الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تأجيل مؤتمر الدعم بطلب من لبنان وتوجُّه لعقده برعاية فرنسية في باريس

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

لفت إعلان المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ (عبر جريدة الحياة) أمس عن تأجيل إجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي كان مزمعا عقده في نيويورك الشهر المقبل على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، لما ينطوي عليه مثل هذا التأجيل من معان تتصل بالاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي للبنان.


لم تحدد كاغ الموعد الجديد لانعقاد المؤتمر أو البلد المضيف، مما عزز الانطباع باستمرار تراجع أولوية لبنان على الأجندة الدولية لحساب تقدم أولويات إقليمية أخرى في مقدمها سوريا، في حين أن الأسرة الدولية منشغلة حاليا بالمرحلة الانتقالية التي تشهدها الساحة الأممية مع قرب انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، فيما الانظار تترقب الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتولى الحكم مع قرب انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة.
وتكمن أهمية قرار تأجيل الاجتماع الدولي المخصص للبنان ودعمه في مواجهة أزمة النازحين، في أنه يؤجل بدوره صدور قرار دولي حاسم في شأن مسألة أساسية جدا بالنسبة الى لبنان ومقاربة الاسرة الدولية لها، هي مسألة انتزاع قرار دولي بعدم توطين السوريين، وذلك من خلال إقرار خطة العودة. وهذه مسألة باتت في يد الأمم المتحدة بما أن لبنان عاجز عن إدارة أي مفاوضات ثنائية مع السوريين (نظام أو معارضة؟) وهو يحتاج الى المظلة الأممية لتأمين الآليات التنفيذية والتمويلية للعودة.
لا تقلل مصادر حكومية من أهمية هذا الموضوع الحيوي والحساس بالنسبة إلى لبنان، والذي حسمت الحكومة أمرها في شأنه من خلال موقف رسمي واضح وصريح يرفض التوطين في كل أشكاله ويدعو إلى توفير العودة الآمنة للسوريين وإقامة مناطق لها. لكن المصادر تقلل في المقابل من أهمية تأجيل الاجتماع الدولي، كاشفة أن هذا التأجيل تم بناء على طلب الحكومة اللبنانية.
وتعزو ذلك الى مجموعة من الاسباب، أولها وأهمها ازدحام أجندات وزراء خارجية الدول المعنية الكبرى بأكثر من مؤتمر واجتماع مخصص لمنح النازحين المساعدات الدولية المطلوبة لهم، منها الاجتماع الاول الذي سيعقد في 19 أيلول بدعوة من الامين العام للأمم المتحدة، يليه الاجتماع الرئاسي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما في 21 منه، ومن بعده دعت الحكومة الايطالية الى اجتماع مماثل في 22 منه.
ولا يريد لبنان أن يحشر قضيته ضمن هذه الزحمة من القمم والمؤتمرات، بحيث تنعقد مجموعة الدعم الدولية بتمثيل ضعيف، فلا يؤتي المؤتمر ثماره المرجوة.
ولا تغفل المصادر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية تعي أن لبنان لا يحتمل أي فشل في هذا المؤتمر، أو أي نتائج مماثلة لما كانت عليه نتائج المؤتمر الماضي، بحيث لم يخلص الى أي قرارات تنفيذية تخفف عن لبنان عبء الأزمة.
في المقابل، يدرك المجتمع الدولي كما الأمم المتحدة أن لبنان لن يتوقف هذه المرة عند طلب المساعدة، بل سيطلق موقفا أكثر حزما في شأن دعوة الدول صاحبة القرار والشأن إلى استصدار موقف واضح في شأن العودة، إنطلاقا من السؤال هل الامم المتحدة - مدعومة من الدول الكبرى- راغبة أو مستعدة للسير في خطة إعادة النازحين إلى بلادهم؟ علما أن لا مؤشرات حسية او عملية وجدية في هذا الاتجاه حتى الآن.
وإذ لا تخفي المصادر قلقها من تراجع الاهتمام الدولي بهذه المسألة، وهو ما يبينه التخلف عن دفع المساعدات المالية المقررة للبنان في مؤتمر لندن أخيرا، حيث لم يصل إلا نحو 30 في المئة أو ما يعادل 600 مليون دولار من أصل مليارين و480 مليون دولار (والنسبة غير مؤكدة ومشكوك فيها رسميا وحتى أمميا)، فهي تكشف أن لبنان يسعى مع الجانب الفرنسي إلى فصل مؤتمر الدعم عن اجتماعات نيويورك تمهيدا لعقده في باريس في الفترة الممتدة بين أواخر تشرين الاول ومطلع تشرين الثاني المقبل، بحيث يتولى الفرنسيون التنسيق مع الحكومة اللبنانية من جهة ومع الدول المعنية من جهة أخرى من أجل تأمين نجاح المؤتمر وتوفير مستوى تمثيل رفيع، بما أن المؤتمر في مثل هذه الحال سيكون برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظرا الى الجهود الكثيفة التي بذلها الجانب الفرنسي في هذا السياق.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم