لم يكن يبدو على محمد لحويج بوهلال أنه جهادي، وكان يستهزئ بكل قواعد الإسلام، بحسب ما قال نسيبه لموقع "دايلي مايل" اليوم.

بوهلال البالغ من العمر 31 عاماً الذي زرع الرعب في واجهة نيس البحرية محوّلاً احتفالات العيد الوطني الفرنسي ليلةً من الذعر سقط فيها 84 شخصاً بريئاً، كان يشرب الكحول، ويأكل لحم الخنزير، ويتعاطى المخدرات. ولم يكن يصلّي أو يرتاد المسجد، وكان يضرب زوجته – التي أنجب منها ثلاثة أولاد، أكبرهم بسن الخامسة، والثاني عمره ثلاثة أعوام، والثالث 18 شهراً – وكان في صدد الطلاق منها.
يخضع بوهلال المعروف من الشرطة الفرنسية منذ كانون الثاني الماضي، للمراقبة منذ ستة أشهر على خلفية ارتكابه جنحاً صغيرة. كان يعمل سائق توصيل، ويبدو أنه خسر وظيفته بعدما غفا أثناء القيادة واصطدم بأربع سيارات، كما أنه سبق أن تورّط في شجار داخل إحدى الحانات.
قال وليد حمو، نسيب هاجر خلف الله، زوجة بوهلال، لموقع "دايلي مايل": "لم يكن بوهلال متديناً. لم يكن يتردد إلى المسجد، ولم يكن يصلي ولا يمارس الشعائر الدينية خلال شهر رمضان". كان يشرب الكحول ويتناول لحم الخنزير ويتعاطى المخدرات، وهذا كله محظور في الإسلام. أضاف: "لم يكن مسلماً، كان نذلاً. كان يضرب زوجته، أي نسيبتي، كان شخصاً سافلاً".
أمس، أوقفته الشرطة قبل ساعات فقط من قيامه بدهس أعداد كبيرة من الأشخاص تحت إطارات شاحنته التي تزن 25 طناً، وإطلاقه النار عشوائياً على عناصر الشرطة والأبرياء الذين كانوا متواجدين في المكان. وقد قال لعناصر الشرطة إنه يقوم بتوصيل المثلجات إلى المنطقة وسُمِح له بأن يركن شاحنته عند الواجهة البحرية لساعات.
وبعد دقائق من وقوع الهجوم، انتشرت على الإنترنت مقاطع فيديو مروّعة للحظات التي تحوّلت فيها الشاحنة آلة قتل فتّاكة، مخلّفة وراءها جثثاً متناثرة.
وقد وضعت الشرطة زوجة بوهلال قيد الحجز الوقائي بعدما داهم التحريون الشقة التي كانت تتشاركها مع زوجها في الطابق الثاني عشر في ساعات الصباح الأولى، وكذلك شقة مستأجرة مجاورة لها.
وظهرت وقائع أكثر إثارة للقلق عن حالة بوهلال الذهنية في الساعات التي سبقت هجومه الدموي في شارع "برومناد ديزانغليه". فقد روى وسام، وهو تونسي من جيران بوهلال ويتحدر من القرية نفسها: "ليل الخميس، كان يشرب الكحول مع زميل له وقد وقع شجار بينهما. قال له صديقه: 'أنت لا تساوي شيئاً'، فأجاب: 'ذات يوم، سأصبح ذائع الصيت'". وأضاف في حديث مع مجلة L'Express: "كان يشرب الكحول ويتعاطى المخدرات".
وقالت جارة تدعى حنان تعيش في الطابق الذي يقع تحت شقة بوهلال: "كان ينظر إلي دائماً بطريقة غريبة. كان يتفرّس فينا وكنا نتجنّبه". ووصفه أحد الجيران أيضاً بأنه كان مراوغاً ولا يحب الاحتكاك بالآخرين.
وقد تبيّن على ما يبدو أن الرشاشات التي تم العثور عليها في الشاحنة مزيّفة، والقنبلة اليدوية غير صالحة للتفجير.
وقد سأل وسام: "لماذا؟ ما كان القصد من ذلك؟" وقال حمو، 30 عاماً: "نسيبتي [أي زوجة بوهلال] مع الشرطة. اقتادوها نحو الساعة 11 من قبل الظهر من أجل حمايتها. إنها في مركز الشرطة الآن تدلي بإفادتها".
يُعتقَد أن بوهلال انفصل عن زوجته قبل عامَين. وقد قال جاره نسيم، 33 عاماً، لموقع "دايلي مايل": "كان بوهلال يعيش في شقة مع زوجته وعائلته. وأنا كنت أعيش في الشقة المجاورة".