الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نقشوا أجسادهم بوشوم في رحلة إلى الذات

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
نقشوا أجسادهم بوشوم في رحلة إلى الذات
نقشوا أجسادهم بوشوم في رحلة إلى الذات
A+ A-

قال الفيلسوف اليوناني أرسطو إنَّ "التفكير لا يمكن أن يكون موجوداً من دون الحواس والأحاسيس"، وفي ظل عيشنا في عصر العولمة الذي تسيطر عليه الصورة نجد أن في مكانٍ ما ننشأ على تناقض فاضح يتزايد جراء الحروب والنزاعات التي تواجهها شعوب المنطقة العربية، والهجمات العنصرية التي تعيشها شعوب المجتمعات الغربية بسبب الاختلافات العرقية في حين أنَّنا بتنا في قرية كونية واحدة! إلاَّ أنَّ المظاهر والانطباع الأولي على الشخص من دون الغوص أكثر في شخصيته لا تزال تتحكم بمجتمعنا. ومن أكثر من يواجهون أحكاماً مسبقة وتشويه سمعة هم الأشخاص الذين اختاروا رسم وشمٍ على جسمهم إذ تعتبر خطوتهم عملاً غير أخلاقي لا يتلاءم ومجتمعنا الشرقي.


رحلة إلى الذات
لمى مطر الأستاذة الجامعية التي تخصصت في التغذية ولكنها أحبت الرسم منذ الصغر لغاية العشرينات من عمرها طورت هوايتها مع الوقت إلى فن التصوير، لتصبح الكاميرا صديقتها الدائمة، ساعيةً من خلالها إلى كسر المحرمات والمحظورات. في خطوةٍ لافتة دخلت مطر إلى حياة الأشخاص الموشومين وصورتهم داخل منازلهم، لتتحول هذه الفكرة إلى معرض حمل اسم INKED MIND ستعرض فيه 20 لوحة من مئات الصور التي التقطتها مطر خلال عامين من العمل والجهد المتواصلين. تخبر مطر في حديث لـ"النهار" أنه "بعدما نظَّم مهرجان التصوير الفوتوغرافي للبحر الأبيض المتوسط (Photomed) العام الماضي مسابقة تصويرية فزتُ بالمركز الثاني وكانت الجائزة عبارة عن معرض. سبق أن عرضت أعمالي في معارض سابقة مشتركة ولكنه أول عرض منفرد لي. في هذا المعرض، تنطوي الصور على رحلة إلى الذات، وهي تعبير عن أفكاري الليبرالية بغية تحرير الناس من التعلق بمعتقدات لطالما صُنِّفت كمحرمات". مجموعة من الأشخاص من فئات عمرية واجتماعية مختلفة اختارتهم مطر بعدما جعلوا أجسادهم مرتعاً للوشوم كوسيلة للتعبير فيها عن أنفسهم.


مواجهة الصور النمطية في مجتمعنا
تؤكد مطر أنَّ "فكرة المعرض انطلقت من مفهوم الهوية والشعور بالانتماء. وأخذت الوشم كنموذج لمعالجة هذه المسألة والحد من الصور النمطية في مجتمعنا. فالناس الذين يضعون وشوماً على كامل أجساهم ينتمون إلى فئات مختلفة، إذ يعملون في قطاعات متنوعة ولكل منهم أفكاره الخاصة وليسوا في إطارٍ واحد كما يصنفهم كُثر. واختاروا هذه الطريقة للتعبير عن أنفسهم. جلست مع كل شخص وتحدثت إليه فتبيَّن أنَّ كلاً منهم رسم وشماً لأسباب مختلفة منها إيجابية كولادة طفل وأخرى سلبية أو بغية الاحتفاظ بذكرى معينة لا يرغبون في نسيانها وأحياناً فقط بهدف حب الفن والرسم. المعرض ليس عن الوشم بل عن الهوية والحرية على النطاق الفردي بعيداً من تصنيف الناس بحسب ملابسهم ومظهرهم، إذ لطالما راودني موضوع الهوية والانتماء الاجتماعي، ووجدت أن إيصال الفكرة عن طريق الصورة مهم لأنها تترك مجالاً للمخيلة".
تؤكد مطر أنَّ التقاءها مع الأشخاص الموشومين أعطاها غنىً على الصعيد الشخصي، ولكنَّ هذه الخطوة من باب كسر المحرمات والمحظورات لن تكون الأولى إذ إنَّ المغامرة الثانية هي جلسة تصوير للمتحولين جنسياً.
ولكل الراغبين في رؤية الإبداعات المصورة والغوص أكثر في جمالية الصور يمكنكم زيارة المعرض من 7 أيلول إلى 30 منه، ومن الساعة العاشرة صباحاً ولغاية السابعة مساءً في معرض المعهد الفرنسي.


 


[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم