الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"منطقة بسمنة، ومنطقة بسمّ الزبالة"!

جيسي صليبا
"منطقة بسمنة، ومنطقة بسمّ الزبالة"!
"منطقة بسمنة، ومنطقة بسمّ الزبالة"!
A+ A-

من 20 تموز الماضي، بدأت النفايات السامة القاتلة تتراكم في منطقة اللويزة– بعبدا، تحديدا في شارع الوطى والشوارع المؤدّية الى كنيسة مار جرجس، والمكتظة بالأبنية والسكان والأولاد. من ثلاثة أشهر، لم تنقل النفايات من هذه المنطقة، بخلاف ما يحصل في مناطق لبنانية أخرى. ويدفع الأهالي ثمن استقالة رئيس بلدية بعبدا وغالبية أعضاء المجلس البلدي.


ولكن ماذا عن المحافظ؟ اليس له دور في هذه الحالة الطارئة؟ ألا يجب اعلان حالة الطوارىء أو دق ناقوس الخطر عندما تصبح الصحة العامة وحياة السكان والأطفال على المحك؟ في شارع الوطى، تتجمّع نفايات مخمّرة في مكان شبه ملاصق لمبنى "المالك جورج بجاني"، حيث اعتاد عشرات الأولاد الصغار اللعب في مدخله. واضطر الأهالي، بعدما سُدَّت امامهم كل الطرق، الى استنباط حل موقت لدرء الخطر جزئياً عن عائلاتهم. فعمدوا الى رش الكلس على النفايات التي تمددت على مساحة كبيرة من الشارع، ثم وضعوا فوقها حجارة كبيرة، وغطوها بغطاء مقاوم للماء.


 


في الشوارع المؤدية الى كنيسة مار جرجس، حدّث ولا حرج. من يمر هناك يشعر بأنه في مدينة أشباح، ليس لأن مشهد الأكياس السوداء والبيضاء المكدسة مخيف فحسب، انما أيضا لأن الروائح الكريهة المنبعثة منها اقوى من قدرة اي كائن بشري على التحمل. وبالتالي بات من المستحيل المرور من هناك مشيا أو في سيارة فتحت نوافذها. كل هذا يشكل خطرا مباشرا على صحة السكان وحياتهم.


 


ويبقى الخطر الداهم الذي حددته وزارة الصحة في تعميم ارسلته الى المدارس، مرض impetigo#. وهو التهاب جلدي معد سببه الأساسي تراكم النفايات في الشوارع وتحلّلها. اما مصدره، فبكتيريا تنقلها البعوضة من النفايات الى الأشخاص، ويمكن ان تنتقل ايضا من شخص الى آخر بالعدوى. تكمن خطورة هذا المرض في الاذى الكبير الذي يتسبب به، في حال التأخر في تشخيصه. فالالتهاب الجلدي قد يصبح مسمما للدم، بحيث يودي بحياة المصابين به. تهديده مباشر، خصوصا على الأولاد التي تراوح أعمارهم بين العامين والسّتة اعوام.


 


وبما أن منطقة اللويزة تستقطب أعدادا كبيرة من الأولاد من هذه الفئة العمرية، فالخطر لا يحدق بهم فحسب، انما ايضا يتعدّاهم ليطاول رفاقا لهم يرتادون المدرسة من مختلف المناطق، لأن هذا المرض قابل للانتقال عن طريق العدوى. ونظراً الى هذا الخطر الداهم، يتوجب على المحافظ، النائب، الوزير، وكل ادارات الدولة التحرك فورا لوضع حد لهذا الوضع الشاذ المهمل من ثلاثة أشهر. لا يجوز أن تكون هناك "منطقة بسمنة، ومنطقة بسم الزبالة"! ولادنا مش ملاقيينن ع الطريق! ولادنا كل شبر بنذر!" واذا كان لا حول ولا قوة للمسؤولين، فلا غرابة اذا لجأنا الى خوري المحلة ليرفع عنا النفايات السامة، على غرار ما يحصل في الفياضية؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم