الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاستحقاق الرئاسي بين مبادرة برّي وعشاء عسيري \r\nلا فيتو على عون ولكن لا آمال معقودة على السعودية

ألين فرح
الاستحقاق الرئاسي بين مبادرة برّي وعشاء عسيري \r\nلا فيتو على عون ولكن لا آمال معقودة على السعودية
الاستحقاق الرئاسي بين مبادرة برّي وعشاء عسيري \r\nلا فيتو على عون ولكن لا آمال معقودة على السعودية
A+ A-

في خضم الانشغال بالانتخابات البلدية والاختيارية وإجراء الانتخابات النيابية الفرعية في جزين، لم يخبُ بعد وهج العشاء الجامع الذي أقامه السفير السعودي علي عواض عسيري الاسبوع الفائت، والذي دعا اليه مختلف الأفرقاء بمن فيهم العماد ميشال عون، مستثنياً "حزب الله".
من دون الدخول في شكل العشاء والحضور الذي جمع أضداد الأمس وما كان يعرف بـ8 و14 آذار، ومن جلس الى جانب من، تقرأ مصادر متابعة في مضمون كلمة السفير السعودي التي تشكّل توضيحاً لمواقف أو تحليلات تنسب الى المملكة العربية السعودية وهي ليست لها، اضافة الى التأكيد أن المملكة لم تترك الساحة اللبنانية يوماً. وقد وجّه انتقادات الى الحزب من دون أن يسمّيه، دائماً في اطار النزاع القائم بين المملكة والحزب من اليمن وصولاً الى سوريا ومروراً بالعراق.
كما ترى المصادر أن الرسالة مثلثة الأهداف: أولاً، لا فيتو في المبدأ على العماد عون، ولا على سواه، وكل ما يقال على لسان المملكة في هذا الخصوص غير صحيح. صحيح ان ثمة مسافة قطعت حيال الرفض الذي وضعه الامير الراحل فيصل بن سعود على العماد عون، إلا أن الآمال غير معقودة بعد على التبدّل السعودي.
ثانياً، لا إفراج عن الاستحقاق الرئاسي لأنه قد تكون للاقليم ظروفه، ولا سيما في جوّ الحدّة الميدانية في سوريا والعراق، إضافة الى انشغال الأميركيين بانتخاب رئيس جديد خلفاً لباراك أوباما والسياسة التي سيعتمدها في الشرق الأوسط، من دون اغفال ان العلاقات السعودية – الاميركية تسير على خيط رفيع ودقيق وحساس جداً، وخصوصاً بعد إقرار مجلس الشيوخ الأميركي "قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب"، الذي يسمح عبره لذوي المتضررين من هجمات 11 أيلول بمقاضاة الحكومة السعودية. فهل يكون القرار الاميركي بريئاً حيال المملكة، كما هو حيال "حزب الله" لناحية فرض عقوبات مصرفية عليه؟
ثالثاً، صحيح ان اللبنانيين عندما يتوافقون على الرئيس المناسب لا يعني ذلك بالضرورة ان يكون الرئيس توافقياً. وتتوقف المصادر عند ما تمّ تحليله في قول السفير السعودي "اناشدكم ان توجدوا الارادة السياسية والحلول التوافقية" للملف الرئاسي، معتبرة ان السعي توافقياً لانتخاب رئيس شيء، وتفسير القول بما معناه السعي الى رئيس توافقي شيء آخر. فهل يندرج هذا العشاء من باب الموافقة على صيغة داخلية تسووية لإنتاج اتفاق سياسي داخلي على غرار ما حصل في الطائف والدوحة، تحديداً بعد كلام الرئيس نبيه برّي عن "دوحة لبنانية" داخلية؟
علماً أن المصادر تلفت الى تجاهل السفير السعودي لمبادرة الرئيس برّي لناحية قانون انتخاب فانتخابات نيابية مبكرة ثم رئاسية، إذ يتبيّن ان الرئاسة لا تزال، راهناً، متقدمة عند المملكة على ما عداها، وفق ما تبيّن في خطاب السفير. فهل في ذلك اعتبار أن الرئيس برّي يلاقي "حزب الله" في مناداته بالاتفاق على سلة متكاملة للخروج من الأزمة اللبنانية؟ وهل يمكن أحدا أن يقتنع بإمكان تسوية سياسية من دون "حزب الله"؟
إذاً، مبادرة الرئيس بري الى أين؟
الى الآن ما زالت المبادرة مشظاة لأن كل فريق تعامل معها بطريقة معينة، وثمة من اعتبر أن الرئيس بري أراد عبر مبادرته محاكاة الاهتمام الفرنسي - الفاتيكاني - البطريركي، وبالتالي أراد "حشر" الجميع بمبادرته عبر ايحائه بالقول إنه مستعد لمنح قانون انتخاب جديد، مشروعه المختلط، أو انتخابات نيابية مبكرة للحصول على الرئاسة، وكأن في الأمر مطلباً لفريق، فيما هي مطلب الميثاق والدستور، كذلك إقرار قانون انتخاب جديد يحقق المناصفة الفعلية وصحة التمثيل.


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم