الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شاشة - كاظم الساهر: إحذر!

فاطمة عبدالله
شاشة - كاظم الساهر: إحذر!
شاشة - كاظم الساهر: إحذر!
A+ A-

ربما على كاظم الساهر تفادي قصائد يتبادلها التلامذة في ذروة الاستفاضة الشعرية. "رائع رائع رائع، عيد العشاق رائع"، كلمات صِبية يكتشفون الحبّ للمرة الأولى، أو شغف قاصر بتلميذة تهندس كلّ صباح جدائلها وتسير باجتهاد إلى الصفّ.


نصفّق للقيصر حين يستحق، ولا نريده غريقاً في التكرار، أسير رتابة اللحن والكلمة. "عيد العشاق" أقلّ مستوى من المتوقَّع، وأقلّ أثراً في الروح، كان الظنّ أنّ النضوج يفرض تجاوزها. تمسّك بكلاسيكية مَنَحها أقصى قدرته على الإدهاش، ثم استنزفها فوجب البحث عن إبداعات مغايرة. لكنّ القيصر قلَّد كليبات "الحداثة" وفنانيها، وسافر إلى جنوب اسبانيا مُطارداً المنظر البديع والعيش الخالي من الشوائب. وقرّر استسهال الحبّ والغناء لمن يشتهون القبلة الأولى، أصحاب القلوب الطرية مثل أعناق عشب، مُكرّساً عيد العشاق مناسبة لإهداء الحبيبة كلمات من نوع: "رائع رائع رائع، عيد العشاق رائع". على القيصر الحذر.
عليه الحذر وإلا دهمه الخطر. خذله خياره الشعري، فقصيدة "عيد العشاق" مكتوبة على شكل نزوة. ولعلّ نزار قباني، كاتبها، لو قرأها بمزاج ناضج، لأعاد على الأرجح الصياغة، وعدَّل وربما شطّب ومزّق الأوراق. راقِبْ شعراً لحّنه القيصر بعد غياب عن إصدار الأغنيات: "مُبحرٌ في زمن الحبّ ولا أدري لأين/ مُبحرٌ فيكِ ولا أدري لأين/ يا مساء الورد يا عصفورتي/ ما أحلى السهرة في قربكِ/ ما أرشق هاتين اليدين". حسناً، وماذا بعد؟ ألم يُقَل كلّ شيء عن الإبحار في الحب؟ منذ "زيديني عشقاً"، و"هل عندكِ شكّ"، و"مدرسة الحبّ"، وهي كلّها تفوق "عيد العشاق" وهجاً ولمسة وعذوبة؟ بدا الحبّ في الأغنية فيديوكليبياً، صيفياً على طريقة التسالي والبحر، سريعاً مثل سيارة الشركة راعية الكليب. كرّسه المخرج الأسباني دييغو أورتادو دي مندوثا صورة عن الرجل الوسيم المُرفَّه الذي لا غبار عليه ولا آثار متاعب العُمر. تمايُل الحبيبة في الظلّ رَسَم جمالاً مشهدياً رقيقاً على وَقْع موسيقى وزّعها الرائع ميشال فاضل.


[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم