الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لكنه الرئيس باراك... أوماما!

راجح الخوري
لكنه الرئيس باراك... أوماما!
لكنه الرئيس باراك... أوماما!
A+ A-

لم يكن ينقص جون كيري سوى توقيع المذكرة الداخلية التي وقّعها ٥١ ديبلوماسياً في وزارة الخارجية الأميركية يعملون على الملف السوري، والتي توجّه إنتقاداً شديداً الى الرئيس باراك أوباما وتطالبه بشن ضربات عسكرية على نظام بشار الأسد لوقف إنتهاكاته المتكررة لإتفاق وقف الأعمال العدائية.
عندما يسارع كيري الى الإجتماع مع عشرة من هؤلاء الحانقين على سياسة أوباما، ويقول "إن المذكرة اعلان مهم وأنا أحترم العملية جداً جداً"، فإن ذلك يعني أنه يطبق سياسة خارجية ليس مقتنعاً بها حيال سوريا وربما في المنطقة، وهذا يعني ان العربة الديبلوماسية الأميركية تسير في طريق لا تستسيغها لا بل تعتبرها مضرة بصورة اميركا ومصالحها على المدى البعيد، وان الذين وقعوا المذكرة يوافقون زميلهم السابق فريدريك هوف، الذي كان ممثلاً للرئيس الاميركي في الملف السوري عندما يقول "إن الأعذار التي تسوقها ادارة أوباما لتبرير غضّ الطرف فيما يذبح الأبرياء أدّت الى تمريغ صدقية أميركا في الوحل"!
"النيويورك تايمس" نشرت مسودة المذكرة وفيها: "نحن نعتقد أننا نعمل بعكس تحقيق أهدافنا اذا لم ندرج إستعمال القوة العسكرية كخيار لفرض وقف إتفاق وقف الأعمال العدائية وإجبار النظام السوري على التقيّد بشروط هذا الإتفاق، وأيضاً التفاوض بحسن نية على حل سياسي"، لكن هذا لن يؤدي الى تغيير في سياسة التعامي التي يتمسك بها أوباما، أولاً لأنه لن يقبل بأن ينهي عهده بالخضوع مكسوراً لرغبة وزارة الخارجية، وثانياً لأن سوزان رايس وجماعة الأمن القومي يصادرون القرار الخارجي ويقيمون داخل أذنيه وعقله، وثالثاً لأن هناك إنقساماً بين "البنتاغون" و"السي آي إي" حيال التدخل في سوريا، سببه تردد أوباما الطويل وخصوصاً بعدما تراجع عن تهديده بمعاقبة النظام السوري يوم إستعمل السلاح الكيميائي.
يخطىء هوف عندما يقول إن المعارضة التي تواجهها سياسة أوباما من داخل الأدارة ستنتصر كما إنتصرت معارضة الديبلوماسيين الأميركيين ضد سكوت بيل كلينتون عن القتل الجماعي خلال حرب البلقان في التسعينات، والإستنتاج الذي يصل اليه هو الصحيح، فالرئيس الأميركي المقبل يستطيع ان يقدم أداء افضل!
المذكرة تحمل تواقيع ٥١ ديبلوماسياً يعملون على الملف السوري، لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أوباما لهذا النوع من الإتهامات، فقد سبق لهيلاري كلينتون ان اتهمته بايجاد فراغ ملأه الإرهابيون... وسبق لسياسته في سوريا وإبتلاعه تحديات فلاديمير بوتين في القرم وأوكرانيا أن تعرّضا لانتقادات عنيفة من وزراء الدفاع السابقين ليون بانيتا وروبرت غيتس وتشاك هاغل، اما سفيره في دمشق روبرت فورد فقد استقال إعتراضاً على تراخيه وهو ينخرط في إنتقاده منذ عامين... لكنه تماماً كما كتبت هذه الزاوية عام ٢٠١٣ "الرئيس باراك اوماما".


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم