الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بلد ملعون بحفنة من "المسؤولين"

نايلة تويني
نايلة تويني
بلد ملعون بحفنة من "المسؤولين"
بلد ملعون بحفنة من "المسؤولين"
A+ A-

قالها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل "ملعون كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس الوزراء بعقد جلسة غير ميثاقية، وملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من مجلس النواب بقانون انتخاب غير ميثاقي، وملعون منا كل من يحاول اقتلاعنا من رئاسة الجمهورية للإتيان برئيس غير ميثاقي، وملعون من الله كل من يحاول اقتلاعنا من أرضنا...". وردت عليه الوزيرة اليس شبطيني قائلة: "الملعون هو من لا يأتي برئيس للجمهورية". كلاهما على حق، والذي يملك الحق الاكبر هو المواطن اللبناني الذي يعاني تلك اللعنة التي تصيبه منذ زمن بعيد، وتلاحقه يومياً في تفاصيل حياته الوطنية كما المعيشية من جراء مهاترات عدد كبير من المسؤولين غير المسؤولين المتلهين بقضاياهم ومصالحهم وطموحاتهم وحسابات الخارج.
الملعون صار لبنان معهم وبهم، لان اللعنة الحقيقية يجب ان تحل على اولئك الحكام الذين لا يستخدمون وكالتهم عن الشعب بوجه حق، ولا يسعون للخدمة العامة.
اليس ملعوناً من يعطل انتخاب رئيس للبلاد؟ اليس ملعوناً من يعطل مجلس النواب والحكومة كأداتين للخدمة العامة؟ اليس ملعوناً من يشرع لبنان وحدوده أمام الغرباء؟ اليس ملعوناً من يورطنا في حروب الاخرين؟ اليس ملعوناً من يتسبب بانتشار النفايات في الشوارع ملحقاً الأذى والضرر الفادح في مجموع المواطنين من دون تمييز؟ اليس ملعوناً من يتسبب بتلويث المياه الجوفية تارة بالنفايات السامة وطوراً بالكسارات والمطامر وغيرها؟ اليس ملعوناً من يستبيح الاملاك العامة ويشجع الفساد والافساد؟
لقد ابتلي لبنان بمجموعة من أهل الحكم، من بقايا الميليشيات، الذين لا يقيمون اعتباراً لمفهوم المؤسسات والدولة، بل جل ما يطلبونه هو تشريع ممارساتهم الميليشيوية في الاطار الرسمي.
لقد حقق اللبنانيون نجاحات افرادية مميزة في الداخل والخارج، وصمدوا في اصعب الظروف، وواجهوا أقساها، وتحدوا كل المحتلين، وقاوموا الغزاة، وتصدوا للانهيار الاقتصادي، ووصلوا الى اعلى المراتب في العالم، واكتسب الانتشار الللبناني الاهمية التي يستحق، هؤلاء لا يستأهلون ان يعاقبوا في وطنهم، وان تدفع بهم الممارسات السياسية القائمة على المكاسب والنكايات، الى الذل والهوان. يستحق اللبنانيون مسؤولين بحجم المسؤولية وعليهم تقع مسؤولية انتخاب من يمثلهم خير تمثيل ومن يملك السمعة النظيفة، فلا يخضعون لابتزاز أو رشوة أو ضغط أو تخويف أو تمذهب يعيد الى ساحة النجمة الوجوه نفسها، فيعيدوا الكرة وتستمر الشكوى الى ما لا نهاية، ويستمر ضرب المؤسسات وتخريب البلد.


[email protected]


Twitter:@naylatueni

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم