الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل ينتخب الحريري عون؟

علي حماده
A+ A-

تزايدت "بالونات" الاختبار السياسية التي أطلقت أخيرا حول إمكان حصول تحول كبير على مستوى الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما بالنسبة الى موقف "تيار المستقبل" من ترشيح الجنرال ميشال عون. وقد ذهبت بعض المعلومات التي أطلقت في الصالونات السياسية الى القول ان شهر آب سيشهد تحولا دراماتيكيا، فينتخب عون بأصوات "تيار المستقبل"! بعضهم رمى معلومات مفادها أن الرئيس سعد الحريري بدأ بتنفيذ انعطافة تدريجية في اتجاه عون، بعدما اقتنع بأن "حزب الله" لن يتزحزح قيد أنملة عن موقفه التعطيلي المتستر بترشيح عون، في الوقت الذي يستنزف فيه الحريري على مختلف المستويات. بعضهم قال إن الوسيلة الوحيدة لتجاوز إصرار "حزب الله" على "السلة الكاملة" لفك أسر النظام السياسي اللبناني يكمن في انتخاب عون رئيسا، مع ضمان انتخاب النائب سليمان فرنجية، إما في نهاية ولاية عون، وإما مباشرة بعده في حال خلو سدة الرئاسة قبل انقضاء السنوات الست، وهي مدة الولاية الرئاسية. ويعتبر معظم "المبشرين" بحتمية قرب حصول تغيير في ترشيح الحريري لفرنجية، أن صدمات الانتخابات البلدية، فضلا عن غيرها المتعلق بوضع "تيار المستقبل"، والمشكلة المالية التي يمر بها الحريري، من شأنها دفعه في غضون فترة قصيرة الى القيام بانعطافة حادة لإحداث فجوة في جدار أزمة التعطيل، ومقايضة تأييد عون بتوليه رئاسة الحكومة الاولى في العهد الجديد!
كلام كثيير يقال في كل اتجاه، وأغلبه يركز على قرب حصول تحول كبير على مستوى الاستحقاق الرئاسي. ما هي صحة كل هذه "البالونات" التي تضاف اليها تصريحات قابلة للتأويل أدلى بها سياسيون علنا، مثل النائب وليد جنبلاط والوزير نهاد المشنوق؟
من المؤكد أن التعطيل قد طال كثيرا، ونية "حزب الله" مواصلة التعطيل لم يتصدّ لها المسيحيون كما يجب، وهم أكثر المتضررين من الوضع السيئ القائم. فترشيح النائب سليمان فرنجية لم يفتح كوة في جدار التعطيل، إذ لا موقعه المميز ضمن فريق ٨ آذار غيّر المعطى، ولا قيام سعد الحريري بخلط الاوراق قوبل بإيجابية على المقلب الآخر. أما "حزب الله"، فقد حرص على أن يبقى مرشحا ٨ آذار الأصليان في السباق، فلم يعمل على ثني عون، ولا ضغط على فرنجية، مما أوقع كلا من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" (بعد تأييدها ترشيح عون) في مأزق القبول الضمني بالتعطيل، مع إحجام المرشحين عن النزول الى مجلس النواب لكسر جدار التعطيل المفروض. وقد مرّت شهور طويلة على ترشيح الحريري لفرنجية، وردّ الدكتور سمير جعجع بترشيح عون، ولم يحصل أي اختراق حقيقي في جدار أزمة الشغور الرئاسي!
هل ينقل الحريري تأييده الى عون لكسر التعطيل، أم يسحب ترشيح فرنجية ويعود الى مربع ١٤ آذار أو ما تبقى منها؟ واضح أن الذهاب أبعد نحو تأييد ترشيح عون يبقى احتمالا أقوى، فإعادة إنعاش تحالف ١٤ آذار بعدما فرّط به أصحابه يكاد يكون ضربا من الخيال، فيما مناخ التسويات بلا قعر هو السائد راهنا عند الجميع، باستثناء "حزب الله" الذي تحاصره نيران سوريا، حصار العرب والغرب، فيما صار لبنان رهينته أكثر من أي وقت مضى!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم