السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انقرة تغلق الف مدرسة خاصة وتطلق يد الشرطة في الاعتقالات

انقرة تغلق الف مدرسة خاصة وتطلق يد الشرطة في الاعتقالات
انقرة تغلق الف مدرسة خاصة وتطلق يد الشرطة في الاعتقالات
A+ A-

واصلت السلطات التركية حملة القمع الواسعة ضد من يشتبه في تورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حيث منحت الشرطة صلاحيات اوسع لاعتقال المشتبه فيهم، واغلقت اكثر من الف مدرسة خاصة.


وبعد اسبوع من محاولة وحدات من الجيش التركي اطاحة اردوغان باستخدام الاسلحة والدبابات وطائرات "ف-"16، اعتقلت الحكومة او اقالت عشرات الالاف ممن تعتقد انهم اعداء الدولة بينهم نحو 300 من عناصر حرس القصر الرئاسي في انقرة.
لكن في اول عملية كبيرة للافراج عن المشتبه فيهم وسط انتقادات دولية لحملة القمع، افرجت تركيا عن 1200 جندي من رتب متدنية في انقرة.
وتستطيع الشرطة بعد توسيع صلاحياتها احتجاز المشتبه فيهم دون تهم لمدة شهر بدلا من اربعة ايام كما كان الحال سابقا، بحسب الجريدة الرسمية في اليوم الثالث من حالة الطوارئ التي اعلنها اردوغان لمدة ثلاثة اشهر.


وتسببت المخاوف من ان يسعى اردوغان الى ترسيخ حكمه بصورة اكبر وقمع المعارضة من خلال الاضطهاد في توتير علاقات بلاده مع حلفائه الغربيين والقاء ظلال قاتمة على مساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وبعد ان اصدرت بروكسيل انتقادا حادا وحذرت اردوغان من اعادة فرض عقوبة الاعدام سينهي مساعيها للانضمام الى عضوية الاتحاد نهائيا، رد اردوغان بان الاتحاد الاوروبي اتخذ موقفا "منحازا ومتحاملا" في شان تركيا.
واضاف انه "على مدى السنوات ال53 الماضية جعلتنا اوروبا ننتظر" مؤكدا انه لم يكن من المفترض ان يعاني اي مرشح لعضوية الاتحاد الاوروبي "بهذه الطريقة التي عانينا منها".


وصرح اردوغان لقناة "فرانس 24" الفرنسية "يدلون بتصاريح متناقضة انهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على احكامهم المسبقة ازاء تركيا"، مضيفا "مضى علينا 53 عاما ونحن ننتظر على ابواب اوروبا"، بحسب الترجمة الفرنسية لاقواله.
وتزايد التوتر كذلك مع الولايات المتحدة التي تعتمد على القواعد التركية لشن ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق.
ويعيش الداعية فتح الله غولن (75 عاما) الذي يتهمه اردوغان بانه وراء المؤامرة ضده، في مجمع في بنسلفانيا، وتسعى انقرة الى تسليمه لها.
وقال الرئيس باراك اوباما الجمعة ان الولايات المتحدة ستاخذ على محمل الجد "اي دليل" يثبت خطأ غولن، الذي يوجد انصاره في صفوف قوات الشرطة والحكومة.
ورفض اوباما كذلك الاتهامات بان الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية سابقة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز ، واصفا مثل هذه التلميحات بانها "غير صحيحة البتة".


واكد اردوغان انه رغم فرض حالة الطوارئ وعمليات التطهير الواسعة، فان تركيا لن "تتخلى عن الديموقراطية"، كما قالت انقرة ان الاجراءات لا تختلف عن تلك التي اتخذتها فرنسا منذ سلسلة الهجمات الجهادية التي شهدتها البلاد.
للتخلص من الاشخاص الذين وصفهم اردوغان بانهم "فيروس ارهابيي" غولن والمتعاطفين معهم، فقد اقالت حكومته الاف المعلمين والمحاضرين من المدارس والجامعات الحكومية وكذلك تم حظرهم من السفر الى الخارج.
وفي اخر خطوة تستهدف قطاع التعليم، تقرر اغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 رابطة ومؤسسة، بحسب الجريدة الرسمية السبت.
وتاتي هذه الخطوات في اطار التغيرات الكبيرة التي هزت تركيا منذ المحاولة الانقلابية التي اودت بحوالى 265 شخصا.
واثناء ليلة الانقلاب قتل 24 جنديا منشقا و179 مدنيا، و62 شرطيا وخمسة جنود وقفوا في وجه الانقلابيين اعتبروا "شهداء".
ومنذ المحاولة الانقلابية خرجت حشود هائلة ترفع الاعلام التركية من مؤيدي اردوغان الى الشوارع ليلة بعد الاخرى للاحتفال بقائدهم.
الا ان نشطاء حقوقيون وجماعات معارضة بينها الاقلية الكردية التركية، يخشون من اتساع مطاردة منتقدي الحكومة.
وطبقا للسلطات فقد تم اعتقال 10410 شخصا معظمهم من الجنود.


فيدان باق


اعلن الرئيس التركي ان مسؤول جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان باق في منصبه في الوقت الحالي رغم الاخلال الذي ظهر في استباق محاولة الانقلاب الفاشلة.
والتقى الرجلان لمدة ساعتين السبت في القصر الرئاسي بانقرة.
وفيدان المقرب من اردوغان بدا وضعه ضعيفا منذ فشل الانقلابيين وتحدث العديد من كبار المسؤولين بينهم اردوغان عن غياب تام للمعلومات في الساعات الاولى لمحاولة الانقلاب.
لكن اردوغان اكد لقناة "فرانس 24 " ان شيئا من ذلك لم يحصل في اجتماعه بمسؤول جهاز الاستخبارات.
واقر بانه "كان هناك ضعف في مجال الاستخبارات" لكنه قال ان ذلك حصل ايضا اثر اعتداءات 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة او الاعتداءات المتتالية في باريس من دون ان يؤدي ذلك الى تغيير رؤساء الاجهزة المختصة في الاستخبارات.
وتابع "انهم حاليا يتولون مهماتهم".


اخطر من بن لادن


واعتبر الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر جيليك ان شبكة الداعية غولن "اخطر من اسامة بن لادن" وان حركته "اكثر وحشية من داعش".
وصرح في لقاء صحافي في انقرة "اذا كان علينا ان نقول ذلك بشكل واضح وصريح: فزعيم المنظمة الارهابية المعنية فتح الله غولن شخص اخطر من اسامة بن لادن"، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة حتى مقتله في العام 2011.
واضاف ان "بن لادن كان ينفذ الاعتداءات بعد تهديد مباشر بشن عمل ارهابي لكن الاخر (غولن) يختبئ دائما وراء مظهر هادئ من التسامح والحوار ويدير منظمة ارهابية خطيرة الى اقصى حد".
واكد "نحن ازاء تنظيم ارهابي اخطر من داعش واكثر وحشية".
واضاف ان شبكة غولن وخلافا لتنظيم الدولة الاسلامية الذي يواجه "بشكل مباشر من خلال اعمال ارهابية مؤسسات حكومية"، تحاول "ان تدمر من الداخل ... بنى الدولة والنظام الديموقراطي والمؤسسات الديموقراطية وارادة الشعب".
افادت وكالة انباء الاناضول الرسمية التركية ان ابن اخ الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بتدبير الانقلاب الفاشل، اوقف على ذمة التحقيق.
واوقف محمد سعيد غولن في في ارضروم التي يعتقد انها تضم العديد من مؤيدي غولن .
وذكرت الوكالة ان محمد سعيد غولن اوقف على خلفية محاولة الانقلاب الذي تقول تركيا ان "منظمة فتح الله غولن الارهابية" دبرته وهو ما ينفيه غولن بشدة.
واضافت الوكالة انه مطلوب ايضا بتهمة تسريب اسئلة من امتحانات الخدمة المدنية عام 2010

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم