الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان الغارق في ملفاته الفضائحية خارج المجهر في ظل الانشغال الدولي

سابين عويس
سابين عويس
لبنان الغارق في ملفاته الفضائحية خارج المجهر في ظل الانشغال الدولي
لبنان الغارق في ملفاته الفضائحية خارج المجهر في ظل الانشغال الدولي
A+ A-

فيما يغرق لبنان في ملفاته الفضائحية الداخلية، عاجزاً عن معالجة الحد الأدنى منها، تبدو القوى السياسية المحلية في غفلة عما يدور حولها من معطيات متسارعة، من شأنها أن تترك تداعيات كبيرة على الوضع الداخلي المأزوم، وتضع لبنان في موقع متراجع جدا في سلم أولويات الاهتمام الدولي.


رغم أن نتائج التصويت البريطاني التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قد لا تعني كثيرين من اللبنانيين الذين ينظرون إلى هذا الموضوع على أنه مسألة داخلية تخص دول القارة الاوروبية، لكن هذا لا يلغي الارتدادات المرتقبة على المشهد المحلي من زاوية تراجع الاهتمام الاوروبي بلبنان.
فلبنان، كان تمكن من وضع نفسه على الخريطة العالمية ومن إبقاء العالم منشغلا بوضعه الداخلي، إنطلاقا من أزمة اللاجئين السوريين التي شغلت أوروبا وأقلقتها، خوفا من التدفق الكثيف للهاربين من الحرب في سوريا إلى داخل حدودها وأراضيها، سيلمس تراجعا حتميا في هذا المجال بعدما غرقت القارة العجوز في السعي الى لملمة حدودها والحفاظ على تماسكها المهدد بمزيد من التفكك، في ظل التهديدات التي بدأت تصدر عن دول أوروبية، والتي سيشجعها الاستفتاء البريطاني على المضي في خطوات مماثلة.
قد لا يعود الملف السوري أولوية قصوى بالنسبة إلى هذه الدول، كما لن يكون الاستحقاق الرئاسي العالق في شغور قاتل منذ أكثر من عامين، موضع اهتمام أوروبي في المدى القريب. حتى أن بعض الاوساط السياسية تشكك في إمكان حصول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت منتصف الشهر المقبل لبيروت، خصوصا إذا لم يتمكن من حمل أي مبادرة تخرق جدار الازمة الرئاسية. ومعلوم أن زيارة ايرولت ستأتي بعد محادثات أجراها مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في باريس أمس، وأخرى سيجريها مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان العائد من واشنطن بعد محادثات أجراها هناك على أعلى المستويات في الادارة الاميركية.
وأي تأجيل للزيارة سيعني أن أفق الأزمة الرئاسية لا يزال مسدودا، وأن التفاهم السعودي- الايراني لم يصل إلى خواتيمه بعد في الشأن اللبناني.
وإذا كان لبنان سيواجه قريبا تفككا على الضفة الاوروبية من المتوسط، حيث تشكل اوروبا الداعم والشريك التجاري الاكبر له، فإن الحال على الضفة الشرقية ليس أفضل، في ظل ما تشهد دول الاقليم من تفكك يضع استقرار لبنان وتماسكه في مهب الريح.
وكل هذا يحصل، فيما دخلت الولايات المتحدة في دائرة الانتخابات الرئاسية التي تشغل الداخل الاميركي وتجعل الادارة الحالية في مرحلة تقطيع الوقت، منشغلة عن أولويات المنطقة التي تتعامل معها انطلاقا مما يؤمن المصالح الاستراتيجية لحليفتها في المنطقة.
وسط هذا المشهد المتقلب دولياً، لا تزال الساحة الداخلية منشغلة بتجاوز مطبات الملفات المطروحة، متكئة على حكومة يصفها رئيسها بالعاجزة والفاشلة، وعلى سلطة تشريعية معطلة بالكامل وعاجزة عن التشريع أو عن انتخاب رئيس، فيما الملفات الشائكة إلى مزيد من التفاقم والتراكم، مهددة بمخاطر قد يتعذر على البلاد تحمل عواقبها، ولا سيما الملف المالي، في ظل العقوبات الاميركية على "حزب الله"، وتصعيد أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه أمس، وهو ما يؤشر إلى أن عوامل التهدئة الجاري العمل عليها لا تعني إطلاقا تراجعا من الحزب عن موقفه أو انصياعاً للأميركيين.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم