الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحل

حياة ابو فاضل
A+ A-

تشاهد برامج تلفزيونية عارضة واقعاً سياسياً اجتماعياً، قضى نحبه على مراحل طوال سنوات مضت، طغى الحديث فيها عن مستقبل مشرق وعن تغيير آت واصلاح محتوم، وطبعاً ظلّ كل هذا مخطوطاً في سطور الغيب. وقد جاء متلازماً مع ظهور مقاومة اسلامية حررت الجنوب من احتلال اسرائيلي طال، بعدما حلّت مكان مقاومة وطنية، علمانية، كانت تقاوم عدوّين: اليهودي الاسرائيلي الذي جاء يلتهم الأرض بما عليها باسم الدين... والآخر الذي ينهش انسان المكان من داخله، من داخل فكره وهواجسه واطماعه وجهله واستخفافه بما ينتظر المنطقة من "كوارث" صهيونية المنبع، تغذيها موارد خارجية، غربية واقليمية، لتغيير خريطة شرق أوسط بدأ يتفكك منذ الحرب الأهلية في لبنان في السبعينات ويشمل اليوم العراق وسوريا. ونعيش جميعاً مأساة يساهم في رسم فصولها نزاع مذهبي سني – شيعي وجذوره صهيونية بامتياز.


والحل؟ يبدأ من عندنا، من لبنان حيث بدأت عمليات تفتيت المنطقة. من يومها ذيّل لبنان وماتت مؤسساته، ودخل أهل الحكم فيه مباراة كيد واتهام حتى ضاعت الجمهورية وسقط رأسها. والحل ليس في أسماء متداولة للرئاسة الشاغرة ولا في تقاسم المناصب والثروات. وينسى أهل السياسة في حواراتهم العقيمة أن الشعب يعرف أشواقهم وما يرضي غرورهم ويملأ صناديقهم. ويخرج الشعب ثائراً: الاساتذة والعمال ومتطوعو الدفاع المدني و، و... فاضحاً وعودهم التي لا تتحقق مدى سنين كذب ولامبالاة مرضية تستوجب محاكمتهم علناً ووضعهم قيد علاج نفسي، فالمسؤول الذي لا يلتزم قرارات ملزمة ويكذب موارباً باستمرار لهو مرض يشكل خطراً على كامل الوطن والمجتمع المتهاوي وما من علاج. والحل ليس في قانون انتخاب جديد ولا في الاتفاق على شخص رئيس للجمهورية، فلقد كان لنا نواب دستوريون يمثلون المناطق والمذاهب، وما انجزوا قط. وكان لنا رؤساء جمهورية ما خرج واحد منهم عند نهاية عهده المحدد بلا خضات كلّفت الوطن كامل جمهورية ظلت لعبة متنقلة بين أيدي "أطفال" غرب طغاة الى أيدي "أطفال" شرق مذهبيين، متخلفين.
وما من حل الا في إعادة بناء انساننا من جديد... انسان المنطقة الغارق اليوم في مهرجانات إبادة ودمار، ونصر وفشل في سباق افناء وقتل من مدينة الى مدينة في سوريا والعراق. هذا الانسان الشرق الاوسطي يهدم مدن أوطان قامت على الايمان بالارض، وبالله الذي يجاهد المحاربون في سبيله، فارضين عليه مزاجهم الدموي الانتحاري حيث الاستشهاد يتمّ للقاء حوريات، جوائز سماوية تطفئ عطش المجاهدين في ساحات الوغى حيث تجري عمليات الإبادة. هذا هو انسان الشرق الأوسط على حقيقته، يحمل عدوّه الأشد خطراً عليه داخل فكره، و"أناه" المريضة قابعة داخل جدران وجدان لا يستفيق.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم