الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جهلٌ مضاف الى ادعاء

المصدر: "النهار"
لور غريّب
جهلٌ مضاف الى ادعاء
جهلٌ مضاف الى ادعاء
A+ A-

آخر نكتة مميتة تأتينا مِمَّن هم مؤتمنون على تاريخ الفن التشكيلي في لبنان والجاهلون تماماً أسماء الفنانين الماضين والحاليين والآتين على الساحة، الحق ليس عليهم. نحن خلقنا قبلهم من زمان. خطيئتهم مغفورة. لكن خطيئة من عيّنهم ووضعهم في واجهة استمات غسان تويني ومن كان من حوله، من حافظ على متحف وخصوصاً الصديقة الاولى للفن منذ قبل أن يولد الطقم الحاكم الآن التحفة - المتحف المجدّد بحلة مودرن و"اب توديت" والـ"اونلين" الا وهي سيلفيا سينوسيان التي عرفت الجميع، وعجنت بعضنا وشجّعتنا جميعاً، وعرفت أن تساندَنا وتدفعَنا الى الأمام وتدافع عن بعضنا، وتقدّم الأنسب لمن يقصدُها في مسعاه للمعرفة. المتحف حافظ ذاكرتنا الفنية منذ اكثر من قرن.


أولاً، تصل اليك دعوات عامة ان كنت صحافيا او فنانا ناشئا او عتيقا مثلي ومثل أولئك المتشبثين بالارض والفن، وبموقعهم الذي اكتسبوه بعرق جبينهم، وبأصالتهم وعملهم الجاد المتواصل في شتى الاتجاهات. هذا مقبول.
ثانياً، تصل الى "الانفورماسيون" تلقي التحية. كمان ماشي الحال.
ثالثاً: تقول اسمك بابتسامة عريضة كأنها تعرف عن مكانتك. ينظرون اليك بعينين فارغتين كمن يقول لك "اي تشرفنا وشو يعني؟" كمان ماشي الحال.
رابعاً، تبتسم كمحكوم اعدام يشحذ حركة تدلّ على انه لا يصدقك او لم يسمع بك ابداً، وعليك ان "تخفّها" قليلاً وتقول مطلبك". كمان ماشي الحال. فمن غير المطلوب من ملكات الجمال المنتظرات بِكحلهِنّ وحمرة شفاههِنَّ وقاماتهن الممشوقة ان تتقنَ المعرفة. ماشي الحال.
تعيد اسمَك مثل من يقدم علامات "رشوة" وتضيف أنا ارسم، وربحت جائزة من المتحف وصحافية... أشعر انه ينفذ الصبر منها. تقول بتهذيب: مدام شو طلبك؟ كمان ماشي الحال.
انما ان يرسل الطقم المولج مسؤولية ترك المقصلة ان تصل الى رقبتك من دون رمشة عين فلا، منّو ماشي الحال.
يا أحبائي، جميع القيمين على المتحف انا مستعدة للمجابهة بعد ان استلمت دعوة للمشاركة في صالون الخريف القادم، وفيه شروط للناشئ، اي ربما ابن ابني او ابن ابنكم الطامح لقراءة اسمه يوما في لائحة الشرف، والحائز على نعمة العرض.
يلزمني نصف ساعة أقلّه لأقرأ الفرمان، ثم نصف ساعة لأفهمه، وخمس دقائق لأغضب وأصرخ "اي لاء تخّنتوها".
تريدون معرفة متى فقدت عذريتي؟ كيف أقمت اول تجربة جنسية؟
لا هيك كتير ووقاحة واذا اصبت بمرض الالزهايمر أُحرم من متعة قراءة اسمي في لائحة المكرمين، لأنني نسيتُ متى رسمت أيقونة عائلة نادين بكداش المعلقة في دارتها في رأس بيروت.
خلصونا من المهزلة. من رفع مقصلة اسماء الحكام الذين يضمون بينهم فنانين اصدقاء، ونقّاد ايضا اصدقاء، وليس عليهم غبار، لكن هذه الاساليب معيبة وبما انهم يعرفون جيدا كيف تدار الامور فلماذا لا يدعون نقّادًا من الخارج؟
للتاريخ لا ارفض المثول امام اللجنة، لكنني ارفض ان اعامل كمبتدئ يُهان لأن من قرّر وأرسل الدعوة يرفض التسليم بمكانتي، وهذا ما ارفضه بتواضع بعد ستين سنة من المهنة في الفن وخمسين سنة في النقد.



Laure. [email protected]
Twitter:[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم