الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هذه الحنجلة آخرتها وخيمة!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لا يحتاج لبنان خلال هذه الفترة العربيَّة الاقليمية الدولية الحرجة الى مزيد من التوتُّر، والتشنُّج، والشلل والتعطيل، مما يضاعف "مردود" الفراغ الرئاسي بالنسبة الى مختلف أنواع الأعمال والمؤسسات الخاصة التي أناختها الأزمة الرئاسيَّة، وضاعفت ذيولها الاشتباكات السياسيَّة المتواصلة منذ سنتين وثلاثة أشهر واسبوعين وأربعة أيام وعشرين ساعة.
والخير لقدَّام. فكلما اقتربت المواعيد "الوهميَّة"، أو "التمويهيّة"، أو "التضليليَّة"، ازداد هياج الفريق المسترئس، وازدادات أعمال الحكومة المعطَّلة سلفاً تعطيلاً، وازدادت كذلك خسائر المؤسَّسات التي لا يزال بعضها صامداً، مع تشجيع بعض المترددين على حزم الحقائب والصعود الى الطائرات من دون تحديد الجهة المقصودة سلفاً.
فهذه الغوغائيات المتواصلة، والموزعة في كل الاتجاهات، ويومياً، تزيد الطين بلّة وترفع نسبة اليأس لدى الناس الذين ما زالوا يراهنون على "لا شيء" واضح أو محدَّد، لكنهم يعتقدون أن "المظلة" التي ضجرنا من الحديث عنها ما زالت عند وعدها وعهدها.
وقد يكون هؤلاء على حق... ولو من طريق المصادفة، أو رغبة في اقناع النفس بأن الفرج آتٍ، ولن يكون كَذاكَ "الفرج" الذي صادفه إعرابي في زمن مضى وسط الصحراء، فأخذ ناقته وحرمه زاده وماءه، وحتى ثيابه.
وحين همَّ بالانطلاق سأله الاعرابي: ما الاسم الكريم؟ أجابه: فرج. فغشي من الضحك... لأنه كان ينشد الفرج والرحمة.
يستطيع المتوتِّرون، والمسترئسون، والواعدون أنفسهم بالنوم في قصر بعبدا والتنزّه في حديقته، أن يشعروا بالقليل القليل من المسؤولية تجاه لبنان واللبنانييّن الذين باتت السياسة وأركانها تشكِّل همّاً وغماً وضرراً صحيّاً، فضلاً عما فعله التعطيل والشلل، وتأثير هذه الأجواء المسمومة على لقمة العيش وطالبي السترة وأعطنا خبزنا كفاة يومنا...
كما "يستطيعون" السماح للحكومة أن تعقد جلسة طبيعيَّة انتاجية لمجلس الوزراء، تتخذ خلالها قرارات ممنوعة من اتخاذها، وهي تتصل مباشرة بمصالح الناس وعرق جبينهم، وعرق جيبهم، وعرق لقمتهم.
ولن يزعل منهم حلفاؤهم، سواء أكانوا من داخل أم من خارج...
آن الأوان لتستوعبوا ماذا تفعلون بلبنان و اللبنانيين، وبأنفسكم، وبما تحلمون وتطمحون. وستلمسون نتائج ما فعلتم وما ارتكبتم في أول امتحان انتخابي، أو تجربة تحاولون خلالها استعطاف الناس ليحضروا ويصفقوا لكم. عندئذ ستدركون متأخِّرين فداحة أخطائكم، وأنانيّاتكم، ولامبالاتكم.
لا يمكن، ولا يجوز الاستمرار في أساليب التعطيل وممارساته، واختلاق الأزمات، وزرع المشكلات منذ سنوات طويلة.
هذه الحنجلة آخرتها وخيمة على البلاد والعباد.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم