العراق: ملايين الشيعة تحدوا "داعش"... واحيوا ذكرى الامام الكاظم

شارك ملايين الشيعة في مراسم الذكرى السنوية لمقتل الامام موسى الكاظم (799)، سابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، في بغداد رغم اعتداءات انتحارية نفذها جهاديون من تنظيم "الدولة الاسلامية".

وتوافدت حشود غفيرة من ايام عدة الى المرقد الواقع في منطقة الكاظمية، آتين من بغداد ومحافظات اخرى. وعمّ الحزن والسواد الساحة التي اكتظت بالزوار حول المرقد شمال بغداد، وغصت جميع الشوارع المؤدية اليه بعشرات آلاف الزوار، ارتدى معظمهم ملابس سوداء. ورفع بعضهم نعشا رمزيا للامام موسى الكاظم، بينما تعالت اناشيد دينية تروي قصة الامام.

وقال احد الزوار محمد نايف (32 عاما) الذي وصل من بابل بعد معاناة على الطريق ان "الزيارة تمثل دحرا للارهاب، ولم تخفنا التفجيرات ولن يوقفنا اي شيء". كذلك، قال عباس مصطفى (63 عاما) من اهالي منطقة الكرادة الشرقية وسط بغداد- وقد وصل بعد السير 6 ساعات متواصلة- ان "الانفجارات زادت عزيمتي وقوتي، كي اتحدى هؤلاء (الارهابيين) واؤدي الزيارة".

واتخذت القوات الامنية، خصوصا الشرطة والجيش، اجراءات مشددة على الطرق المؤدية الى المرقد. وقال الامين العام للعتبة الكاظمية جمال الدباغ خلال مؤتمر صحافي: "بلغ عدد الزوار من يوم الجمعة نحو 12 مليون زائر". واكد ان عملية الاحصاء تمت في شكل تقليدي من خلال نشر موظفين تابعين للعتبة في محيط الضريح والشوارع المؤدية اليه".

وشاركت دوائر حكومية في تأمين متطلبات الزوار، الى جانب القوات الامنية التي تبنت توفير الامن، لتأمين نجاح الزيارة، وفقا للدباغ. واشار الى "وصول 25 الف زائر من العرب والاجانب في مراسم زيارة الامام الكاظم والمراقد المقدسة".

من جهته، اكد مسؤول في المرقد مشاركة "ملايين" الزوار الذين توافدوا من مختلف مناطق العراق خلال اليومين الماضيين. وقال ان "ليلة امس ونهار اليوم يمثلان ذروة الزيارة. اقيمت مراسم دخول النعش الى داخل المرقد صباح اليوم، وهي تمثل احدى اهم مراسم الزيارة" التي يحرص الشيعة في عموم العراق على المشاركة فيها.

وشهدت بغداد خلال الايام الماضية، اجراءات امنية مشددة خصصت خلالها طرق رئيسية نصبت على امتدادها خيم لتقديم الطعام والشراب للزوار المتوجهين سيرا لاداء الزيارة. كذلك، ارتفعت عبر مكبرات الصوت اناشيد دينية حزينة تروي قصة وفاة الامام .

وقد تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" هجومين استهدفا الزوار في بغداد وجنوبها السبت والاثنين قتل فيهما ما لا يقل عن 37 شخصا.