الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الأمم المتحدة تتراجع أمام النظام السوري...لا إنزال للمساعدات بلا موافقة الأسد!

المصدر: "النهار"
الأمم المتحدة تتراجع أمام النظام السوري...لا إنزال للمساعدات بلا موافقة الأسد!
الأمم المتحدة تتراجع أمام النظام السوري...لا إنزال للمساعدات بلا موافقة الأسد!
A+ A-

بعد الانتهاكات الواسعة لوقف النار في #سوريا ومواصلة النظام #السوري منع إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة وتراجع الحديث عن عملية انتقال سياسي، تواجه عملية السلام لسوريا ضربات متتالية كان آخرها اعلان محمد علوش، كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات، استقالته من منصبه، متحدثا عن فشل محادثات السلام غير المباشرة في جنيف بجولاتها الثلاث.
ويتعثر الملف الإنساني الملح والذي كان يفترض أن يعطي زخماً للمفاوضات السياسية، مع تراجع الأمم المتحدة على ما يبدو عن خطط لاستخدام الإنزال الجوي لايصال المواد الغذائية والمواد الطبية العاجلة إلى المناطق المحاصرة في سوريا، معتبرة أن هذا التكتيك خطير من دون دعم الحكومة السورية.
وكانت مجموعة الدول الداعمة لسوريا اتخذت قراراً لبدء عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، بعدما حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا من أن المدنيين السوريين سيواجهون خطر المجاعة في حال واصلت دمشق والفصائل المقاتلة المعارضة بوصول المزيد من القوافل الإنسانية، مبرزاً أهمية حصول تقدم على الأرض قبل استئناف المفاوضات.
وأقرت الدول العشرين الاعضاء في مجموعة الدول الداعمة لسوريا، بما فيها أميركا و#روسيا بالاجماع في 17 نيسان الاتفاق الذي ينص على بدء إنزال مساعدات من الجو، إذا واصلت قوات النظام السوري إعاقة مساعدات برنامج الغذاء العالمي ومنع القوافل من الوصول الى المناطق المحاصرة.
وقالت الدول في بيانها إن محاصرة مدنيين في سوريا يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي، ويبرز قدرة الأمم المتحدة على توفير مساعدة إلى إربين وداريا ودوما وشرق حرستا والمعضمية وزبدين وزملكا.
وإذ كان يفترض أن تبدأ عمليات الإنزال الأربعاء في الاول من حزيران، يبدو أن الامم المتحدة ارتأت أن المشروع خطير جداً من دون تعاون الحكومة السورية التي تسيطر مع روسيا على الأجواء السورية.
وتلفت "الغارديان" إلى أنه كانت ثمة مخاوف قديمة، بما فيها بين وكالات الإغاثة من أن تخطئ المواد التي تُنزَل من علو مرتفع جداً أهدافها أو تسقط في مناطق يسيطر عليها النظام أو أن تتعرض الطائرات المتعاقدة مع الأمم المتحدة لهجمات من سلاح الجو السوري.
وسبق لهذه الآلية أن اعتمدت في دير الزور تحديداً مع دعم من الروس، الا أن جميع الافرقاء وافقوا على أن القوافل البرية أفضل.
وبدأ المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دوميستورا يتراجع عن خطط الإنزال في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي ، عشية إعلانه أن لا محادثات محتملة قبل ثلاثة أسابيع على الأقل بسبب انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية.
استقالة علوش
وإلى هذا التردد الدولي أمام مأساة انسانية متفاقمة، جاءت استقالة علوش لتشكل مسماراً آخر في نعش التسوية السياسية.
وقال علوش في بيان نشره على حسابه على تويتر: "لم تكن التجربة التي مرت بها المفاوضات في الجولات الثلاث ناجحة بسبب تعنت النظام واستمراره في القصف والعدوان على الشعب السوري وعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته خاصة في ما يتعلق بالجانب الانساني من فك الحصار وادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين والالتزام بالهدنة" السارية منذ 27 شباط برعاية روسية اميركية.
واضاف: "وحيث اني (..) كنت مصرا مع زملائي في الهيئة والوفد على عدم التنازل عن ثوابت الثورة بتحقيق انتقال سياسي لا وجود لبشار الاسد ورموز نظامه فيه وبينت اكثر من مرة ان المفاوضات الى ما لا نهاية هي ضرب من العبث بمصير هذا الشعب، فاني اعلن انسحابي من الوفد وقدمت استقالتي للهيئة من منصب كبير المفاوضين".
وتكتسب استقالة علوش أهمية كونه كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات ن ينتمي الى "جيش الاسلام" الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق والمدعوم من السعودية.
ويعد "جيش الاسلام" من ابرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الاعمال القتالية. ويتهمه ناشطون معارضون بالتورط في خطف ناشطين حقوقيين في دوما.
وغرد الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات تشارلز ليستر على حسابه على "تويتر" أن استقالة علوش قد تكون بمثابة انذار لنهاية المفاوضات. وأشار الى شائعات عن انسحاب محتمل أيضاً لرئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي.
ونقلت عنه "وكالة الصحافة الفرنسية " قوله أن "هذه قد تكون طريقة جيش الاسلام للقول إن مفاوضات السلام باتت على شفير الانهيار"، لافتاً إلى أن "الفصائل المسلحة تهدد منذ مدة بالانسحاب من المفاوضات"، و "في حال لم يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد حلول لتحسين الاوضاع ميدانياً، فان انسحاب فصائل معارضة أخرى سيصبح أمراً محتوماً".
وكانت فصائل مقاتلة عدة بينها "جيش الاسلام" اعلنت الشهر الحالي انها تفكر بالانسحاب من العملية السياسية التي وصفتها بانها "عقيمة"، وهددت باعتبار اتفاق وقف الاعمال القتالية "بحكم المنهار تماماً" اذا لم تتوقف هجمات قوات النظام.
[email protected]
Twitter:@monalisaf

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم