السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

رحْ ضلّ حبّك لو شو ما صار

عقل العويط
عقل العويط
رحْ ضلّ حبّك لو شو ما صار
رحْ ضلّ حبّك لو شو ما صار
A+ A-

لفتني الإعلان الترويجي، "لو شو ما صار"، الذي تبثّه بعض محطات التلفزة، تعبيراً عن التعلّق بلبنان. يهمّني أن أضمّن هذا الإعلان بعض الأبعاد الضرورية المضمرة التي يجب إشهارها، بحيث يتخطى الترويج البعد العاطفي، ليصبح قانونياً فيحمل الصفة الإلزامية، إلى جانب صفته القلبية.


أن أحبّ لبنان، يعني أن أعمل معنوياً وعملياً، بالمراس والتجربة والبرهان، على جعله دولة الحقّ والقانون والحرية، بلداً مدنياً، علمانياً، ديموقراطياً، "بالقوة الأخلاقية"، و"بالقوة الفعلية" غير الغاشمة (نعم)، معاً وفي آن واحد، فينتقل من كونه دولةً فاشلة ومارقة، إلى أن يصبح دولةً جديرةً بالحياة أولاً، وبالاحترام ثانياً.
أن أحبّ لبنان، يعني أن أمارس وسائل الضغط الديموقراطي المنظّم، ابتداءً من هذه اللحظة بالذات، في كلّ المجالات، وعلى كلّ المستويات، من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهورية.
أن أحبّ لبنان، يعني أن "أفرض" على النواب "فرضاً"، بوسائل الضغط الديموقراطي المنظّم المشار إليها آنفاً، وصولاً إلى العصيان المدني، الفردي والجماعي، إقرار قانون انتخابي ديموقراطي مشرّف، يستولد سلطةً تشريعية جديدة، تستعيد ما يجب استعادته من مساحات دستورية، شرعية، وقانونية، داخل القاعة العامة لمجلس النواب، وتحت سقفها، وفي الأروقة الكريمة المشرّفة، لتبادل الرأي والتفكير والنقاش، بديناميكية وحيوية، في واقع لبنان ومصيره، اللذين يواجهان في هذه المرحلة الرهيبة أبشع المشاريع والمخططات الكيانية والوجودية التي من شأنها محو فكرته، وإطلاق رصاصة الرحمة على معناه.


أن أحبّ لبنان، يعني أن أحرّر سلطته القضائية السجينة تحريراً مطلقاً ونهائياً من فساد السياسيين ورجال الدين وأصحاب المال والنفوذ والترهيب والترغيب، بحيث تصبح هذه السلطة هي السيف الوحيد الذي يرهّب الفاسدين ويقضّ مضاجع أرواحهم.
أن أحبّ لبنان، يعني العمل على تحرير عنقه من السلاح، وتحرير دستوره، لا من الطوائف والمذاهب، بل من الطائفية والمذهبية، وذلك من خلال كفّ أيدي قادة الطوائف والمذاهب، وإطلاق الحياة العامة، والحياة الفردية، من سجنها "الإلهي" الرهيب، وجعلها طليقةً، من كلّ قيد وشرط، باستثناء قيد القانون.
أن أحبّ لبنان، يعني أن أصبح مواطناً فرداً، فيصير لبنان هذا، بلد المواطَنة بامتياز، بحيث يسدل الستار نهائياً على كونه بلد الإنسان المحكوم معناه ووجوده ومصيره بقيده المذهبي.
¶¶¶
عهدي لكَ: رحّ ضلّ حبّك لو شو ما صار.
لو بلا سقف. لو حافياً. لو فقيراً. لو مريضاً. لو معدماً. لو يائساً. لو كافراً. لو مؤمناً. لو شيطاناً. لو ملعوناً. لو عاهراً. و... لو قتيلاً!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم