السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

البك والمير والتغريد في سماء الشويفات

المصدر: النهار
رمزي مشرفية
البك والمير والتغريد في سماء الشويفات
البك والمير والتغريد في سماء الشويفات
A+ A-

لم تكد نتائج الانتخابات البلدية في الشويفات تصدر لمصلحة خيار قرار العائلات المدعوم من النائب طلال أرسلان، بعد إنعدام كل محاولات التوافق بينه وبين رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، حتى علت الأصوات والتحليلات والإجتهادات من كل حدب وصوب. فمنها ما أيّد النتائج وعبّر عنها فرحة وإنتصاراً لارسلان ونهجه وللشويفات على حلتها الجديدة، ومنها من نعى البلدة لست سنوات مقبلة "على إنها إمتداد للست سنوات الماضية من عهد البلدية السابقة". ومنها من خرج ليصطاد بالماء العكر فصوّت من خلال رميه ليلاً بيانات تافهة فارغة المضمون، لا تصب إلا في خانة رمي الفتن وإثارة الغرائز العائلية.


عندما خرج أرسلان منتصراً لمصلحة قرار عائلات المدينة في إنتخابات لم يقف عند بعض التفاصيل التي عرقلت أو وقفت أمام التشكيلة وأمام سجال العائلات، فالقطار سار ولم يستطيع أحد إيقافه، وإنتهت الإنتخابات وإحتفلت البلدة بمجلس بلديتها الجديد وتمت عملية التسلم والتسليم في ما بين المجلس السلف والخلف ورمى الجميع الإنتخابات بتفاصيلها وحرتقاتها الضيقة خلفه وكان يوم جديد.


إلا أن رياح التوتر هبّت فجأة حين خرج جنبلاط مغردا على حسابه فكُشف المستور في ما بين زعيمي الجبل، إذ ما كاد يخرج عن صمته حيال الشويفات والتصورات التي آلت إليه عن مجرى الأمور فيها، حتى نشب جدال "تويتري" بين القطبين، بدأ بالأمس وأستكمل على مراحل، حوار مع نقد وعتب، لم يُخفِ دهشة أرسلان من مواقف جنبلاط لجهة نظرته لإنتخابات الشويفات عندما قال(جنبلاط) أنها "رسم لعالمهم عالم الماضي"، كما إستهجن أرسلان موقف زعيم المختارة على "تعويم" بعض قيادات حزبه في المنطقة عندما عبّر عن ذلك بما أسماه "الدفاع عن بعض الموتورين ". في إشارة واضحة الى إشادة جنبلاط بوكيل داخلية حزبه في الشويفات – خلدة، مروان أبي فرج والذي لم يمضِ وقت طويل على إستلامه مهامه الحزبية في المنطقة.
هذا في الشكل أما في المضمون فإن تغريدات المختارة وخلدة في سماء الشويفات مفهوم آخر لم ولن يتعدى مرحلة العتب والنقد، فجنبلاط آثر عبر تغريداته بث رسائل عدة إلتقطها إرسلان لحظة تغريدها ليرد سريعاً. وصوّب سهامه في إتجاه إرسلان بوصف عالمه "بالعالم القديم" رمى الى وصفجة الإنتخابات وما آلت اليه من ولادة المجلس الجديد على أنها إمتداد للماضي، وليؤكد ذلك أعقب تغريدته بتغريدة تهنئة لكل من إقترع للتغيير. ثانياً تركيز جنبلاط على الإشادة بدور أبي فرج لجهة الدور الذي لعبه في إنتخابات الشويفات، ووضعه في خانة "العالم الجديد في الشويفات"، والإعتزاز به. شهادة كبيرة لأبي فرج الذي صُنّف من الفريق الآخر على أنه كان السباق في إثارة الحساسيات وإفشال التوافق والإصطياد في الماء العكر. ثالثاً الغمز الجنبلاطي لتموضع أرسلان السياسي الى جانب المقاومة و"حزب الله" من خلال التغريدة التي خُصصت "لمطلقي النار في سماء الشويفات من الإحتياط الإستراتيجي لـ "سرايا المقاومة".


إرسلان لم يتوانَ عن الرد على كل تغريدة بمفردها، فشدّد على خيار الوقوف الى جانب المقاومة وبأنه لم يستحِ يوما بهذا الخيار، أما عن عالم جنبلاط الجديد وعالمه القديم فأكد أن الشويفات بكامل عائلاتها وأطيافها هي التي إختارت مجلسها البلدي ولم يُفتح المجال لأي محاصصة أو مساومة أو تقاسم سياسي، فالعائلات إختارت ممثليها في المجلس البلدي وكان لها ما أرادت. أما بالنسبة لإشادة جنبلاط بأحد كوادر حزبه في الشويفات بأنه "رقم" بارز في المدينة فقد أسف إرسلان في إحدى تغريداته لرأي جنبلاط وبإشادته ببعض ما وصفهم بـ "الموتورين" الذين عاثوا إثارة الحساسيات والنعرات العائلية والسياسية في المدينة"، كما إعتبره محازبو ارسلان بأنه "إستنهاض لقاعدة التقدمي الإشتراكي وتعويم لأبي فرج بعد سقوط خياره في الإنتخابات البلدية، وما نتج عن ذلك من إحباط في صفوف الحزب التقدمي الإشتراكي في المدينة".


هذه التغريدات في سماء الشويفات كما سواها بين جنبلاط – إرسلان ستبقى في خانة العتاب والعتاب الآخر الذي سيبقى تغريدات قد لا يأتي كل واحد منهما على ذكرها في أول لقاء بينهما.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم