الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا كشف نتنياهو عن هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا؟

المصدر: خاص - "النهار"
لماذا كشف نتنياهو عن هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا؟
لماذا كشف نتنياهو عن هجمات جوية إسرائيلية داخل سوريا؟
A+ A-

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين #نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي ينشط من حين إلى آخر في عمق الأراضي السورية للحيلولة دون فتح جبهة جديدة فيها ضد إسرائيل، ولمنع نقل أسلحة فتاكة من سورية إلى لبنان. جاء هذا في كلمة ألقاها أمام "مؤتمر الجليل والنقب" الذي عقد في مدينة عكا أمس. فما هو السبب الحقيقي وراء هذا الكشف العلني لنشاط الجيش الإسرائيلي بعد فترة طويلة من اعتماد الحكومة الإسرائيلية سياسة الغموض و"الانكار" لكل الغارات التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي داخل سوريا وداخل الأراضي اللبنانية؟
في رأي المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل فإن كلام نتنياهو يهدف الى اكثر من أمر واحد. فهو من جهة يريد التشديد على تمسك إسرائيل بالخطوط الحمر التي وضعتها منذ بدء الحرب السورية قبل 3 سنوات حيال "حزب الله"؛ وهو من جهة أخرى يريد التعويضقليلاً عن اخفاق إسرائيل في لجمانتفاضة السكاكين الفلسطينية وعجزها عن وقفها بعد مرور اكثر من شهرين على بدئها. وثمة سبب آخر في رأي المعلق يعود الى طبيعة نتنياهو التي عُرف عنها الكشف عن أسرار عسكرية من وقت إلى آخر.
لكن برغم ذلك فإن كلام نتنياهو يكشف عن قلق إسرائيل لما قد يحدث على جبهتها مع لبنان، والصراع الخفي الذي يدور بينها وبين "حزب الله". صحيح أن ظروف الجبهة على الحدود مع لبنان والهدوء الهش الذي يسودها لم يتغيرا منذ مشاركة "حزب الله" في القتال الضاري الجاري في سوريا، وأن الإسرائيليين ما يزالون يعتقدونبأن الحزب لا يرغب في الدخول في مواجهة عسكرية واسعة النطاق معهم، لكن ذلك لا يمنع وجود صراع قوى معقد يدور بين الطرفين، حيث يحاول "حزب الله" أن يثبت أنه ما يزاليحافظ على عامل الردع في مواجهة إسرائيل، وأنه مستعد للرد على كل ما يعتبره اعتداء إسرائيلياً على الأراضي اللبنانية رغم قتاله في سوريا. ولقد سبق للحزب أن فعل ذلك أكثر من مرة خلال الاعوام الماضية وآخر الحوادث كان الرد على اغتيال جهاد مغنية ومسؤولين إيرانيين بالهجوم على دورية للجيش في مزارع شبعا مما ادى الى مقتل جنديين وكاد يتسبب بمواجهة كبيرة لو لم يجر تطويق الحادثة.
بالأمس تحدثت تقارير لبنانية عن انفجار مركز للتنصت الإسرائيلي بالقرب من مرجعيون على ما يبدو أنه زُرع قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن يشكل هذا الحادث سبباً لرد محتمل من جانب "حزب الله"؟ يستبعد الإسرائيليون ذلك، فهذه ليست المرة الاولى التي يجري فيها الكشف عن مراكز للتنصت تركها الإسرائيليون قبل انسحابهم من لبنان، لكن مع ذلك فإن الحادثة توقظ المخاوف من احتمال حدوث تصعيد في أي وقت على الحدود مع لبنان، وهي تشير ايضاَ الى الهدوء الهش السائد هناك.
قبل يومين تحدث الملعق العسكري أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بعض ملامح خطة "جدعون" العسكرية الجديدة التي يعدها الجيش الإسرائيلي لخوض الحروب المستقبلية لا سيما المواجهة مع "حزب الله". وبالاستناد اليه فان الجيش يوظف طاقاته من اجل اعادة بناء سلاح البر بصورة فعالة أكثر، وتحضيره لخوض مواجهات عسكرية على اكثر من جبهة في وقت واحد وتحتاج الى "نفس طويل"، وذلك من خلال تدريب هذه القوات بصورة مكثفة، وتزويدهاما يكفي من ذخيرة تضمن خوض مواجهات طويلة في اماكن من الصعب وصول الامدادت اليها مثل لبنان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم