السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

حلب مفتاح التقسيم في جنيف

زيد سفوك - كاتب كردي سوري
حلب مفتاح التقسيم في جنيف
حلب مفتاح التقسيم في جنيف
A+ A-

التفاهمات الدولية فيما يخص الوضع في سوريا تبقى سرّية للغاية، وما يتمّ تسريبه او التصريح به كموقف يبقى للالهاء وإخفاء الحقيقة خلف الستار. لذلك نرى دائماً أن وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والصحف والمواقع الالكترونية تحاول نشر الكثير من التحليلات السياسية لخبراء وبعض المحللين السياسيين، حول معركة حلب بشكل خاص والصراع الدائر في سوريا بشكل عام، وإن تمت المقارنة والبحث في جميع تلك الدراسات وما آلت إليه النتائج منذ بداية الثورة، وصولاً الى المعارك الجارية الآن في مدينة حلب، سنرى ان غالبيتهم في تناقض مستمرّ حسب التطورات والاحداث التي تطرأ بشكل مفاجئ، حيث تعتبر حلب ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة لدى جميع الأطراف المتنازعة، وبمقارنة واضحة فان غالبية مباحثات جنيف كانت بمثابة إشارة البدء للمزيد من القتل والدمار بحقّ الشعب السوري، ونتيجة محاولة كلا الطرفين السيطرة على أجزاء واسعة، وتعزيز موقفه التفاوضي مع خصمه أثناء المباحثات، وأصبحت اللعبة الدولية مكشوفة الغطاء. ومنذ أن أدلى مبعوث الامم المتحدة السيد ديمستورا بتصريح حول إمكانية إعادة المفاوضات بعد الفشل في جنيف1 و2، قام النظام السوري وحلفاؤه بمعركة السيطرة على حلب وقطع جميع طرق الامدادات للمعارضة وفرض حصار على المدنيين، وبعد سيطرة القوات النظامية وحلفائها على معبر الكاستيلو في ١٧ تموز (يوليو)، لملمت المعارضة صفوفها وبدأت بمعركة فكّ الحصار والتقدّم نحو تحرير أجزاء واسعة من هذه المدينة.


وبين هذا وذاك، أصبح الشعب السوري ضحية صراع الطرفين الخاضعين للاجندات الخارجية ومصالح دول أقحمت نفسها في المتاهة السورية، وباتت القضية في متاهات الحل العسكري الذي أثبت بالدليل القاطع، انه لا يوجد هناك منتصر والجميع في النهاية خاسر لا محالة، في ظل استمرار القتل وتدمير البنية التحتية .
حلب ذات الغالبية السنية، لديها خط استراتيجي مع تركيا الدولة الاسلامية التي لن تتنازل عن هذه المدينة لا للنظام ولا لبعض الاطراف في المعارضة المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية، وزيارة اردوغان الاخيرة الى روسيا قد تمهد للدخول في مفاوضات ثلاثية ينضم اليها الطرف الايراني فيما بعد، للتنازل عن حلب في سبيل تقسيم المنطقة والقبول بقيام دولة علوية في الساحل التي ترتبط جغرافياً مع تركيا ايضاً .
تقسيم سوريا بات قابدقوسين وأدنى، والتقسيم طائفي ضمن جغرافية موحدة، كما هو الحال في لبنان، فالسيناريو الأقرب للواقع هو ان معركة حلب هي لاستدراج أكبر عدد ممكن من قوات المعارضة وإضعاف المناطق الاخرى الواقعة تحت سيطرتها والقريبة من الساحل والريف، بغية عودة النظام للاستيلاء عليها وبسط سيطرته بالكامل، مما قد يسهل عملية التفاوض في جنيف3 للحلّ السياسي ورضوخ الجميع للواقع الذي لا مفرّمنه، الذي هو التقسيم، ولا سيما ايضاً ان مساندة قوات سوريا الديموقراطية للنظام والتي تشكل فيها القوات الكردية الغالبية قد تكون للحفاظ على مشروع الفدرالية المعلنة من قبل اكراد سوريا، فحلب مفتوحة على منطقة عفرين وكوباني اللتين تقعان ضمن خارطة الفدرالية، والاتراك لن يتوانوا عن التلويح بورقة الضغط (حدودها الموازية للحدود للسورية المنفذ الوحيد لامدادات المعارضة) لنيل حصتها، لتصبح حلب بهذه المعركة مفتاح الانتقال للتقسيم الطائفي في سوريا، وبالتالي استمرار النزاع والصراع الى حين انتهاء الدول العظمى من تحديد خارطة الشرق الاوسط الجديد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم