الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المعارضة السورية تحذر من "ممرات الموت" في حلب المحاصرة

المصدر: "ا ف ب"
المعارضة السورية تحذر من "ممرات الموت" في حلب المحاصرة
المعارضة السورية تحذر من "ممرات الموت" في حلب المحاصرة
A+ A-

يلازم سكان الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب بشمال سوريا منازلهم الجمعة نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الانسانية التي قرر النظام فتحها امام المدنيين الراغبين بالمغادرة، والتي وصفتها المعارضة بـ"ممرات الموت".
وافاد مراسل لفرانس برس في الاحياء الشرقية من مدينة حلب عن غارات كثيفة ينفذها الطيران الحربي منذ الثامنة صباحا على احياء عدة وخصوصا منطقة الليرمون.
وعلى رغم اعلان النظام وروسيا الخميس فتح اربعة معابر انسانية لخروج المدنيين من الاحياء الشرقية، خلت الشوارع اليوم من المارة اذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف وتوقفت المولدات الكهربائية في عدد من الاحياء بسبب نفاد الوقود.
وقال المراسل ان المعابر الاربعة كانت لا تزال مقفلة اليوم، وهو ما اكده مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس مشيرا الى ان "المعابر عمليا مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الاخر، اي في مناطق سيطرة قوات النظام".
واوضح عبد الرحمن ان "نحو 12 شخصا فقط تمكنوا من الخروج عبر معبر بستان القصر منذ امس قبل ان تشدد الفصائل المقاتلة اجراءاتها الامنية وتمنع الاهالي من الاقتراب من المعابر".
وفتحت قوات النظام السوري المعابر الخميس بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء "عملية انسانية واسعة النطاق" في حلب.
وطالبت قوات النظام سكان هذه الاحياء الذين تقدر الامم المتحدة عددهم بنحو 250 الف شخص بالخروج، ومقاتلي المعارضة بتسليم سلاحهم تزامنا مع اصدار الرئيس بشار الاسد مرسوما تشريعيا يقضي بمنح العفو "لكل من حمل السلاح" وبادر الى تسليم نفسه خلال مدة ثلاثة اشهر.


وتشكك المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الاحياء الشرقية منذ الـ17 من الشهر الحالي واستمرار القصف بوتيرة يومية.
وبحسب عبد الرحمن "يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الانسانية الايحاء بانهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الاخر في قصفهم للاحياء الشرقية".
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.
وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان لفرانس برس "ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب بممرات الموت".
واضاف عبر الهاتف "نعتبر الاعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وهو ما يتنافى مع التزامات روسيا كعضو دائم في مجلس الامن" مشددا على انه لا يحق "لدولة ان تغزو بلدا اخر وتطالب سكان مدينة كحلب بمغادرتها دون ان يكون هناك ما يبرر ذلك".
وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة في المعارضة السورية رياض حجاب وجه امس رسالة الى الامين العام للامم المتحدة ندد فيها بـ"بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري" في حلب.
واعلنت المعارضة وفق رمضان حلب "مدينة منكوبة" في ظل "مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الايراني لتهجير الاهالي من مدينتهم" مضيفا ان ما يجري "تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين ام مقاتلين".
وتتهم المعارضة والفصائل قوات النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها واخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم.
كما انتقدت فرنسا "الممرات الانسانية" وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال ان "فرضية اقامة "ممرات انسانية" تقضي بالطلب من سكان حلب ان يغادروا المدينة لا تقدم حلا مجديا للوضع" مشيرا الى ان "القانون الدولي الانساني يفرض ايصال المساعدة بصورة عاجلة" الى السكان المحاصرين.


ويقول مصدر دبلوماسي غربي لفرانس برس "الروس والنظام يريدون دفع الناس الى تسليم انفسهم" مضيفا "ما يريدونه هو الاستسلام وتكرار ما حدث في حمص" العام 2014 حين تمّ اخراج نحو الفي مقاتل من المدينة القديمة بعد عامين من الحصار المحكم والقصف شبه اليومي من قوات النظام.
ويرى مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس كريم بيطار في تصريحات لوكالة فرانس برس ان "سكان حلب يواجهون معضلة وجودية رهيبة، اذ غالبا ما يضطرون الى الاختيار بين خطري الموت جوعا او خلال فرارهم".
وفي غياب اي وقف حقيقي للقتال، يشير بيطار الى ان "علامات استفهام كبرى تُطرح عما اذا كان ما يسمى بالممرات الانسانية سيجعل عمليا المدنيين بمنأى عن الاذى".
ويضيف "سكان حلب في محنة ويعيشون حالة من انعدام الثقة وهو امر مفهوم بعدما اثبتت المأساة السورية ان الجانب الانساني غالبا ما يوظف كخدعة لتعزيز مصالح جيوسياسية".
ويسأل بيطار "اذا كان الهدف فعلا حماية سكان حلب فلماذا لا يسمح لعمال الاغاثة واللجنة الدولية للصليب الاحمر بالوصول بشكل كاف الى المدنيين الذين هم بحاجة ماسة الى المساعدة".
وفي سياق متصل، شددت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان الخميس على "وجوب حماية" من يقرر البقاء في الاحياء الشرقية مطالبة الاطراف كافة بالسماح للمنظمات الانسانية بالوصول اليهم وتقييم احتياجاتهم.
ويجمع محللون على ان خسارة الفصائل المقاتلة لمدينة حلب سيشكل ضربة قاسية للمعارضة.
ويقول بيطار "سقوط حلب يعني ان الاسد وبوتين حققا احد اهدافهما الرئيسية واستعادا اليد الطولى" في سوريا.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم