الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"قمة الأمل" في قعر اليأس ؟

راجح الخوري
A+ A-

هل كان من الضروري ان يطلق على القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين اسم "قمة الأمل"، لكأن الذين اختاروا التسمية أرادوا برم السكاكين في الجروح العربية لأننا في قمة اليأس، وقمة الخيبة، وقمة الانهيار، وقمة المأساة، وقمة الدم، وقمة القتل، وقمة الانقسامات، وقمة العجز، وقمة الفساد، وقمة الضعف ، وقمة التردي، وقمة التخلف، وقمة الطيش، وقمة الفضيحة، وقمة التناحر... فمن أين يا ترى جاء الأمل الى قمة البؤس؟


فعلاً كيف يدخل الأمل الى القمة التي انعقدت في خيمة في نواكشوط ولم ينقصها الا دخول معمر القذافي اليها، ليس لأنه مات مغرماً بالخيم، بل لأن طقوس المسخرة التي كانت تتمثل في شخصيته غير السوية، تتلاءم تماماً مع الوضع العربي غير السوي.
تحدثت الأنباء عن ان قمة موريتانيا ناقشت جدول أعمال من 16 بنداً تشكل محور ما يسمّى "اعلان نواكشوط" وتستعمل كلمة "اعلان" عادة في مثل هذه المؤتمرات لأن القرارات التي يتضمنها هذا الاعلان تكون مهمة وتاريخية، فالى اين ستذهب قرارات "اعلان نواكشوط" الى غير النسيان والاهمال!
يعرف أحمد ابو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، وهو الديبلوماسي العريق وقد كان وزيراً للخارجية في مصر، ان من المبالغة الفظة اطلاق اسم "قمة الأمل" على الدورة الحالية لمؤسسة القمة العربية، على الأقل لأن صياغة اعلان نواكشوط تعمدت ان تتجنب طوفان الخلافات العربية واكتفت بسرد ممل لتأكيد المواقف من القضايا المعتادة والتقليدية التي شهدتها القمم السابقة .
في هذا السياق من الضروري طرح السؤال: ما معنى الاعلان عن التزام الدول العربية تطوير آليات مكافحة الارهاب، ثم ما هي هذه الآليات وما هو التطوير الذي سيدخل عليها، وكيف سيترجم الزعماء العرب ما ورد في الاعلان من أنهم يلتزمون التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، وكذلك تعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة واثارة الكراهية ؟
الحديث عن مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك ودعم صمود الشعب الفلسطيني، تكرر مرة جديدة على طريقة "دقي دقي يا ربابة "، والاعلان عن التمسك بوحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية والترحيب بالجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات الهادفة الى تشكيل هيئة حكم انتقالي وفق مؤتمر "جنيف 1"، لم يقدم أي جديد.
كالعادة طالب البند الخاص بالتدخلات الايرانية طهران بما دأبت القمم على مطالبتها به، أي عدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل على زعزعة الاستقرار وتأجيج رياح الفتنة المذهبية. وفي السياق اللبناني كان الرئيس تمام سلام واضحاً سلفاً من حيث عدم موافقة لبنان على تصنيف "حزب الله" منظمة ارهابية !


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم