"سوريا من الداخل": نصوص أتون الحرب

تُصدر "دار الجديد" وبدعم من "مؤسسة فريدريش إيبرت" كتاب "سوريا من الداخل"، حيث تلتئم نصوص لمجموعة من الكتّاب #السوريين والكاتبات السوريات تعود كرونولوجياً إلى الفترة الممتدة بين خريف 2013 ومطلع 2014 وتنتمي من حيث النوع، إلى الشهادة المباشرة التي تعمد إلى رسم مشاهد العنف #السوري اليومي في مختلف تجلّياته. وإذا كانت هذه الشذرات المتمحورة حول العيش في ظل الصراع، تصدر في بيروت اليوم فحسب، غير انها ليست ولادتها الأولى لأنه سبق أن جُمعت بين دفّتي مؤلّف حمل هوية "رؤى من داخل 3سوريا" وصدر لدى دار نشر "إيديتسيون فاوست" #الألمانية.

تختلف كل قطعة نثريّة مع اختلاف أسلوب صاحبها وخلفيّته علما ان جميع الأسماء تطفو على سطح المشهد التأليفي السوري الراهن، أفاد البعض منها أحيانا من الضوء المسلّط على المستجدات السورية، في حين عزز البعض الآخر، بسبب هذا الإهتمام، حضوراً كان لافتاً منذ عقود. يترك الكتاب فسحة لأصوات من أجيال مختلفة، فنمرّ بعامر مطر من خلال نصه "جثة الكاميرا وجدت... ماذا عن جثة أخي" ناهيك بـ "عن البيوت التي وراءنا وسوريا التي أمامنا" لديما ونوس، فضلا عن نصوص منذر المصري وروزا ياسين حسن وعمر قدور ومحمد المطرود وياسين الحاج صالح وخضر الآغا ودارا نواف عبدالله وسلمى سالم وسمر يزبك وخليل صويلح وهيثم حسين.
ها هنا يكتب خالد خليفة عن الرحيل في متفرّعاته المادي والنفساني والسياسي، في نص بعنوان "كل نظرة هي نظرة وداع..."، بينما يستمهل فواز حداد في "... أما القتيل فيستحق الموت!" مأساة سوريين يتحرّكون، على ما يشير، ضمن منظومات لا مرئية ليضيف "إذا كانوا لم يروا الله، ولا الجنة، ولا الملائكة، فهم أيضاً لم يصادفوا العدالة ولم يسعفهم الحظ، أو مكان ولادتهم".