اشترِك في نشرتنا الإخبارية
نفقت "لوسي"، اشهر القردة الجنوبية، وهي من اشباه البشر التي عاشت في افريقيا قبل 3,18 مليون سنة، بسقوطها "على الارجح" من اعلى شجرة، على ما اعلن علماء درسوا المتحجرة عن قرب.
وقال عالم الاناسة جون كابلمان من جامعة تكساس في اوستن الذي حلل عن كثب كسورا عدة رصدت على المتحجرة: "تفيد فرضيتنا ان لوسي مدت احدى ذراعيها لتخفف سقوطها". وقد نشرت الدراسة في مجلة "نيتشر" العلمية.
واوضح الباحث ان لوسي التي كانت ذات قائمتين، وتتنقل بين الاشجار، ويبلغ طولها 1,10 مترا تقريبا، سقطت "على الارجح" من ارتفاع يزيد عن 12 مترا، بسرعة تفوق 56 كيلومترا في الساعة، مؤكدا ان "الوفاة كانت سريعة".
واكتشف علماء اميركيون وفرنسيون "لوسي" العام 1974 في منطقة العفر في اثيوبيا. و"لوسي" التي تنتمي الى "الاوسترالوبيثيكوس افارينسيس"، متحجرة شبه كاملة، اذ تم العثور على 40% من هيكلها العظمي. وقدمت لفترة طويلة على انها "جدة البشرية". الا انها لم تعد تعتبر سلفا مباشرا للانسان، بل كـ"ابنة عم بعيدة". الا ان شعبية هذه المتحجرة التي سماها مكتشفوها "لوسي"، لانهم كانوا يستمعون يومها الى اغنية فرقة "بيتلز": "لوسي إن ذي سكاي ويذ دايمندز"، لا تزال كبيرة.
وخلال جولة واسعة لـ"لوسي" على متاحف اميركية، تمكن كابلمان من فحص المتحجرة بالتفصيل العام 2008 اولا في مؤسسته، حيث اجرى فحوصا بالسكانر لها بوضوحية عالية على مدى 10 ايام ومن كل الجوانب، ومرة ثانية في كانون الثاني 2016 خلال زيارته لاديس ابابا التي عادت اليها المتحجرة.
ومن خلال درس المتحجرة وصور السكانر بالابعاد الثلاثة، لاحظ كابلمان ان عظمة الذراع مكسورة في شكل غير مألوف في المتحجرة. واوضح "ان كسرا كهذا يحصل عندما تلمس اليد الارض خلال سقطة"، ويؤثر ذلك على الكتف، مما يترك اثرا "فريدا" على مستوى عظمة اليد.
وقد تأكد من هذا التحليل بواسطة جراح عظام من اوستن هو الطبيب ستيفن بيرس. وتدعم فرضية السقوط القاتل، كسور اخرى في الكتف الايسر والكاحل الايمن والركبة اليسرى والحوض واحد الضلوع. وعلّق عالم الاناسة ايف كوبنز الذي كان ينتمي الى الفريق الذي اكتشف "لوسي"، مع الاميركي دونالد جوهانسن وعالم الجيولوجيا الفرنسي موريس طيب: "نبأ مؤسف. مسكينة لوسي!"
ويقول كوبنز ان "الحيوانات المتنقلة بين الاشجار تتمتع عادة بتوازن ورشاقة. ولم يسبق لي ان رأيت امرا كهذا يحدث خلال تجربتي التي تمتد اكثر من 20 عاما مع هذه الحيوانات (شامبنزي وغوريلا وغيرها) في مواطنها الطبيعية". ويضيف: "الا ان ليس لدي ما اقوله مبدئيا ضد هذه الفرضية، خصوصا اذا كان الباحث يدعمها بادلة جيدة".
وقال كابلمان: "لوسي كانت تعيش في آن على الارض وفي الاشجار. وهذه ميزة كانت تسمح لها بالتنقل بفاعلية على الارض. الا انها قد تكون اثرت على مهارتها في تسلق الاشجار".
وهو توقع ان تثير دراسته مناقشات مع اشخاص يؤيدون نتائجها، وآخرين يعارضونها. وهو رحب بقرار الحكومة الاثيوبية بنشر صور السكانر بالابعاد الثلاثة للكتف والركبة، "كي يتمكن الجميع من درس هذه الوثائق، وتكوين افكارهم الخاصة".
