الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مأساة عائلة يعقوب التي خسرت ابنها الوحيد على اوتوستراد نهر الموت

المصدر: "النهار"
مأساة عائلة يعقوب التي خسرت ابنها الوحيد على اوتوستراد نهر الموت
مأساة عائلة يعقوب التي خسرت ابنها الوحيد على اوتوستراد نهر الموت
A+ A-

كل شيءٍ فُقِد فجأة. في برهةٍ تحوّلت السيارات المتّجهة نحو وجهة سيرٍ ما، الى صفحةٍ أخيرة في رواية حياة من شاء القدر أنهم مرّوا على اوتوستراد نهر الموت واصطدموا بصهريج مياه. كان ميشال يعقوب ابن الثلاثة والعشرين عاماً واحداً منهم، ويا ليت زحمة سير خانقة حالت في تأخّره لدقائق بعد ظهر الاثنين المنصرم. لكانت الدنيا استعاضت عن رسم دمعةٍ على وجه أمٍ وأبٍ خسروا عريساً عشرينياً جنّد حياته في خدمة وطنه بعد انضمامه الى سلك أمن الدولة، في زمنٍ يلجأ فيه شباب لبنان الى الهجرة، الا ان عكار معتادةٌ على المثابرة في سبيل الوطن، فأضافت الى سجلّ أوسمتها فقيداً جديداً في ريعان الشباب.


انزلاقٌ قاتل
يروي مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" لحظة وقوع الحادث: "جرت الحادثة على اوتوستراد المتن السريع بعد ظهر الاثنين بتاريخ 5 تشرين الاول 2015، حيث انزلق صهريج ينقل المياه نتيجة سرعة زائدة ما أدى الى ارتطامه بسيارة من نوع (مازدا) كان يقودها الفقيد ميشال يعقوب، ثم انحرف الصهريج باتجاه الرصيف، واصطدم بسيّارتين واحدة منها من نوع (بيك آب)، ما أسفر عن وقوع أربع ضحايا من بينهم سائق الصهريج وقتيلين دفعتهم قوة الحادثة نحو نهر الموت، فيما فارق ميشال الحياة داخل السيارة".
رحل مطمئن البال


"حبّه للوطن واندفاعه للمؤسسة العسكريّة دفعاه نحو التطوّع في صفوف سلك أمن الدولة، هو (القبضاي) الذي لم يتوانَ يوماً عن خدمة بلده". بهذه الكلمات، اختصر جوزيف موسى، ابن عمّة الفقيد ميشال، مسيرة قريبه الحياتيّة المليئة بالتضحيّة والعنفوان والشجاعة. ويضيف: "رحل مطمئن البال، بعد ان ضمن شيخوخة والديه اللذين يعملان كمياومين. باتا اليوم يتمتعان بضمان صحيٍّ على اسمه، وهذا ما كان يشغل باله دائماً ان يؤمّن آخرة من سَهِر وضحّى على تربيته. استطاع ان يؤمّن حياتهما، لكنه فقد حياته". ويشير الى ان "ميشال كان من خيرة شباب عكّار، التي تفتقده اليوم هو المحب للجميع، كما يفتقده رفاقه في أمن الدولة الذين تواجد أكثر من مئة عنصر في مأتمه".


سائق الصهريج مخالف للقانون
ويؤكّد موسى ان "ميشال لم يكن مسرعاً مطلقاً، والفيديوهات التي عرضتها المؤسسات الاعلاميّة خير شاهد على ذلك. بل ان المسؤولية تقع على سائق الصهريج، السوري الجنسية، الذي يقود الشاحنة دون وجود أوراقٍ قانونيّة مع سرعة زائدة فاقت الـ 120، ما يحتّم وقوع كارثة أنتجتها عمليّة الانزلاق". ويتابع: "من المؤسف ان يتسبّب انسان مخالف للقانون بموت أشخاص في ريعان الشباب. لقد خالف السائق المتهوّر القانون اكثر من مرّة. الاولى في اوراقه الثبوتية والثاني في تجاوزه السرعة المحدّدة وهو يقود شاحنة وعلى متنها صهريج، ما انتج هذه الكارثة".
خسارةٌ كبيرة شهدتها عائلة يعقوب يوم امس، الا انها حوّلت المناسبة الحزينة الى عرسٍ يليق بالغائب الحاضر في القلوب. خسارةٌ لن ينساها والداه اللذان فقدا ملاكهما الصالح، الذي لم ينسَ يوماً صحّة أمّه وأبيه ومستقبلهما. فكيف ينسى الوجدان من كان كأمثاله؟


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم