السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رعب وجوع في "المدينة الملعونة... وام عصام لن تعود اليها

المصدر: أ ف ب
رعب وجوع في "المدينة الملعونة... وام عصام لن تعود اليها
رعب وجوع في "المدينة الملعونة... وام عصام لن تعود اليها
A+ A-

عندما طلب منها ابنها ذو الاعوام الخمسة قتله ليتخلص من الجوع الشديد الذي يعانيه، شعرت ام عصام بانها لن تعود الى الفلوجة اطلاقا، اذا غادرتها.


اكثر من عامين من الجوع والحصار عاشتهما ام عصام (42 عاما) في ظل تنظيم "الدولة الاسلامية" الجهادي المتطرف. بالنسبة اليها، لا يمكن ان تعيش بسعادة مجددا في الفلوجة، رغم ان القوات الامنية العراقية اعلنت الاحد انتهاء المعارك في الفلوجة وفرض السيطرة الكاملة على ما كان معقلا اساسيا للتنظيم. وتستذكر قائلة: "والله ابني، خمسة اعوام، طلب ان اقتله، لانه كان جائعا جدا ولم يعد يتحمل".


خضعت ام عصام للاجهاض قبل اشهر قليلة، نتيجة الهلع والخوف من جراء تعرض مبنى قريب من بيتها، لضربة جوية. وتقول وهي تحمل احد اطفالها التسعة في عامرية الفلوجة التي لجأت اليها مع عائلتها، بعد بدء الحملة العسكرية على الفلوجة القريبة: "حدثت فوضى وشعرت برعب، وفقدت توأما (...). لم يكن لدي طعام واضطررت الى التوجه الى المستشفى".


كانت ام عصام تتكلم على مقربة من مخيم للنازحين يتولى المجلس النروجي للاجئين ادارته وتأمين مواد اساسية لنازحين جدد فيه. لكل خيمة تسكنها عائلة واحدة، تؤمن مجموعة من المواد الاساسية، تشمل معدات للطبخ ومصباح خيمة وفرشا للنوم وحاوية لخزن الماء.


وتقول ام عصام: "هنا نستطيع البقاء، رغم ان الجو حار ونتعرض لعواصف رملية، ولا يوجد ماء او طعام كاف". وتضيف: "لا اريد العودة. مررنا بالكثير، الاميركيون و"القاعدة" و"داعش" ومجاعة (...). لا ادري ما سيكون هناك بعد ذلك. هذه مدينة ملعونة. لن اعود" اليها.


رغم انتهاء العمليات العسكرية في شكل شبه كامل في المنطقة، استمر تدفق النازحين، مما ادى الى تصاعد حدة الازمة الانسانية. ودفع ارتفاع الحرارة التي تصل الى 45 درجة ونقص المواد الاساسية منظمات الاغاثة الى التحذير من كارثة وشيكة.


قبل عشرة ايام، وصلت كفاح صالح مع عائلتها الى المخيم. لكنها لم تحصل حتى اليوم على خيمة للنوم تحتها. افترشت المرأة واطفالها بطانية سوداء لطختها الاوساخ، ليناموا في العراء او يستندوا الى جدار قريب لمسجد المخيم الذي ما زال قيد الانشاء. "زوجي يعمل في المخيم للمساعدة في نصب الخيم. لكننا لا نملك خيمة خاصة بنا، هل تتخيل؟"، تقول.


من منطقة الصقلاوية (شمال غرب الفلوجة) نزحت وعائلتها. "منطقتنا ليست آمنة، ولا اتوقع انها ستتحسن"، تضيف. لدى اعلانه النصر من وسط الفلوجة الاحد، اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ان جهودا تبذل ليتمكن المدنيون من العودة. وقال: "ان شاء الله، تتم اعادتهم الى مناطقهم، بعد ان نضمن ان المنازل آمنة وليست مفخخة".


وقد تشكل التوجهات الطائفية عائقا امام عودة الاهالي الذين انتشروا في مخيمات للنازحين حول الفلوجة. وتقول كيفية: "اختفى عدد كبير من الرجال، وبعض جيراننا ذبحوا على يد الحشد الشعبي"، في اشارة الى الفصائل الشيعية المدعومة من ايران التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية العراقية. واتهمت هذه الفصائل بالقيام باعمال انتقامية من العرب السنة في الفلوجة.


وافاد مسؤولون محليون وبعض المنظمات الحقوقية وشهود عيان عن وقوع انتهاكات قام بها بعض مقاتلي الحشد الشعبي خلال المراحل الاولى من عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة في مناطق حول المدينة. وتقول كيفية بصوت حزين: "لا ادري تماما ما حصل لمنزلنا. لكن في كل الاحوال، اصبح الآن في منطقة عسكرية. انا خائفة مما قد يحدث" بعد ذلك. وتضيف: "ان شاء الله لن ارجع. سابحث عن مكان آخر آمن، ربما اربيل او السليمانية في كردستان" شمال العراق.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم