الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرصةٌ من العمر... تكتشف خلالها أسرار عالم المجوهرات في لبنان

مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
فرصةٌ من العمر... تكتشف خلالها أسرار عالم المجوهرات في لبنان
فرصةٌ من العمر... تكتشف خلالها أسرار عالم المجوهرات في لبنان
A+ A-

حين تكتسب العيون صفة اللمعان، فهي تسرق هذا التوصيف الشاعري من عالم الألماس والذهب. كذلك يحصل حين تكتب نجمةٌ مشاكسة في السماء حكاية بريقٍ بعيد يجذب اليه الإنسان ويجعله على مقربة من الكون الواسع من خلال نظرة سارحة. وفيما ارتبطت حكايات الكنوز المدفونة بمنطق الحليّ والأحجار الكريمة، بات مصطلح "الكنز الثمين" يصلح كإطراءٍ مميّز نقوله كلّ ما أردنا التعبير عن مشاعر صادقة وثمينة. وإذا ما أردنا اختصار هذا التصوير السورياليّ بتعبيرٍ واحد، لاخترنا كلمة "مجوهرات". هذه القطع القيّمة التي تنحت يد الإنسان فيها حياةً على شاكلة دبلة تأسر عروسين في شباك الحبّ مدى العمر، أو طوقٍ يحوك من عنق المرأة قصصٌ تصلح لعالم الحميميّة، أو إسوارةٍ تحوّل يد السيدة الى لوحةٍ فنيّة متحرّكة، او تبشّر بولادة طفلٍ بعث الى الحياة ليجسّد رسالتها. كلّ ذلك يربط عالم المجوهرات بمفاصل حياة المواطن اللبنانيّ الاجتماعيّة والعاطفية والفنيّة والاقتصاديّة والسياحيّة، ولعلّ أصدق مثال على ارتباط بلد الأرز بالجواهر كان صوت فيروز الملائكيّ يوم غنّت: "يا بيّاع الخواتم بالموسم اللي جايي جبلي معك شي خاتم...".


ولطالما اهتمّ اللبنانيون بالمجوهرات واعتبروها عنصراً أساساً في كلّ مناسبةٍ سعيدة، والهديّة الأجمل التي يمكن أن يقدّموها تعبيراً عن التقدير والحبّ والكرم والرقيّ. لكن خبرتهم في هذا المجال تبقى بحاجةٍ الى اكتساب المزيد من المعارف التقنيّة والفنيّة حوله على رغم توقهم الدائم اليه. وفي هذا الإطار، وبهدف تعزيز خبرة الهواة ومعارفهم في عالم المجوهرات، يستعدّ مركز التدريب المستدام في الجامعة الأنطونية لإطلاق دورةٍ تدريبيّة لمدّة ثلاثة أيام تستمر من الخميس 4 شباط وحتى السبت في السادس منه، في أوتيل "سمول فيل" في منطقة بدارو. وفي حديثٍ لـ"النهار"، تشرح مديرة مركز التدريب المستدام في الجامعة الأنطونيّة الدكتورة جيني مشنتف، الأسباب التي دفعت بهم الى الإضاءة على عالم فنّ المجوهرات تحديدًا هذه السنة: "من الضروري عندما نأخذ على عاتقنا مشاريع إقامة الندوات الفنيّة، أن نسلّط الضوء على عالم المجوهرات لأنه يحمل في طيّاته ملامح مادّة قيّمة إن كانت حجراً كريماً أو لؤلؤة أو أي نوعٍ آخر من الجواهر الثمينة. وقد تطوّرت تقنيّات صناعة المجوهرات عبر الزمن، فيما يتألق الفنانون في تصوير ابداعاتهم في هذا المجال من خلال أعمال استثنائيّة والتقنيّات المتطوّرة". "غالباً ما تعتبر النساء الأكثر تأثّراً بعالم المجوهرات والأحجار الكريمة. الى من تتوجّه هذه الدورة التدريبيّة؟ "تجيب: "يسحر عالم المجوهرات الرجال كما الإناث، وخصوصاً حينما نتحدّث عن الحجارة الكريمة. وعلينا أن نتذكّر دائماً أن الرجال هم من يبادرون الى تقديم المجوهرات الى المرأة ويبذخون من أجل تحقيق هذه الغاية. وفي هذا الإطار، توجّهنا في هذه الندوة الى الذكور والإناث على حدٍّ سواء، والذين بدورهم يعتبرون من هواة هذا العالم الأنيق ويتطلّعون الى معرفة المزيد من التفاصيل عن خباياه". وعن الأنشطة والمحاور التي تقوم عليها الدورة، تقول: "لا نبالغ في التعبير إذا وصفنا هذه الندوة التي نجريها بالمتكاملة وعلى نحوٍ استثنائيّ. وهي لا تغوص في تفاصيل التقنيات والأساليب المتعلقة بعالم الجواهر وحسب، بل سنحت لنا الفرصة الاستثنائيّة للتعمّق في قلب المسألة من خلال زيارة مميّزة سنقوم بها لمتحف روبير معوّض الخاص، إضافةً الى معامل تصنيع وابتكار مجوهرات سليم مزنّر والمجموعة الخاصّة من مجوهرات أنطوان حكيم التي توافرت خصيصاً لنا وهذا لشرفٌ عظيمٌ طبعاً".


وفي سؤال إن لا يزال عالم المجوهرات اليوم يشكّل أولويّة في حياة المواطن اللبناني في ظلّ جميع التحديات الإقتصاديّة والإجتماعية التي يواجهها لبنان؟"، تؤكّد مشنتف أنه "ووفقا لتقرير نشر في ديسمبر 2014 من UBIFRANCE، الوكالة الفرنسية لتطوير الأعمال الدولية، تبيّن أن لبنان هو من بين أكبر خمسة منتجين في عالم المجوهرات. وقد ساهم صانعو المجوهرات الموهوبون وتجّاره المتميزون بابتكار صورة مميّزة لهذا العالم الأنيق في لبنان. كما أن اللبناني يحب المجوهرات ويتزيّن بها بكلّ فخرٍ وثقةٍ وأناقة. من هنا يمكن اعتبار الجواهر أكثر من مجرّد حالة مجتمعيّة لبنانيّة، بل هي جزءٌ لا يتجزّء من الثقافة اللبنانيّة". وتعتبر أن "الدورات التدريبيّة التي تقدّمها الجامعة الأنطونيّة تهدف الى تطوير الطموحات التعليمية من خلال تقديم أفكار خلّاقة في المجالات العلميّة والفنيّة وفي طليعتها التطورات المهنية. وهي تهدف حتماً إلى التصدي بفاعلية للحاجات التعليمية وتدخل ضمن الرؤية الاستراتيجية للشراكة بين المؤسسات الأكاديمية وسوق العمل بما في ذلك عالم الأعمال والمجتمع".


وتشير الى أن "هذه الدورات توفّر برامج مبتكرة لتلبية المعايير النوعية، وهي تقوم على مجموعة من الاختصاصييين والمدربين الذين يتمتعون بالخبرات الفكرية والخبرة العملية في إطار نهج متكامل يوثّق بين مفاصل الحياة المهنية والشخصية والاجتماعية وبهدف توفير الأدوات الضرورية لبناء خلفية ثقافية صلبة، ومن أجل فهم أفضل للبيئة الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق دور فاعل في المجتمع، في حين يمكن تقديم الدورات في المساء أو خلال عطلة نهاية الأسبوع". وعن الأهداف السامية التي يهدف مركز التدريب في الجامعة الأنطونيّة الى تحقيقه، تقول: "الأولويّة تبقى لتعزيز الثقة بالذات وإعطاء مؤهلات دراسية استثنائيّة تسهّل التقدم المهني، إضافةً الى التجديد المهني وتحسين إمكانات الحصول على فرص عمل".
هو عالم المجوهرات حين يدخل في جميع مفترقات الحياة الاجتماعيّة والعاطفيّة. هو الخاتم حين يسبق قبلةً حميمة تكرّس زواجاً الى آخر العمر. الخبرة في الأحجار الثمينة كما الخبرة في القلوب، ضرورةٌ حتميّة. وما أجمل أن تتوّج تلك الخبرة بزخرفة، فيصنع الحالم حلمه بنفسه ويكتبه على قطعة من ألماس أو ذهب، ويبتكر من حياته قصّة يخبّئها في جسد من يحبّ في ليلة حبٍّ على ضوء قمر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم