الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موسكو تُعيد حساباتها في سوريا؟

موسكو تُعيد حساباتها في سوريا؟
موسكو تُعيد حساباتها في سوريا؟
A+ A-

تدخل الحملة العسكرية الروسية في سوريا أسبوعها الرابع دونما اختراق كبير. اختراق قد تكون موسكو راهنت عليه لحشد تأييد دولي لمغامرتها السورية، الا أنه لم يحصل. التقدم الوحيد البارز الذي يمكن تسجيله للصواريخ الروسية هو شمال حلب وفي سهل الغاب. في هذه المنطقة الحساسة شرق اللاذقية وطرطوس، نجحت موسكو في وقف تقدم المعارضة غرباً، وتالياً منع تهديد المعقل الساحلي التقليدي للنظام. وفي المقابل، تواجه قوات النظام مقاومة كبيرة في مواقع أخرى كحماه وحمص، فيما تحاول مقاتلات "السوخوي" إبقاء الممر بينهما مفتوحاً بسبب منفذه المهم الى دمشق. ولعل قدرة مقاتلي "داعش" على الاحتفاظ بتدمر فاجأت النظام وروسيا على السواء.
في ما عدا "الانتصارات" المتتالية التي تسجلها ماكينة البروباغندا الروسية، لا يبدو أن الصواريخ الروسية أضافت كثيراً الى براميل النظام، أو شكلت نقطة تحول في الحرب.
بعض التقلبات على طول خطوط الجبهات يمكن أن تشجع النظام في المدى القريب، الا أن خبراء يجزمون بأنه لن يكون سهلاً على الأسد تخفيف قبضة المعارضة على مناطق سيطرت عليها أشهراً، وفي بعض الحالات سنوات. ومن شأن تعثر الجهود الاولى أن يزيد الاعباء على موسكو، وخصوصاً اذا اضطرت الى تورط أكبر في المستنقع السوري.
ولعل موسكو نفسها بدأت تشعر بالمراوحة وتعيد النظر في حساباتها. فبعدما كانت التقديرات الاولى تتحدث عن أن نشر عشرات المقاتلات الروسية في اللاذقية وبوارج في بحر قزوين والبحر الاسود سيستمر ثلاثة أشهر، خرج مسؤولون روس ليقروا بأن الحملة قد تستمر سنة أو أكثر. ثمة اجماع بين الخبراء على أن أي جهد عسكري روسي في سوريا لن يُحدث تفوقاً نوعياً الا بإشراك قوات برية روسية، وهو ما يستبعده الكرملين حتى الآن.
وفي كل الحالات، صار السقف أعلى بالنسبة الى بوتين. لم يعد الامر مجرد نظام حليف له في خطر، بل ان مسألة هيبة روسيا اصبحت على المحك دولياً. ليس التراجع من شيم القيصر، الا أنه سرعان ما سيدرك أن دخول المستنقع السوري طرفاً، ليس رحلة خاطفة، وأن الخروج من الحرب أًصعب بكثير من الذهاب اليها.
خصوم النظام يبدون مقاومة لافتة. الدعوات الى التعبئة لـ"النصرة" و"داعش" في تزايد. النداءات الى الوحدة بين "أخوة السلاح" تتضاعف. مستوى السلاح في أيدي مقاتلي المعارضة على انواعها يتطوّر. وباختصار، ليست نتائج الاسابيع الثلاثة للحملة الجوية الروسية قليلة، الا أنها بالتأكيد ليست في مصلحة الكرملين. حتى الآن لا نتائج عسكرية يتبجح بها بوتين ولا مكاسب سياسية تتيح له فرض رؤيته لحل سياسي، فهل يعيد حساباته أم تراه يمضي في مغامرته؟


[email protected]
Twitter: @monalisaf

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم