سلام: نعم نحن أفشل دولة... العيون على طرابلس وتنورين وبشرّي والقبيات الأحد
إنه اليوم الأول من السنة الثالثة على الشغور الرئاسي ولا مؤشرات في الأفق، بل اعتراف من رئيس الحكومة تمام سلام بفشل الدولة في لبنان وبأن الحكومة الحالية هي الأفشل، ومن أبرز الموقف التي أطل بها سلام ضمن برنامج "وجهاً لوجه" مع الزميلة روزانا بو منصف عبر "تلفزيون لبنان"، ليلة 25 أيار، أن "الفراغ الرئاسي سيراكم على لبنان السلبيات ومنها الشلل في مجلس النواب وأداء الحكومة"، مضيفاً: "نعم، نحن أفشل دولة بمقاييس الالتزام بالدستور واستكمال عناصر الميثاقية... وسيسجل التاريخ أننا أفشل حكومة". وأعتبر أن "الشغور يصيب الميثاقية في الصميم". وقال: "لست مع تعديل النظام أو تغييره".
وأكد أن "مفتاح اي شيء مستقبلياً فيه فائدة للبنان هو بانتخاب رئيس للجمهورية"، وأضاف: "لا يوجد مؤشرات حتى اليوم الى إمكان الاتفاق حول قانون انتخاب جديد، معتبرا ان اجراء الانتخابات النيابية افضل من عدم إجرائها".
وفي ملف التجنيس والتوطين، أكد سلام أن "لبنان لم يتعرض لأي ضغط في موضوع تجنيس اللاجئين"، مشيرا الى ان "هناك خطورة بهذا الملف اذا أسأنا التصرف فيه".
انتخابات الشمال
وفي متابعة للجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، تتحضر مدن الشمال وبلداته وقراه لانتخابات متفاوتة الحماوة الأحد المقبل تختم هذا الاستحقاق. وتظهر جولة عاجلة على أجواء الأقضية الشمالية خليطاً عجيباً من التحالفات الحزبية والعائلية يفتقر إلى قاعدة عامة تحكمه .
ففي مدينة البترون عاصمة القضاء سار قطار التحالف بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من دون ركاب يمثلون "القوات" في اللائحة، لخلاف على حجم التمثيل ثم الأسماء. وفي كفرعبيدا يخوض التحالف معركة مشتركة في وجه لائحة قوية برئاسة رئيس اتحاد بلديات القضاء ومجلس البلدية الحالي طنوس فغالي مدعومة من حزب الكتائب، الذي ترك الحرية لأنصاره في عقد التحالفات والاقتراع في كل القضاء. أما شكا فانتهت فيها الصورة إلى لائحة ركّبها رئيس البلدية الحالي القريب من النائب سليمان فرنجية فرج الله كفوري مع الكتائب وفضّل التحالف الثنائي البقاء خارجها رسمياً من غير أن ينافسها. وفي وسط البترون لا يبدو أن الصورة ستتغير كثيراً عن الوضع الحالي الذي لا يحظى فيه التحالف بغالبية، مع تسجيل حماوة في بعض البلديات مثل عبرين، وعودة ظهور شخصيات محلية مؤيدة لـ"المردة" وهذه المرة في الصف المنافس لـ"التيار الوطني الحر".
أما المواجهة الأبرز بدلالاتها السياسية فستكون في تنورين مسقط الوزير بطرس حرب حيث شكل "الثنائي الحزبي" لائحة مشتركة قال وزير الأتصالات لـ"النهار" إن الغاية منها "إثبات الوجود" في سياق ترجمة التحالف واعتباره أنه يمثل أكثرية بين المسيحيين. وأكد أن "لا وجود لتسونامي وستثبت النتائج ذلك، وكان بودنا التوصل إلى توافق لكنهم لم يرغبوا في ذلك. وفي كل الأحوال لا أحد يمكنه اختزال المسيحيين وحده". وأشاد بالجو الديموقراطي السائد مبدياً ثقته بأن "تنورين ستحافظ على توجهها السياسي".
وفي الكورة أعلنت لوائح متنافسة في البلدات والقرى لخليط من عائلات وأحزاب السوري القومي الإجتماعي و"التحالف الثنائي" في شكل خاص، إلى "تيار المستقبل " والكتائب، بينما التزم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري موقف عدم التدخل وترك الحرية لمؤيديه، بحسب مصادر كورانية.
أما في طرابلس فيتوقع المتابعون منافسة حامية بين لائحتي تحالف القيادات والنواب، ذات المدى السياسي الأوسع،وبين لائحة "المجتمع المدني" التي يدعمها وزير العدل اللواء أشرف ريفي، من دون تقليل حجم ما يمكن أن تحصده اللائحة التي شكلها النائب السابق مصباح الأحدب.
وفي قضاء زغرتا بدا تفاهم "تيا رالمردة" – "حركة الاستقلال" كأنه أنهى الانتخابات قبل أن تبدأ خصوصاً أن "القوات" دخلت طرفاً فيه بعدما أمّن تمثيلها في مجالس البلدات حيث لها حضور حزبي. إلا أن معركة "اعتراضية" ذات طابع "مجتمع مدني" ستحصل في زغرتا.
وفي بشري تتنافس لائحتان إحداهما لحزب "القوات اللبنانية" والأخرى في معظمها لـ"قواتيين سياسياً لا حزبياً" يعترضون على القيادة المحلية وممثلي عائلات ، واياً تكن نتيجة المعركة البلدية والاختارية في عاصمة القضاء ، والتي تختلط فيها الاعتبارات والولاءات العائلية والحزبية فإنها تبقى ذات رمزية لافتة بحسب المراقبين، خصوصاً أنها المرة الأولى تشهد بشري منافسة انتخابية من هذا النوع.
وفي حين ترك "تيار المستقبل" لمناصريه الحرية في التحالف والاقتراع في قضاء المنية- الضنية، تستقطب القبيات في عكار الأنظار حيث شكل تحالف "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" لائحة تواجه لائحة العائلات التي يدعمها النائب هادي حبيش بالتحالف مع حزب الكتائب والنائب السابق مخايل الضاهر. وذكر متابعون لـ"النهار" أن قيادتي حزبي "التحالف الثنائي" تولي معركة القبيات الانتخابية أهمية كبيرة من دون تقليل أهمية ما ستشهده بقية بلدات عكار من منافسات ذات طابع محلي.
أما الجامع المشترك بين المعارك الإنتخابية البلدية والإختيارية في الشمال فيكمن في أن الجميع يقررون فيها ويخوضونها انطلاقاً من خلفية انتخابات نيابية تفرض نفسها تلقائياً على الحسابات.