الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اميون تلاقي الروس

المصدر: "النهار"
رولا حميد
اميون تلاقي الروس
اميون تلاقي الروس
A+ A-

تطويراً لاتفاقية التوأمة بين بلديتي أميون الكورانية، وميشوفسك الروسية، تحضر "الجمعية الامبراطورية الثقافية اللبنانية الأرثوذكسية" في أميون لفتح أول صف لتعليم اللغة الروسية.


واتفاقية التوأمة التي وقعت بين البلديتين سنة ٢٠١٣ نصت على التعاون على الصعد الثقافية والاقتصادية والسياحية، بما فيها السياحة الدينية، أي الحج.


ويفيد رئيس الجمعية جرجي بركات، رئيس بلدية أميون السابق، أن جمعيته حصلت على ٢٠ منحة تعليم جامعي سنويا لطلاب يرغبون في متابعة تخصصهم العالي في روسيا، ومن المفترض تهيئة الأجواء لهم بتأمين إلمام لغوي لهم قبل انتقالهم إلى روسيا.


واهتمت روسيا بالمنطقة محاولة نشر ثقافتها ولغتها، فأسست المدارس في مختلف أنحاء الشرق، وبلغ عددها ١١٤ مدرسة، منها ٣٥ في لبنان، وضمت ١٥٠٠٠ ألف تلميذ، وساهمت هذه المدارس في تطور المجتمعات حيث وجدت إذ أمنت لهم التعليم الحديث المجاني، وكذلك حاجات التعليم من كتب وقرطاسية.


أميون نموذجاً


لعبت العديد من المناطق اللبنانية دورا هاما في التفاعل مع الروس، ولم تخل منطقة من مدرسة روسية. غير أن بلدة أميون الكورانية اعتبرت عاصمة الأرثوذكسية اللبنانية، بحسب ما يفتخر سكانها، والأكثر تفاعلاً مع الروس تاريخيا.


في السنوات الأخيرة، بدأ بعض من أهالي أميون يتردد على المرجعيات الروسية، وعلى المركز الثقافي الروسي، ومع الوقت، استيقظت العلاقة التي ربطت أميون بروسيا، و"علاقاتنا الودية وزياراتنا المتبادلة انشأت علاقة وطيدة بيننا وبين الروس تيمناً بما كان سائدا في اواخر القرن التاسع عشر ما بين اميون وبين الدولة الروسية" على ما صرح به لـ"النهار" رئيس بلدية أميون السابق جورج بركات، والمساهم بإحياء العلاقة مع الروس بتأسيس جمعية "أميونية" مع مجموعة من أصدقائه هي "الجمعية الامبراطورية الثقافية اللبنانية الأرثوذكسية" سنة ٢٠١٣.


بركات يشرح تطورات العلاقة مع الروس، ويقول: "بدأنا بتبادل الآراء، والعمل المشترك الذي من الممكن ان نقوم به من خلال هذه العلاقات. فظهرت التوأمة بين مدينة اميون ومدينة ميشوفسك في الجنوب الروسي، وساعدت السفارة بهذا الامر وكانت كل اللقاءات تتم من خلال السفارة".


وتناول أبعاد التوأمة، التي قال إنها "تتضمن مجموعة كبيرة من العلاقات الاقتصادية والرياضية والفنية، وزيارات مختلفة تتم ما بين الروس واللبنانيين بصورة عامة لتعريف الروس على حضارتنا، واوضاعنا، وكل ما يمت للتاريخ من خلالنا بصلة، وكذلك لنتعرف نحن على حضارة الروس بمختلف الميادين. التوأمة خلقت نوعا من الود والصداقة بيننا وبخاصة في بلدة ميشوفسك".


ثم تحدث بركات عن مرتكزات العلاقة، وقسمها إلى ثلاثة محاور، "المحور السياحي جرى البحث مع الجمعية الام اي "الجمعية الامبراطورية الروسية الفلسطينية" بان تكون الكورة واميون هما محل للحجاج المسيحيين الذين يأتون لزيارة الشرق".


والمحور الاقتصادي بحسب بركات يتعلق بـ"الانتاج الزراعي الكوراني بخاصة، واللبناني عامة، لان الجمعية موجودة على مستوى لبنان وسائر المشرق. فعلى هذا المستوى تم التوافق على تصدير المنتوجات وخصوصًا الزيتون والصابون وكل ما يخص الزيت الى روسيا".


المحور الثالث الثقافي، وجزء منه ديني، كما قال بركات متابعا: "اننا بارثوذكسيتنا، ومشرقيتنا، نشعر بالحنين الى الارثوذكسية الروسية التي ساهمت في خلق نهضة ثقافية واجتماعية في اواخر القرن التاسع عشر عندما تبنت ورعت مدرسة اميون عام 1895م وضمت على مقاعدها نحو 450 فتاة وشابا".


عن تطور العلاقة، قال بركات:"من علاقتنا بالروس نجد اهتماما كبيرا، وبدخول روسيا الى سوريا وجدنا انهم يودون اعادة دورهم الذي كان سائدا في السابق. لا شك في أن دخول روسيا في الحرب في سوريا ليس مرحليا، وهو قائم لفترة وربما تكون طويلة اسوة بباقي الدول العظمى كأميركا وبريطانيا وفرنسا الذين يبحثون عن ادوار في المنطقة ولا شك ان غاية الدول الكبيرة اقتصادية بالدرجة الاولى وخط الغاز هو الغاية الاولى".


أما بالنسبة إلى أميون، فقال: "لنا الخط الروحاني الذي نرجح أنه من الاسباب حاولت تجمعنا به".


وفي الختام، عرض بركات لزيارة قامت بها مجموعة كبيرة من أميون والكورة، ضمت زهاء سبعين شخصا، زاروا خلالها المدينة المتوأمة مع أميون جرى فيها احتفال الانتصار الروسي على نابوليون، وختمت الزيارة في الكرملين، وقد لحق بالوفد مبعوث الرئيس الروسي بوتين.


يورد بركات بافتخار ما قاله مندوب بوتين للوفد: "خرجنا من الشرق سنة ١٩١٤، ونشكر جرجي بركات الذي أعادنا إليه بعد مئة عام".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم