الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ابو فاعور يوقع وممثلي المذاهب على بطاقات التبرع بالأعضاء‎

المصدر: "وزارة الصحة"
ابو فاعور يوقع وممثلي المذاهب على بطاقات التبرع بالأعضاء‎
ابو فاعور يوقع وممثلي المذاهب على بطاقات التبرع بالأعضاء‎
A+ A-

برعاية وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وحضوره، نظمت اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية (NOD-Lb) لقاء المذاهب الدينية اللبنانية لدعم برنامج وهب وزرع الأعضاء بعد الوفاة في فندق هيلتون ميتروبوليتان في سن الفيل، وذلك بحضور ممثلي المراجع الدينية في لبنان وأعضاء مجلس العلماء المسلمين وحشد من رجال الدين ومسؤولي اللجنة الوطنية والفنانين برناديت حديب وندى بو فرحات وشربل زيادة الذين شاركوا في اعداد إعلان تلفزيوني عن أهمية وهب الأعضاء.
وقد قام كل من الوزير ابو فاعور وممثلي المذاهب كافة بالتوقيع على بطاقات التبرع كي يكونوا قدوة في مجال التبرع بالأعضاء.


تفاصيل اللقاء
الإعلامية ماغي عون قدمت اللقاء مشددة على أهميته لناحية إلغاء اللغط في شأن آراء الاديان السماوية في مسألة وهب الأعضاء.
ثم ألقت المنسقة الوطنية للهيئة الوطنية لوهب الأعضاء السيدة فريدة يونان كلمة أذاعت فيها ثلاث توصيات تدعو إلى تعميم الرأي الرسمي للمرجع الديني على كل رجل دين في المدن والقرى والأحياء في كل لبنان، مع الطلب بنشر رأي المرجع الرسمي للناس وليس الرأي الشخصي لرجل الدين. كما دعت إلى إدخال ثقافة وهب الأعضاء في كل مدارس وجامعات الفقه واللاهوت ونشرها من خلال مراكز العبادة (الكنائس والجوامع) في فترة الصوم وخلال شهر أيار حيث يصادف فيه اليوم اللبناني لوهب الأعضاء (الأحد الثاني) وإعطاء فسحة لهذه القضية في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الخاصة بكل مرجع ديني.
وشددت على ضرورة تأمين الدعم الحكومي المستمر للهيئة الوطنية للاستمرار بعملها.
كلمة الفنانين ألقتها بو فرحات، فتعهدت الاستمرار في التشجيع على وهب الأعضاء من خلال أعمال فنية واصفة الوهب بالخطوة الجريئة والإيجابية جدا.


ثم تحدث صاحب فكرة اللقاء فضيلة القاضي المستشار الأول للمحكمة الشرعية الدكتور الشيخ يحيى الرافعي مؤكدا أنه أوصى عائلته وزملاءه بالتبرع باعضائه عند حلول أجله من أجل إنقاذ انسان من الهلاك أو الإعاقة مضيفا أن الحي خير من الميت.


ابو فاعور
بعد ذلك ألقى ابو فاعور كلمته قائلا: شاءت الأقدار أن أكون في وزارة الصحة وأرى الكم الهائل من معاناة الأشخاص الذين يحتاجون إلى اعضاء، وعندما لا يتوفر حل من العائلة يكون الخيار انتظار الموت أو البحث عن واهب مقابل بدل مالي اي تجارة الأعضاء. وشدد ابو فاعور على ضرورة التوعية حول ثقافة وهب الأعضاء خصوصا ان الموقف الديني لا يمنع هذا الأمر لا بل يحفزه.
أضاف أنه من ناحية الاختبار الشخصي، ليس بسيطا على الإنسان أن يوقع على بطاقة وهب اعضائه، ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أن هذا القرار يجعل من الموت حياة. وشكر منظمي اللقاء مكررا التشديد على ضرورة العمل على تنمية الثقافة العامة حيال وهب الأعضاء.


كلمات ممثلي الأديان
بعد ذلك، ألقى ممثل العلامة السيد علي فضل الله الشيخ زهير قوصان كلمة ذكّر فيها بفتوى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله حول وهب الأعضاء، وأبرز ما جاء فيها أنه يجوز للمريض أن يستعين بأي عضو من أعضاء الكائنات الأخرى من أجل معالجة مرضه. كذلك فإنه يجوز للإنسان حال حياته أن يهب من أعضاء جسده ما يمكنه الإستغناء عنه، إما لوجود شبيه له يُكتفى به في وظيفته، كالكلية الواحدة، أو لكونه زائدًا في الجسد، كبعض العظام والأوردة، أو لكونه مما يتجدد كبعض السوائل والأنسجة بدون فرق بين ما لو كانت الهبة لمسلم أو لغيره.


وجاء في كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز والتي ألقاها القاضي الشيخ غندي مكارم أن الموقف الشرعي المعتمد في موضوع وهب الأعضاء لدى مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز هو ترك الحرية للمرء وفقا لإرادته ومشيئته واختياره، على أن يكون الواهب بالغًا وصحيح العقل وموافقا على الوهب من دون ضغط أو إكراه. أضاف أنه إذا صح طبيًا جواز الإستفادة من بعض أعضاء الميت بعد التأكد من موته، فإنه قد يجوز للموحد أن يوصي بشيء من أعضائه لمن يحتاج إليها، وذلك بناء على إطلاق مذهب التوحيد الحرية الكاملة للموصي في وصيته وفقا لشروطها القانونية. وشدد ممثل شيخ العقل على وجود القوانين الصحيحة والمشرعة للوهب وتطبيقها وعلى استقامة وكفاءة الجهات الطبية، ومنع بيع الأعضاء والمتاجرة بها.


ثم تحدث ممثل نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى قاضي الشرع سعد الله الحرشي فقال إنه من الجائز وهب عضو من الأعضاء لإنقاذ نفس أو منع هلاكها أو رفع الضرر البالغ عنها، شرط أن لا يترتب عليه في ذلك تلف نفس الواهب أو إدخالها في هلكة أو تمكين الضرر البالغ منها بما يخالف "ميزان المهم والأهم" بمعناه الشرعي والعقلي. أضاف أن ترويض النفس على عون الآخر، والتبرع بالأعضاء التي فيها خير الإنسان الآخر، وضمن حدود الراجح الشرعي والعقلي، هو باب من أبواب رضا الله، وطريقة تؤكد معنى التضامن الأخلاقي بين بني الإنسان، وذلك بسعة ما يعنيه قول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم" كرامة هداية وإنقاذ، ومنع هلكات..


بدوره، أوضح ممثل متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، الاب جورج ديماسي موقف الكنيسة الأرثوذكسية من وهب الأعضاء فاعتبر أن هذا الوهب يمثل شكلا مميزا من الشهادة للمحبة، وتشجع الكنيسة ممارسته لأنه يعالج، لا بل ينقذ حياة كثيرين. أضاف ان المجمع الأنطاكي المقدس إتخذ سنة 1996، قرارا أكد فيه أن وهب الأعضاء لا يتناقض مع إيمان الكنيسة الأرثوذكسية وعقيدتها اللاهوتية، وقد حدد شروطًا لكي تعتبر عملية الوهب متوافقة مع الإيمان القويم. ففي حالة مانح حي، لا بد من الحصول على موافقته والتأكد من غياب أية أخطار على صحته. وفي حالة مانح متوف، من الضروري الحصول على موافقة المانح قبل وفاته وموافقة عائلته بعد وفاته. وكذلك، يجب التحقق من الوفاة، وقد حدد القانون اللبناني الشروط الواجب توافرها لإعلان الموت.


بعد ذلك، تحدث ممثل مفتي الجمهورية الشيخ بلال الملا فقال إن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة في مكة المكرمة أعلن أن "أخذ عضو من جسم إنسان حي وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية، هو عمل جائز لا يتنافى مع الكرامة الإنسانية بالنسبة للمأخوذ منه. كما أن فيه مصلحة كبيرة وإعانة خيّرة للمزروع فيه، وهو عمل مشروع وحميد إذا توافرت فيه شروط أبرزها أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع به ضررا يخل بحياته العادية، وأن يكون إعطاء العضو طوعًا من المتبرع دون إكراه، وأن يكون نجاح عمليتي النزع والزرع أمرًا محققا في العادة أو غالبًا


ثم شدد ممثل البطريرك الماروني أمين عام اللجنة الأسقفية لرعوية الخدمات الصحية في لبنان الخوري إدغار الهيبي، على القيمة الأخلاقية لهبة الأعضاء وزرعها، ضمن احترام بعض الشروط التي تتعلق بالواهب وبالأعضاء الموهوبة أو المزروعة. ولاحظ أنه لا يجوز أخلاقيا هبة جميع الأعضاء، إذ يُستثنى من الزرع الدماغ والغدد التناسلية التي تؤمن هوية الشخص الفردية كما هويته التناسلية. وقال إنه لا يجوز اعتبار العمل الطبي لزرع الأعضاء كأنه عمل كسائر الأعمال الطبية، إذ لا يجوز فصل هذا العمل عن فعل الواهب القرباني والحب الذي يعطي الحياة؛ فهنا يصبح العامل في قطاع الصحة وسيطًا في مبادرة مميزة ألا وهي بذل الإنسان لذاته حتى ولو بعد موته، ليتمكن غيره من الحياة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم