The Voice الأصوات اللبنانية فرضت حضورها

في الحلقة الثانية من مرحلته الأولى، أي مرحلة الإستماع إلى الأصوات وفرزها في فريق كل من الفنانين شيرين، كاظم الساهر، صابر الرباعي وعاصي الحلاني، استكمل البرنامج الغنائي The Voice على شاشة MBC إختيار الأصوات التي تعتمد إستدارة الكرسي للفنان بعد إعجابه بصوت المشترك. وقد كان لافتاً في هذه الحلقة حضور أصوات محترفة على المستوى الغنائي والموسيقي قد لا تكون موجودة عند المدرب الفنان نفسه، وهو أمر غير مبالغ فيه، إذ لم تتردّد المطربة شيرين وبخفة دم معهودة منها القول للمتبارية اللبنانية كريستين سعيد أنها تتمنى امتلاك تقنية الغناء هذه قائلة "أتمنى أتعلم إزاي أغني كده"، أمر كان وقعه جميلاً على الفتاة اللبنانية التي عزفت البيانو وغنت اللون الغربي فأذهلت الحكام الأربعة.

صوت لبناني آخر استطاع أن يترك هذا الوقع المذهل في البرنامج رغم إختلاف النمط الغنائي والموسيقي، فالمتبارية ولاء الجندي حازت إستدارات المدربين الأربعة فور غنائها وعزفها على العود مقطعاً من أغنية "مضناك" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ويتميز صوت الجندي بأنه شرقي صميم كأنه انطلق من معرفة واسعة بأساليب غناء مصر وسوريا ولبنان، فهي تقوم بإلتفافات أدائية إحترافية قد لا نجد مطربات قديرات على معرفة فيها أو يملكن المقدرة عليها. ولعل الجندي هي صوت لبناني شرقي نادر الحضور. ورغم أنّ الغناء الغربي للبنانية كلارا عطا الله كان ممتازاً من حيث الأداء الجمالي والتقنية، إلاّ أن الحكّام الأربعة أعطوا ملحوظاتهم غير الواضحة على هذا الصوت، مثل تعليقهم على اختيار الأغنية وتعليقهم على افتقادها قليلا للركوز وهو تقييم لم يكن صحيحاً بالمعنى العلمي، فلم نفهم كمتابعين ما هي الأسباب التقييمية لاستبعاد هذا الصوت الذي يتمتع بأنوثة هادئة وإتقان أدائي. وصحيح أن الأداء الغنائي للبناني حسام الشامي كان قديراً واستدعى التفاتة الفنان عاصي الحلاني، إلاّ أن الشامي يفتقد حدّاً من الطواعية في تقنيات أدائه، مع ذلك إنضمّ الشامي إلى فريق الفنان الحلاني علماً أنه أقلّ مستوى من السوري يزن الذي بدا يسلطن سامعه على نمط الغناء الحلبي.