السعوديون يعودون

لا تزال الأوساط السياسية تترقب الترجمة العملية للمبادرة التي أطلقها السفير السعودي علي عوض عسيري، وإمكان أن تفتح ثغرة في جدار الأزمة السياسية، خصوصاً أن كلام عسيري كان معبّرًا في ما يتعلق باستحقاق الرئاسة عندما قال انه سيكون للبنان رئيس قبل عيد الفطر. وهذا يعني، إذا صح، أن الشغور الرئاسي الذي يدخل اليوم سنته الثالثة، لن يطول أكثر من شهر.

صحيح أن ليس هناك معطيات إقليمية أو دولية تشي باحتمال انتهاء الشغور في المدى المنظور رغم الحركة السياسية والدبلوماسية الكثيفة في هذا الاتجاه، لكن الكلام يعطي فسحة أمل بأن الملف ليس متروكاً بالكامل وأن المملكة لا تزال تولي لبنان أهمية بعد الجفاء الذي ساد العلاقات عقب الاجراءات العقابية التي اتخذتها المملكة في حق لبنان على خلفية موقفه من عدم إدانة تفجير السفارة السعودية في طهران.
لكن في موازاة الاهتمام الرسمي بالانفتاح السعودي الاخير على القيادات اللبنانية، ثمة اهتمام مماثل في الاوساط الاقتصادية التي لمست انفراجاً في الاجراءات المتّخذة في حقّ لبنان. إذ علمت "النهار" أن عدداً من المسؤولين اللبنانيين تبلغوا أن المملكة، وفي أول تدبير من نوعه منذ أشهر، قرّرت رفع الحظر عن سفر رعاياها إلى لبنان في موسم الصيف. وأملت اوساط اقتصادية أن تصحّ هذه المعلومات نظرًا إلى ما تمثله السياحة السعودية في لبنان من إنعاش للحركة، كما أن مثل هذا القرار يؤثر على دول خليجية أخرى من شأنها أن تخطو خطوات مماثلة.
وتبقى العبرة في ترقب الايام المقبلة لتبيان الواقع الذي من شأنه أن يعطي إشارات إيجابية في اتجاه لبنان واستعادة صفو العلاقات مع المملكة.