئيساً. وبمعزل عما يقرره كل طرف، وله ملء الحرية في ذلك، فإن رئاسة الجمهورية بالنسبة الينا ليست قطعة جبنة يتقاسمها طرفان أو اكثر، ويتفقان عليها تحت جنح الظلام لتهريب عملية الانتخاب كأنها سرقة او عمل مشبوه، ونرفض ان نطلع على اتفاق، قد يكون واقعاً أو مستحيلاً، من خلال تسريبات تشبه حالنا مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد الذي أعلمنا من القاهرة بأن "اللبنانيين اتفقوا على التمديد للرئيس الياس الهراوي" ولم يكن أحد من اللبنانيين متفقا مع آخر على الامر. ونرفض ان تتحول الرئاسة اتفاقاً بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" يصار فيه الى توزيع المغانم وتقاسم الحصص، بل من الضروري فعلاً لا قولاً، ان تدخل الرئاسة بسلة من الاتفاقات الواضحة للجميع، وان يملك المرشح الرئاسي رؤية ورؤيا، لا ان يكون منحازاً الى هذا الطرف او ذاك، أو ثمرة اتفاق ثنائي، فيأتي مكبلاً بقيود تمنعه من الانطلاق وتحقيق أي شيء يطمح اليه اللبنانيون. نريد رئيساً لا يأتي من "فرح الناس" فنزداد احباطاً، ولا نريد رئيساً قوياً بمعايير القوة، بل نريد من يتسم بروح وطنية ويمتاز بالحكمة ليعيد لم الشمل، ويحافظ على علاقات لبنان العربية الاخوية، كما الاقليمية والدولية.
لا نتحدث في مبادئ افلاطونية، لكننا ايضا نرفض بشدة ان تتحول الرئاسة ملكاً لـ"حزب الله" و"تيار المستقبل" فاذا اتفقا تم الانتخاب، واذا اختلفا انعدمت فرص الحل. الرئاسة ملك المكونات اللبنانية مجتمعة، ملك الشعب اللبناني، لذا فإن على ممثلي هذا الشعب كافة ان ينزلوا الى مجلس النواب ويمارسوا واجبهم الانتخابي لئلا لا يتساوى الذين يحضرون بالذين يقاطعون فيعطلوا الرئاسة والبلد.


[email protected] / Twitter:@naylatueni

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم