الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جَعَلوها زبالة من ذهب!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

يبدو أن الزبالة عثرت على مَنْ يُنَشِّط موضوعها ويجدِّد "شبابها"، ليخلوا لها المقعد الأوّل في الصفوف الأماميَّة حيث تتمركز الأزمات.


ومن التصريحات الحامية المُستجدّة يمكن الاستنتاج أنَّ الزبالة مكلَّفة مهمّات إضافيّة، وذات تأثير كبير بالنسبة إلى الوضع السياسي. بل لتصبح هي البند الرئيسي والأهم والأعم، والمتقدِّم على كل ما عداه من ملفَّات ومواضيع شائكة.
مطمر زبالة، كالعادة، أو مكبّ يكاد يُكمل النقل بالزعرور، ويستوفي شروط اللائحة المتمّمة لـ"رسالة" الفراغ الرئاسي. وبدعم معزَّز بالتهويلات من الموافقين، وباعتراض مستميت من الرافضين.
حتى لتكاد هذه المسألة تتحوَّل قصة لا تختلف عن حكاية ابريق الزيت. موجودة، بل مقيمة في كل الأمكنة والأزمنة. من دون أي خجل، أو حياءٍ أو استئذان.
وعلى افتراض أن الحشريّة دفعت أحدهم ليطرح سؤالاً حول هذه "المسألة الزباليّة"، وما لها تغيب وتحضر، وتنطّ على حين غرَّة إلى الساحة السياسيَّة لتغدو البند الأوَّل في جدول أعمال مجلس الوزراء الذي قد تعطِّله أيضاً، وتنتقل تلقائيّاً إلى مجالس ومصالح وتجمّعات وتكتّلات، فينخضّ الوضع المخضوض بصورة دائمة... على افتراض ذلك بكل تفاصيله، فمن يملك الجواب؟ وماذا يتضمّن أي جواب عن سؤال من هذا النوع؟
لست أدري. إنّما، وحسب التصاريح والتعليقات، هناك من يحاول استغلال حالة الزبالة لاستعمالها كمادة "متفجّرة" وأساسيّة في معركته السياسيَّة، وربما الرئاسيَّة أيضاً.
ومَنْ يدري؟ فقد يكون "المُستَعمِلْ" على حق. الزبالة تشكِّل "ثقلاً" في الساحة السياسيّة، وسلاحاً ذا حدّين في بلد لم يعد لديه ما يفعله وسط الفراغ الشامل، سوى ديباجات من عيار ديباجة الزبالة تصلح للاستعمال والاستغلال حتى ضد "النظام"... الذي يبدو أن في الأفق، وخلف الأكمة، مَنْ يرغب في هزِّ هذا النظام النادر الوجود في المنطقة، والذي كان اللبنانيّون محسودين عليه من لُدِن المحرومين إيّاه.
ناهيك بالمقاطعات والرسائل التحذيرية، والبهورات، والعنطزات، والنبرات الفوقيَّة في مخاطبة كبار القوم، وكبار السياسة، وكبار المرجعيّات. حتى قيل حديثاً إن الوضع بات في حاجة إلى من "يحميه" من غضبة الوزير المدلّل النرفوز، والذي إذا قال فعل...
وحال الزبالة كحال الوضع الراهن في لبنان. قبل الفراغ الرئاسي وخلاله. تُستَعْمَل على مختلف المستويات، وفي شتى الأزمات، كسلاح يشهر في وجوه الخصوم. ولفرط ما تستوعب هذه الزبالة من "ألغام" و"ألغاز" تمكَّنت من إزاحة مختلف المشكلات والمواضيع من مكانها، لتصير هي البند الأوّل والأخير: في السياسة، في الاقتصاد، في حقول الفساد ومروج الفضائح. الزبالة موجودة في كل أنحاء الأرض، ولم تصطدم بعائق أو تشكّل أزمة...
ولكن في لبنان، الشباب جَعَلوها زبالة من ذهب!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم