الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

النصر الحاسم في سوريا أكبر من قدرة روسيا والمواجهة مع تركيا رهن بـ"قبضايين"

المصدر: النهار
النصر الحاسم في سوريا أكبر من قدرة روسيا والمواجهة مع تركيا رهن بـ"قبضايين"
النصر الحاسم في سوريا أكبر من قدرة روسيا والمواجهة مع تركيا رهن بـ"قبضايين"
A+ A-

مشاهد تدفق آلاف المدنيين قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة #حلب توحي كأن الحرب في سوريا بدأت للتو أو كأنها في أحسن الاحوال تضع أوزارها. نساء واطفال وأولاد يحملون امتعة في صرر واكياس تركوا منازلهم من بلدات ريف حلب الشمالي هرباً مما يعتبره البعض بداية النهاية فيما يقول آخرون إنه بداية مرحلة أخرى أكثر عنفاً في هذه الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. فهل اقترب النظام من نصر حاسم قد يقلب موازين الحرب لمصلحته جذرياً؟ هل تتدخل #تركيا عسكريا في سوريا؟ وما هي الخيارات المحتملة للسعودية؟.


منذ الاثنين سيطرت قوات الجيش السوري على بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، مما مكنها الاربعاء من كسر الطوق عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ 2012 وقطع طريق امداد رئيسية على الفصائل المقاتلة يربط بين مدينة حلب وريف المحافظة الشمالي في اتجاه تركيا.
في تقدير مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن أن قوات النظام السوري تمكنت خلال 72 ساعة من تحقيق ما عجزت عنه خلال السنوات الثلاث الاخيرة"، و "اذا لم تتلق الفصائل المقاتلة في مدينة حلب دعما عاجلا من دول الخليج وتركيا، فإن ذلك قد يشكل بداية نهايتها".
بات وضع الفصائل المقاتلة في حلب صعباً، إذ لم يبق لها "الا منفذاً وحيداً يعرف بطريق الكاستيلو"، لكن هذا الطريق بحسب عبدالرحمن طويل ومعقد وسيشكل الهدف المقبل لعمليات النظام، وإذا سقط في يد القوات السورية يصير "الحصار مطبقا" على المدينة.


طريق الامدادات الرئيسي من حلب الى معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا قطع من قوات النظام، ويشبه مواطنون كثافة القصف باستراتيجيات الارض المحروقة، الامر الذي دفعهم الى الفرار شمالا ليعلقوا أخيرا على الحدود المكتظة والتي لاتزال مغلقة مع تركيا.


عدم تكافؤ


ومن شأن خسارة حلب، وإن يكن جزئياً أن يشكل ضربة قاضية للفصائل السورية المعارضة التي سيطرت على الجزء الاكبر من حلب منذ 2012 وأثارت الامال الاولى بقدرتها على اطاحة نظام الرئيس بشار الاسد.
مقاتلو المعارضة في شمال حلب بدوا مرهقين بعد محاولات الصمود على جبهات عدة، ضد النظام و"الدولة الاسلامية" وأحياناً في مواجهة "وحدات حماية الشعب" الكردية وحلفائها.لذلك، بات الهجوم الاخير الذي نفذته القوات السورية بمساعدة الغارات الروسية أكبر من قدرتهم على المواجهة.
والى سلاح الجو الروسي، تقول فصائل المعارضة أن قوات شبه عسكرية عدة، بما فيها ميليشيات عراقية شيعية تدعم الجيش السوري.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حاول عناصر من "جبهة النصرة" تحميل كتائب معارضة مسؤولية الفشل في المشاركة في المعركة، الا أن صحافيا من حلب وصف هذه الاتهامات بأنها "بلا اساس"، وأن المشكلة ليست "النقص في العدد ...تقدم النظام سببه عدم وجود تكافؤ لناحية القوة.فمن يسيطر على الجو يسيطر على الارض".
سكان في حلب يتوقعون أن يحول النظام جهوده جنوبا ويحاول تطويق المدينة ومحاصرتها.فمقاتلو المعارضة لا يزالون يسيطرون على نصف المدينة تقريبا.


حمص الجديدة


ثمة مخاوف كبيرة من أن تتحول حلب حمص الجديدة، وهي المدينة التي نجح النظام في تطويقها وحصارها وتجويع أهلها الى أن أُرغمت المعارضة على الاستسلام في مقابل ممرات آمنة لخروج المقاتلين الى مناطق أخرى.وهناك قلق ايضاً من أن يدفع النظام غربا للسيطرة على معبر باب الهوى في ادلب، المنفذ الاخر الى تركيا.
بمحاصرتها الريف الشمالي لحلب، قطعت القوات النظامية الوقود الذي كان ينقل بالشاحنات الى شمال غرب سوريا من مناطق "الدولة الاسلامية".
بتوصيف معارضين، تكمن استراتيجية النظام باغلاق المعابر وخنق الثورة"، حتى أن ثمة شعورا بين كثيرين بأن ما يحصل هو بداية النهاية "فقلب الثورة هو في الشمال...واذا سقط باب الهوى وباب السلامة،يمكن اعتبار ادلب ساقطة".
هذه المكاسب الكبيرة يقومها الديبلوماسي الروسي السابق والباحث غير المقيم في معهد "كارنيغي موسكو" نيكولاي كوزانوف بأنها نتيجة "الخيبة التي منيت بها موسكو في محادثات جنيف". وقال ل"النهار":"كثفت موسكو جهودها لدعم النظام نتيجة خيبتها من نتيجة محادثات السلام الاخيرة".وفي الاسابيع المقبلة ، يتوقع مزيدا من الدعم الروسي للنظام وقطع طرق الامدادات للمعارضة ،اضافة الى زيادة التركيز على منطقة دير الزور، وذلك في محاولة للضغط على الفصائل المعارضة الموالية للرياض لابداء ليونة أكثر .ومع ذلك، يستبعد هزيمة كاملة للمعارضة.ويضيف:"ٌقدرات روسيا محدودة في النهاية ،وهي غير قادرة على اعادة كل المناطق التي خسرها النظام".


تركيا بمواجهة روسيا


التطورات الاخيرة في شمال سوريا أثارت تكهنات بامكان حصول تدخل عسكري تركي في #سوريا ومعها مخاوف من مواجهة تركية-روسية في ظل التوتر الكبير بين أنقرة وموسكو منذ الخريف الماضي.
الرئيس التنفيذي لمركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية "ايدام" ومقره أنقرة سينان أولغن أوضح ل"النهار" تداعيات التقدم السوري في شمال سوريا على تركيا، قائلا إنها تثير مخاوف كبيرة لانقرة لسببين، أولهما انساني بسبب الموجة الجديدة للاجئين الذين بلغ عددهم نحو 100 الف على الحدود، وثانيهما عسكري كون هذه التغييرات الميدانية تشكل انتكاسة كبيرة لتركيا ، إذ تقطع طرق امداداتها الرئيسية الى المعارضة.
تركيا في موقف صعب. فالى التهديد بقطع امداداتها الى المعارضة، تفرض موسكو منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا،  مقيدة اي تحرك لأنقرة في المنطقة.


منذ اسقاط أنقرة المقاتلة الروسية، صارت معادلة موسكو بمواجهة أنقرة مظهرا ثابتاً في الخريطة الجيوسياسية .ومن مفاعليها الاخيرة اتهام وزارة الدفاع الروسية أنقرة بأنها " تعد لتدخل عسكري" في سوريا، مشيرة الى حشود ومعدات على الحدود، وهو ما سارعت أنقرة الى نفيه.
وكانت أنقرة اكدت الخميس انها منعت "لاسباب امنية" رحلة استطلاع روسية كانت مقررة من بين الاول من شباط والخامس منه من التحليق في اجوائها، لعدم توصل البلدين الى التفاهم على مسارها، وذلك رغم ان الرحلة كانت تندرج في اطار معاهدة "الاجواء المفتوحة" الذي يعد البلدان من الموقعين عليها.
هذه الاجواء المشحونة والاتهامات المتبادلة بين الجانبين يدرجها كوزانوف في اطار "الحرب النفسية".وإذ يقول إن "كل شيء ممكن بين الجانبين" يستبعد تدخلا عسكريا تركيا في سوريا من دون مباركة من الغرب".
بدوره، يقول أولغن إن "تدخلا تركيا في سوريا هو أمر خطير جدا نظرا الى العلاقة مع روسيا، ولا اعتقد أنها ستفعل ذلك".
المواجهة غير المعلنة بتعبير كوزانوف قائمة اصلاً ، ولا يمكن التكهن باتجاهات تطورها، وخصوصاً أننا أمام "قبضايين" و"مغرورين" لا يمكن التبنؤ بما قد يفعلانه، وذلك في اشارة الى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.


السعودية


السعودية، اللاعب الرئيسي في سوريا، أبدت على لسان مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري استعدادها للمشاركة في أية عمليات برية في سوريا إذا قرّر الائتلاف الذي تتزعمه الولايات المتحدة القيام بعمليات من هذا النوع ضد "داعش".فهل يمكن أن تتدخل في سوريا بعد التطورات الاخيرة.
كوزانوف يرى أنه من الصعب التكهن بالخطوات السعودية وخصوصا مع محاولة الرياض اعتماد سياسية مستقلة. وهو لا يستبعد انخراط السعودية في عمل عسكري مباشر في سوريا ولكن "ليس وحدها، وإنما في اطار تحالف دولي".


الاتصالات السعودية-التركية متواصلة بحسب أولغن في شأن سوريا ولكن "تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي ، ولن تخاطر في عمل عسكري من دون أن تأخذ موافقة واشنطن".


 


[email protected]
Twitter:@monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم