السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

14 و8 آذار سابقاً هشّمتهما البلديات... ذاهبون إلى انتخابات نيابية بوضع سيئ

ايلي الحاج
14 و8 آذار سابقاً هشّمتهما البلديات... ذاهبون إلى انتخابات نيابية بوضع سيئ
14 و8 آذار سابقاً هشّمتهما البلديات... ذاهبون إلى انتخابات نيابية بوضع سيئ
A+ A-

كل الأحزاب والأجسام السياسية تقريباً خرجت مهشمة أو مصابة من الانتخابات البلدية والاختيارية في شكل أو آخر، هنا أو هناك، ولو بدأت الإنتخابات من محافظتي الشمال وعكار لكانت النتائج حملت تغييراً أوسع في بقية لبنان بفعل العدوى. ومن اليوم التالي لإعلان النتائج النهائية يمكن القول إن لبنان دخل مرحلة استعدادات محمومة للانتخابات النيابية وفقاً لقانون الستين في أيار 2017، إن لم يتفق الأطراف على انتخابات مبكرة، ولن يتفقوا.


ماذا عن احتمال تمديد ثالث لمجلس النواب في ضوء انتفاء مصلحة الأحزاب والكتل والأجسام السياسية في التقدم إلى انتخابات نيابية بعد ما أصابها في البلدية والاختيارية من خسارات؟ السؤال طُرح خلال جلسة تقويم شارك فيها ساسة وقادة رأي خلصت إلى استحالة إقدام أي جهة على اقتراح تمديد آخر وسط جو شعبي مُستفزّ إلى أقصى حد ومتحمس أكثر من أي وقت لانتخابات تحاسِب وتتيح التعبير عن الرأي.
إذاً، نحن ذاهبون إلى انتخابات نيابية حتماً ستطغى على أي موضوع آخر خلال شهور. ماذا عن انتخاب رئيس للجمهورية؟ يتفق الرأي هنا على أن احتمالات وصول رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية تضاءلت بعد ما حصل في طرابلس، حيث كان أحد الدوافع الرئيسية لتصويت أبناء المدينة بكثافة ضد لائحة التوافق الموسع هو الاعتراض على هذا الترشيح من خلفية اعتقاد قطاع واسع من الطرابلسيين، لا سيما الذين عانوا الأمرّين مدى سنوات بفعل الإشتباكات المسلحة بين جبل محسن وباب التبانة أن "المردة" أمّن خلفية من منطقة زغرتا لكل أنواع إمداد مسلحي جبل محسن بما كانوا يحتاجونه للاستمرار في المعارك. كما أن التصويت الكثيف في هذا الاتجاه كان اعتراضاً على ترشيح فرنجية المعتبر لصيقاً برأس النظام السوري و"حزب الله". يعني ذلك أن الخيار الذي كان يبدو ممكناً تحقيقه قبل انتخابات طرابلس صار أصعب بعدها لأن انعكاساته السلبية على من ساروا به ظهرت للعيان.
هذا الواقع لا يقود أيضاً إلى تسهيل السير في اتجاه قبول كتلة "المستقبل" بتأييد ترشيح زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون. إذا كان هذا الإحتمال وارداً، وإن باحتمال ضئيل من ضمن سلة تفاهمات سماها الرئيس نبيه بري "دوحة لبنانية" فإنه بات شبه معدوم بعد شبه الانقلاب السلمي الطرابلسي.
هل من احتمال لاتفاق على مرشح ثالث؟ لا احتمال من هذا النوع لأنه يستلزم تقارباً بين دول إقليمية تتباعد مواقفها أكثر من أي يوم مضى، ومساعي حثيثة من دول لا تضع لبنان في أولوياتها، لا بل لا تضع اسمه على أجنداتها في هذه المرحلة على الأقل؟
ما الذي يحمي لبنان إذاً وسط المنطقة المتفجرة من حوله والأخطار؟ العسكر؟ لا يستطيع العسكر في بلد منقسم إلى هذا الحد على الخيارات الوطنية الأساسية سوى القيام بما يقومون به : الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الحدود من الإختراقات.
سيكون لكل من الأحزاب والأجسام السياسية المتعددة الوقت في قابل الايام للإحتفال بفوزه بمجالس ومقاعد بلدية واختيارية، كما لتحليل أسباب هزائم فعلية أو معنوية نزلت به هنا وهناك، والإعداد لتكتيكات وتحالفات من أجل خوض المعارك النيابية الآتية، لكن ذلك الضجيج الآتي لن يحجب حقيقة أن لبنان في وضع سيئ جداً ولا جهة تملك تصوراً للمعالجة وتحسين شروط عيش الإنسان البسيطة في البلد.
لم تعد قوى 14 آذار موجودة مُذ رشّح طرفان رئيسيان فيها على التوالي النائبين فرنجية وعون لرئاسة الجمهورية إلا أن انتخابات الشمال وعكار فتحت حديث الورثة، وحال قوى 8 آذار ليس أفضل. فها هو "حزب الله" مُطارد مالياً وكل أنواع العقاب تلاحقه، والفريق الذي كان يترأسه هذا الحزب في حال غيبوبة وضياع تام. ولبنان في أمس الحاجة إلى شجعان يؤمنون بقدرة شعبهم على صنع معجزات.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم