الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما السنّ المثالية لشراء هاتف خاص لأولادكم؟

المصدر: "النهار"
ما السنّ المثالية لشراء هاتف خاص لأولادكم؟
ما السنّ المثالية لشراء هاتف خاص لأولادكم؟
A+ A-

كثرت في السنوات الأخيرة ظاهرة شراء الهواتف الذكية الخاصة للأطفال. حتى اننا بتنا نرى اولاداً لم يتخطوا العقد الأول من عمرهم، يحملون هاتفاً خاصاً في ايديهم، ويتفاخرون بحيازتهم لرقمٍ خاص وحساباتٍ رقمية وتطبيقاتٍ إلكترونية تتلاقى واهتماماتهم. موقف الأهل التبريري لهذه المسائل عادةً ما يأتي مبسّطًا: "الزمن تغيّر، والأولاد باتوا اكثر دراية من اهاليهم في امور التكنولوجيا". البعض الآخر يتفاخر: "ابني عمره 3 سنوات، ضليع في استخدام الهاتف أكثر مني". آخرون يستسلمون لطلبات طفلهم رغم عدم موافقتهم على خيار شراء هاتف له في عمرٍ صغير: "أصرّ على انه يريد هاتفاً ذكيّاً كهدية له. جميع اصدقائه في المدرسة يملكون هاتفاً". كلّ هذه الذرائع والمبررات والتوصيفات خاطئة، ولا تبرّر شراء جهازٍ "كونيّ" لطفلٍ لم يتخطى اعوامه العشرة. وهو فعلٌ ان لم يدلّ على جهلٍ في امور التربية الصحيحة، يعكس أقلّه عدم القدرة على تنشئة أسرة متماسكة لظروفٍ تتعلّق بشخصية الأبوين.


من هذا المنطلق، احرصوا على تلقين اولادكم بعض التفاصيل التقنية الايجابية الخاصة بالتكنولوجيا في سنواتهم الـ10 الأولى، التي قد تفيدهم أكاديمياً او تمهّد تعرّفهم على هذا العالم الافتراضي، دون ان تتحول المسألة الى سلوكٍ مجتمعيّ لهم بغرض التسلية او التعرف على اصدقاء من عالم الافتراض. وفي مرحلة المرتهقة، لا بد للأهل من توطيد علاقتهم بأبنائهم على اساس الحوار وتبادل النصائح والارشادات الحياتية على قاعدة عدم اخفاء تفاصيل دقيقة عن العائلة فيما يتعلّق بأمور مصيرية او جديدة يصادفها الولد، مع احترام مبدأ الخصوصية. في هذه الحالة، تقطع العائلة الطريق على المشاكل الأسرية، وتضمن المحافظة على ئية مجتمعية سليمة يترعرع فيها المراهق. الاستقرار في الحياة الشخصية من شأنه أن ينعكس استقراراً في الحياة الافتراضيّة.


ما يعني أن شراء هاتف للولد وبناء عالمه افتراضي على مواقع التواصل في عمر الـ15 عاماً قد يكون الخيار الأنسب له في حال تمّت تنشأته في ظروفٍ مستقرّة والاضاءة حول الدور الايجابي للهاتف في حياة الانسان. فيما تعتبر المرحلة العمرية ما بين 10 و 15 سنة المرحلة الأدق التي قد تحدّد نجاح الولد أكاديمياً من فشله. ومن الضروري التركيز خلالها على الخبرات العلميّة وتوثيق العلاقة بين الولد ومدرسته بدلاً من الاهتمام بالهاتف الذكي، الذي لا يجب ان يرتبط أصلاً بالتسلية. وتداركاً لاصرار الطفل على شراء هاتف في عمر صغير، لا بد من اغناء حياته بالنشاطات الترفيهية الايجابيّة التي تجمعه فعليّاً بأصدقائه وتجعله لا يشعر بالحاجة الى هاتفٍ يستخدمه للتسلية لا اكثر. وتعتبر العاب الفيديو الخيار الأمثل الذي يمكن اللجوء اليه لدرء اصراره على امتلاك هاتف، لأنه يقارب حاجته الى هاتف من بندين. الأول أنه يريد التسلية من خلال الألعاب الإلكترونية الموجودة في تطبيقات الهاتف والثاني انه يريد التواصل مع اصدقائه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم