الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حداد وطني في افغانستان على ضحايا التفجيرين: سنثأر لدماء احبائنا

المصدر: أ ف ب
حداد وطني في افغانستان على ضحايا التفجيرين: سنثأر لدماء احبائنا
حداد وطني في افغانستان على ضحايا التفجيرين: سنثأر لدماء احبائنا
A+ A-

بدأت كابول حدادا وطنيا على ضحايا الاعتداء الاكثر دموية من 15 عاما، اسفر عن سقوط 80 قتيلا خلال تظاهرة للهزارة الشيعة، واثار مخاوف جديدة حول توسع نفوذ تنظيم "الدولة الاسلامية" في افغانستان.


وغداة تفجيرين استهدفا حشودا من المتظاهرين الهزارة الشيعة في العاصمة الافغانية، كان العديد من الاشخاص يبحثون في المستشفيات والمشارح عن اقربائهم المفقودين. واحيا الاعتداء في افغانستان، غالبية سكانه من السنة، المخاوف حيال اثارة النعرات الطائفية في بلد تجنب الى حد كبير صراعا دمويا بين السنة والشيعة. وقال الرئيس الافغاني اشرف غني: "اعدكم بانني ساثأر لدماء احبائنا من مرتكبي هذه الجريمة، اينما كانوا"، معلنا الاحد يوم حداد وطني.


وحصل التفجيران فيما كان آلاف الهزارة الشيعة يتظاهرون للمطالبة بان يشمل مشروع خط توتر عالي بقيمة ملايين الدولارات ولايتهم باميان التي تعتبر من اكثر المناطق المحرومة في افغانستان.


واطلق غني على موقع الاعتداء اسم "ساحة الشهداء"، حيث لا تزال بقايا اشلاء بشرية واسلاك معدنية منتشرة في الشارع، الى جانب اغراض شخصية للضحايا، مثل احذية او بطاقات ائتمان ويافطات رفعت خلال التظاهرة تطالب بعدم استثناء الهزارة من هذا المشروع.


وبقي العديد من المتظاهرين ليلا في المكان، حيث اضاءوا الشموع وتلوا آيات قرآنية، رغم ان الحكومة اعلنت حظرا للتجمعات العامة طوال عشرة ايام لاسباب امنية.


وحفرت عشرات المدافن في مقبرة تقع على تلة قريبة. وتوزع المصابون على مستشفيات المدينة، بينما اشارت تقارير الى نقص في الدم، ووجهت دعوات ملحة على وسائل التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم.


وقالت الامم المتحدة ان "صفوف الرجال والنساء الافغان الذين وقفوا للتبرع بالدم لمواطنيهم المصابين يشكل دليلا مؤثرا على تضامن الشعب الافغاني وصلابته في وجه العنف الرهيب".


وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا التفجيرين في بيان نشرته وكالة "أعماق" التابعة له، قائلا ان اثنين من مقاتليه "فجرا حزاميهما الناسفين ضد تجمع للشيعة في منطقة دهمزتك في كابول".


والاعتداء المدمر في العاصمة يشكل تصعيدا كبيرا للتنظيم الذي كان يتركز حتى الآن في ولاية ننغرهار شرق البلاد، حيث عرف بالفظاعات التي ارتكبتها، خصوصا قطع الرؤوس.


وتخوض الحكومة الافغانية حاليا عملية، بدعم من ضربات جوية يشنها حلف شمال الاطلسي، ضد التنظيم في ننغرهار، بعدما كان غني اعلن في وقت سابق هذه السنة الحاق الهزيمة بهذا التنظيم. واعلن الحلف هذا الشهر ان نفوذ التنظيم يتراجع، لا سيما انه يخسر مزيدا من الاراضي، بينما ينحصر مقاتلوه الى حد كبير في منطقتين او ثلاثة في الولاية، فيما كانوا في تسعة منها في كانون الثاني.


وقال المحلل احمد سعيدي: "لا شك في ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يتعرض لضغوط كثيفة في ننغرهار، وانه ينفذ هجمات كما حصل في كابول بدافع اليأس لاثبات قوته".


ونأت حركة "طالبان" التي تخوض هجومها الصيفي السنوي، وتعتبر اقوى من تنظيم "الدولة الاسلامية"، بنفسها بقوة من هجوم السبت. وقالت مديرية الامن القومي، ابرز وكالة استخبارات في افغانستان، ان الهجوم دبره ابو علي القيادي في تنظيم "الدولة الاسلامية" في منطقة اشين في ننغرهار.


والتفجيران اللذان اسفرا عن 80 قتيلا على الاقل و231 جريحا يعتبران الهجوم الاكثر دموية في العاصمة كابول منذ الاطاحة بنظام "طالبان"، اثر الاجتياح الدولي بقيادة الولايات المتحدة العام 2001، على ما اعلنت وزارة الداخلية الافغانية.


واثار الهجوم ردود فعل منددة في العالم، بحيث وصفت الولايات المتحدة الاعتداء المباشر على مدنيين بانه "جريمة حرب". وقال البيت الابيض في بيان ان هذا "الهجوم الشنيع يعد اكثر دناءة، لانه استهدف تظاهرة سلمية".


كذلك، نددت ايران بالاعتداء، ودعت الى "اتحاد" المسلمين السنة والشيعة في مواجهة المتطرفين. وكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر" ان "الاعتداء الارهابي في افغانستان عمل وحشي جديد لداعش"، تنظيم الدولة الاسلامية. ورأى ان "على السنة والشيعة الاتحاد لدحر المتطرفين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم