الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أسعد الزعبي لـ"النهار": ندعم التدخل السعودي للدفاع عن المسلمين

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أسعد الزعبي لـ"النهار": ندعم التدخل السعودي للدفاع عن المسلمين
أسعد الزعبي لـ"النهار": ندعم التدخل السعودي للدفاع عن المسلمين
A+ A-

بدلاً من أن يساهم "جنيف_3" في وقف اطلاق النار في سوريا وخرق الأزمة بخريطة حل سياسي، دفع الأطراف والحلفاء إلى رفع حدة العمل العسكري وتعقيد الأزمة وبات المشهد على الشكل الآتي:


"#جنيف_3" فشل وبات مصير المحادثات مجهولاً فالنظام يرفض تنفيذ أي شروط قبل التفاوض فيما المعارضة تشترط تطبيق القرارات الأممية الانسانية، روسيا تستغل الساعات والدقائق لاحراز أي تقدم عسكري قبل تحول دراماتيكي يخلط الاوراق من جديد لصالح المعارضة، المعارك في حلب محتدمة بعد تقدم النظام بمساندة حلفائه، تركيا رفعت من حدة تصريحاتها والسعودية اعلنت استعدادها للتدخل البري لمواجهة "داعش" وسط ترحيب خليجي. واستهلت استعدادها بمناورة "رعد الشمال"، المعارضة لم تعد تعلق الآمال على المجتمع الدولي وباتت تنتظر السلاح النوعي او الدعم البري، #أميركا تحاول تهدئة النفوس حرصاً على مصالحها مع ايران وروسيا من جهة والسعودية وتركيا وبقية الدول الصديقة للشعب السوري من جهة اخرى، وبدأت تتحدث عن خطة "ب" عسكرية في حل فشل الحل السياسي.


وتبقى المعادلة الميدانية على حالها "تقدم للنظام بمساندة جوية روسية مجنونة" إلى حين تحقيق أي من الخطط العسكرية، وعلى رأسها الخطة السعودية أو دعم الفصائل المقاتلة بمضادات للطيران وأجيال حديثة من مضادات الدبابات. وعلى الرغم من الاعلان عن المناورة الضخمة في شمال #السعودية، لا تزال الدول الحليفة للنظام غير مقتنعة بجدية الرياض في التدخل براً، فيما بات أكيداً أن الأخيرة لم يعد أمامها حل سوى التدخل إلا في حالة واحدة، الرضوخ لمطالب المعارضة وبدء حل سياسي جدي من دون مناورات، خصوصاً أن الوضع الميداني إذا استمر على هذه الحال فمن الطبيعي أن تضعف المعارضة وتكون الحلبة لفريقين فقط، "داعش" وحلفاء النظام.


"نتمنى ان يكون اليوم"


المعارضة السورية تدعم استعداد السعودية لتدخل بري في سوريا بهدف مواجهة تنظيم "#الدولة_الاسلامية" الارهابي، ويقدم العميد الطيار أسعد الزعبي، رئيس الوفد المفاوض في جنيف أسباب عدة لهذا الدعم، ويقول لـ"النهار": "النظام لن يسمح بزوال داعش التي ترتبط به ولا حتى روسيا لأن هذا التنظيم بات الوسيلة التي يستخدمها النظام ليثبت للعالم أنه من يحارب الارهاب، كما أن التحالف الدولي لم يستطع أن يغيّر أي شيء في معادلة داعش وكان ذلك مقصوداً منه وتدخلت روسيا بذريعة محاربة داعش فيما هي تقتل الشع بالسوري، لهذا، بات واضحاً أن لا أحد يريد القضاء جدياً على داعش التي الصقت بالاسلام تهمة وبطلاناً وزوراً، وبالتالي آن الأوان ليظهر المسلمون في العالم أنهم ليسوا ارهابيين وانهم يقاتلون الارهاب ويقتلعونه من مناطقه، بهدف دحر أي فكرة تتحدث عن علاقة المسلمين بالارهاب، ومن أجل أيضاً الغاء التبريرات التي تستخدمها كل من روسيا وايران للابقاء على بشار، فهم يقولون أنه لا يمكن القضاء على داعش إلا بالمساعدة مع نظام الأسد الذي أساسا لم يعد موجودا"، ويضيف: "نحن مع التدخل السعودي ونتمنى أن يكون اليوم قبل الغد".


التدخل سيحصل


الزعبي ابن المليحة الشرقية في ريف درعا على يقين بأن التدخل سيحصل "انشا الله" على حد قوله، لكن هل بدأ التنسيق مع المعارضة ؟ يجيب: "ليس ما تقوم به السعودية مجرد تهويل أو بروباغندا، فروسيا أحدثت بروباغندا محاربة الارهاب فيما اتت لدعم نظام الأسد، ثم تحدثت انها تدعم الجيش الحر فيما هي تدعم القوات الكردية التي تقاتل ضد الجيش الحر وتحاول أن تشكل كيانا في سوريا وما قامت به يمثل بروباغندا، اما السعودية فهي صادقة وكانت هناك نية قديمة بالتدخل في سوريا لكن اعتقد ان الادارة الاميركية لم تكن تسمح بذلك".


ويوضح: "نحن لم تصلنا بعد أي معطيات عن التدخل وهذا يعود إلى السرية العسكرية وإلى قادة التخطيط للعمل الذين يتولون ذلك ومن الطبيعي أن يحصل التنسيق اثناء التدخل"، معتبراً أن "الامور لا تزال غير ناضجة، وربما بعد قليل من الوقت ستتوضح وبالتأكيد عندما يتم تحديد ساعة الصفر سيكون هناك تنسيق"، أما عن الجبهة التي ستبدأ منها السعودية فيقول: "كل الجبهات مفتوحة: "من العراق أو الأردن أو تركيا أو غيرها".


توسع الأعمال العسكرية


اعتبرت إيران أن أي تدخل سعودي في سوريا سيكون انتحاراً، واعتبر مراقبون انها ستغرق في الوحول السورية وقد تصطدم مع روسيا وايران عسكرياً، لكن الزعبي صاحب الخبرة العسكرية، خصوصا الجوية منذ السبعينات يرى أن " الوضع العسكري في المنطقة يشير إلى توسع الاعمال العسكرية وتفاقم الوضع العسكري والانساني ولا اعتقد ان ثمة حلولا يمكن أن تفيد حاليا في المنطقة اطلاقاً خصوصا بعد التدخل الروسي، إلا بالتدخل العسكري، أما القوات السعودية فلديها تجربة كبيرة مع الارهاب وهي الوحيدة التي استطاعت ان تقضي على الارهاب، وفي الوقت نفسه هي الاكثر تعرضا للارهاب والتفجيرات، والقوى الأمنية استطاعت أن تقضي عليها بمنتهى الدقة ولا اعتقد ان هذا الجيش يمكن ان يكون سهلاً امام روسيا او ايران، فالسعودية تملك قدرة عسكرية كبيرة وخبرات وتماسك في القيادة والقواعد وهذه من ادوات النجاح".


وفي انتظار أي دعم عسكري، هل بات التدخل السعودي هو أمل المعارضة، خصوصاً بعدما تقدم النظام في حلب؟ يجيب الزعبي: "من تقدم في حلب هم قوات ايرانية وكردية وليس النظام السوري فهو لم يعد له أي وجود ولديه 400 ضابط فقط في كامل حلب وريفها، اما بقية الضباط والعناصر فهم ايرانيون وروس وأكراد وما تسيطر عليه ايران سيكون باسمها ومن اجلها وليس للنظام، والتعاطي معه هو من اجل الحصول على الشرعية بالتدخل فقط".


السلاح النوعي؟


وبعد دعوات متكررة للحصول على سلاح نوعي، يبدو أن جزءا من المعارضة بات يفضل التدخل على الحصول على سلاح نوعي، ويوضح الزعبي: "لم يعد السلاح النوعي وسيلة لتحقيق نتائج على الارض، فنحن في سوريا امام تدخلات اجنبية بقوام جيوش، وهناك 64 الف مقاتل من ايران و23 الف مقاتل روسي وجيوش اخرى، ومن الطبيعي أن يكون للسلاح النوعي نتائج لكن ليست التي يمكن التعويل عليها في شكل كبير".


وفي شأن الحديث الأميركي عن خطة "ب" عسكرية، فإن المعارضة لم تعد تثق بالأميركي، ويؤكد الزعبي الخبير في طائرات "ميغ 21، 23 و29" أن "كل الحلول الاميركية لم تكن في صالح الثورة السورية ولم تكن رادعة ضد داعش، وتم سابقاً الحديث عن دعم قوات سورية ديموقراطية في شرق سوريا، وبعدها دعم القوات الكردية التي تنضوي تحت لائحة الارهاب في شمال غربي سوريا، ومنعت الثوار من امتلاك أسلحة نوعية، لهذا فإن الخطط الاميركية لم تكن ناجحة ولا في اتجاه صحيح كما انها لم تكن خططاً بل كانت وعوداً فارغة".


جنيف - 3


ستحضر المعارضة السورية محادثات جنيف في حالة واحدة وهي "حين يقوم المجتمع الدولي بواجبه الانساني والمهني وينفذ ما وعد به من قرارات"، وفق ما يقول الزعبي ويعتبر أن "المجتمع الدولي لم يكن في المستوى الذي يفي بوعده في المرة السابقة وهذه المرة ستكون النتيجة نفسها إذا لم يلتزم"، مشدداً على أن "الازمة تتجه إلى المزيد من الحل العسكري بعد التدخل الروسي والايراني وقوات سوريا الديموقراطية، ولا اعتقد ان هناك ملامح لحل سياسي في الافق".


تفجير "داعش"... الأسد


وفي تعليق على التفجير الذي استهدف دمشق وتبنته "داعش"، يقول الزعبي: "هذا التفجير كان رسالة من النظام للعالم بان داعش تتقدم تجاه دمشق وهذا افتراء وكذب"، لافتأً إلى أن "الحواجز الموجودة في دمشق، خصوصا في مساكن برزة حيث تم التفجير، لا يستطيع الانسان ان يدخل ربطة خبز عبرها، فكيف ان تدخل سيارة ملغومة ومفخخة؟ خصوصا ان السيارة التي فجرت شوهدت قبل ايام الى جانب الحاجز ما يثبت ان النظام فعلها"، كما وصلت للزغبي معلومات اليوم بأن "من قُتل على الحاجز غالبتيهم من السنة وتم تجنيدهم من دمشق واعتقدان النظام ضرب 3 عصافير بحجر واحد: تخلص من هؤلاء الشباب، اعطى رسالة للعالم بان التفجير ارهابي وداعشي، واعطى فرصة للمزيد من الحقد من اهالي الشباب على الثورة السورية"، ويضيف ان "داعش جاهزة لتبني اي تفجير ارهابي لتروج عنها ولهذا نحن بحاجة ماسة كمسلمين عرب لتدخل سعودي لدحر هذه الكذبة تجاه المسلمين".


[email protected]


Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم