على هامش المحاكمات أمام المحكمة العسكرية

ثلاث جلسات في ملفات جنائية ارجأتهم المحكمة العسكرية الدائمة في آخر جلسة عقدتها، كادت اثنتان منها ان تختتم المحاكمة فيهما ويصدر الحكم بعد انتهاء الجلسات. احيانا تكون خطة الدفاع المصلحة في الارجاء، واحيانا اخرى يكون سبب الارجاء ناتئا، وقد تكمن وراء الارجاء اسباب طارئة تحول دون حضور جهة الدفاع.
ففي الجلسة الاولى جرى استجواب الموقوف في دعوى ذات طابع ارهابي من العيار الخفيف. وعند انتهاء الاستجواب ترك ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي داني الزعني في مطالعته الامر للمحكمة.
وترك الامر للمحكمة في معناه القانوني يمكن تفسيره في كل الاحوال ان ممثل الحق العام لم ير بداً ليطلب ادانة المتهم بالجرائم المسندة اليه. وهذا الموقف يصب في مصلحة الموقوف تلقائيا لجهة العقوبة التي ستقضي بها المحكمة. وكانت المفاجأة ان استمهلت وكيلة الموقوف للمرافعة. وعقب رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم آخذا على طلب جهة الدفاع بازاء موقف القاضي الزعني قائلا لها " شو بدك احسن من هيك"، في اشارة الى ترك ممثل النيابة العامة ترك امر تقدير العقوبة الى المحكمة. وارجأ الجلسة الى بعد العطلة القضائية التي تبدأ في 15 تموز المقبل. وحاولت الوكيلة الرجوع عن موقفها بعد ارجاء جلسة موكلها على المحضر والمضي بالمرافعة لكن بلا جدوى.
في هذه الحالة يمكن للمحامي ان يتقدم بطلب تقريب موعد جلسة في قلم المحكمة.
الجلسة الثانية كانت لموقوف بتهمة تتصل بالتعامل مع العدو الاسرائيلي. وارجئت لغياب وكيله. وهذا الملف مخصصة جلسته للمرافعة منذ مدة قال رئيس المحكمة، مضيفا للمتهم، بلهجة لا تخلو من اللوم " خليك. على مهلك' . ولازم المتهم الصمت.
غص قفص الاتهام بالموقوفين، في الجلسة الثالثة. وهي تتعلق بملف يضم 42 مدعى عليهم بينهم 24 فلسطينيا بالانتماء الى تنظيمات مسلحة واثارة الفتنة وزعزعة الامن والاشتراك بمعارك قتالية بمختلف انواع الاسلحة ما ادى الى قتل ومحاولة قتل عام 2014 . بعض المدعى عليهم موقوفاً وبعضهم الآخر مخلى، مثلوا امام منصة الاستجواب. وعددهم يتاخم عدد الموقوفين. لم تتشكل الخصومة للانطلاق بالمحاكمة. فعدد من المخلين لا محامين لديهم، وتولت المحكمة الطلب من نقابة المحامين في بيروت تكليف محامين لهم من المعونة القضائية لدى النقابة، فيما صرح مدعى عليهم ان محاميهم لم يحضروا، وتوجه رئيس المحكمة اليهم منبها اياهم بأنه سيتم توقيفهم في حال تغيب وكلاؤهم في الجلسة المقبلة التي حددت خارج ايام الجلسات التي تعقدها المحكمة، وذلك في 20 ايلول المقبل. وبين الفينة والاخرى من الكلام اعترض موقوفون في القفص على ارجاء الجلسة غير مرة. وسمع احد هؤلاء يقول انه واشقاؤه الاربعة ملاحقون في هذه القضية فكررت المحكمة على مسمعه قرارها .
وفي المحاكمات التي تضم عددا كبيرا من الموقوفين ثمة تعذر للانطلاق بها مباشرة كسائر الملفات الملاحق فيها حفنة من الموقوفين، على غرار الملف المتفرع من احداث عبرا الذي اسدل الستار عنه امام المحكمة العسكرية الدائمة . نظرا الى الاجراءات الشكلية التي تتطلبها ، وكذلك حتمية تشكيل الخصومة للمضي بها.