الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حملَ حقيبته وصعدَ الى الباص... فحلت المصيبة على العائلة

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
حملَ حقيبته وصعدَ الى الباص... فحلت المصيبة على العائلة
حملَ حقيبته وصعدَ الى الباص... فحلت المصيبة على العائلة
A+ A-

لم يصل الطفل خالد الى منزله يوم الثلاثاء الماضي، أمتار قليلة فصلته عن أحضان والدته وضحكة شقيقته الصغيرة التي تنتظره، أخرج رأسه من باص المدرسة فكتب عن غير قصد نهايته، أراد أن يفرح بوصوله الى البيت لكن الموت منعه من أن يكمل طريقه، خطفه ورحل، تاركاً غصة في قلب عائلته التي صدمت لهول ما حصل.
في حي من أحياء حارة الزعرور السقي في سير الضنية وقعت الفاجعة، "كان الباص في شارع منزل العائلة الضيق جداً، أخرج خالد رأسه من النافذة فاصطدم بحائط درج، وقع على الأرض وتوفي على الفور"، بحسب ما قاله الوالد المفجوع محمد موسى لـ"النهار" والذي أرجع الأمر الى القضاء والقدر من دون أن يحمل السائق أية مسوؤلية ومن دون أن يرفع دعوى قضائية"، ولفت الى ان " الباص خاص ليس تابعاً لمدرسة المشاعل التي كان خالد في احد صفوف الروضة ثانية فيها".



"على غير عادته"
خالد المحب للحياة انتهت حياته وهو في عمر الخمس سنوات، وقال والده "كان شعلة من النشاط، فرح الى ابعد الحدود، حيويته تعجز عن وصفها الكلمات، لكن في ذلك اليوم المشؤوم استيقظ صباحاً على غير عادته، لم يتفوه بكلمة ولم يمازح احداً، ارتدى ثيابه وحمل حقيبته ورحل، من دون ان يعود ويملأ البيت بضحكاته، ورغبته بانهاء دروسه ليبدأ ملاعبة شقيقته نور الهدى، لن يعاود السؤال عن موعد رؤية المولود الذي ننتظر ولادته عما قريب، ذهب تاركاً جرحاً لن تداويه الأيام".


"لفلفلة القضية"
علاقة قرابة تربط سائق الباص بوالد الضحية الذي يعمل حلاقاً وفي شركة الكهرباء، بحسب ما أكدته احدى الجارات حيث قالت " ربما لذلك السبب تم لفلفة القضية". واضافت " بعد أن اصطدم رأس خالد بدرج احد منازل الحارة ووقع أرضاً لم ينتبه السائق، استمر في القيادة صعد بالباص على الطفل، بدأ الاولاد يصرخون، حينها توقف، بعد ان كان الامر قد انتهى وتوفي خالد الذي أصيب بنزيف حاد".



انذار موجع
الامر لا يتوقف على باص المدرسة الذي وقع منه خالد، بل"ربما كان انذاراً موجوعا لجميع الأهالي للانتباه على أولادهم من باصات تنقل التلاميذ من دون ادنى معايير السلامة والعناية، نوافذ مفتوحة ورؤوس خارجة منها من دون رقيب ولا حسيب"، بحسب الجارة التي لفتت بغضب " ما يثير الاشمئزاز ان احدى السيدات قالت لي بدلا من الاعتراض، والقول ان حياة التلاميذ معرضة للخطر مع سائقين مستهترين، فليدفع الاهل اموالاً اضافية لتأمين معلمة تراقب في كل باص، كان جوابي لها ومن قال أن الاموال أهم من الاولاد فلتتدخل وزارة التربية وتؤمن حياة ابنائنا في الباصات ونحن على استعداد لكل ما يطلب منا".
بين القضاء والقدر والاهمال خسارة عائلة موسى لن يعوضها الزمان!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم